إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في قصص سعيد حورانية جماليات المكان -الإيرانية محبوبة محمدي آبادي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في قصص سعيد حورانية جماليات المكان -الإيرانية محبوبة محمدي آبادي

    جماليات المكان في قصص سعيد حورانية

    الوطن

    «بصفته قاصاً بارزاً استطاع من خلال الكلمة أن يعبر عن هموم أمته وشعبه» لهذا السبب تختار محبوبة محمدي آبادي الكاتبة الإيرانية سعيد حورانية موضوعاً لكتاب لها صدر مؤخراً عن الهيئة العامة السورية للكتاب و«نظراً لأن المكان القصصي يشكل عنصراً بارزاً في قصصه» فقد اختارت آبادي البحث والدراسة في «جماليات المكان في قصص سعيد حورانية» آخذة بالحسبان الفرق بين المكان الروائي والقصصي فإذا كانت الرواية تتمتع ببنيتها السردية الطويلة وكثرة شخوصها وفضائها الواسع تتحرك فيه ويبدو المكان فيه غنياً واضح المعالم يتفاعل مع الشخوص بوضوح على حين- تعقب آبادي- يصعب تقفي أمكنة القصة القصيرة لأنها محكومة بقصر سرديتها وتكثيف زمانها وشخوصها، كما أن المكان فيها يتسم بطابع مجرد ورمزي تظهر بعض ملامحه وتختفي الأخرى ليقوم المتلقي برسمها أو تخيلها واستكناه دلالاتها أو قد يغدو المكان عناصر تثبت تمنع الأحداث من التبعثر في فضاء التعميم وتمنحها خصوصية البيئة وهكذا (تضيف آبادي نقلاً عن لؤي علي خليل في دراسة له في مجلة عالم الفكر) فالقصة موقف مكثف لا يتسع لاقتفاء الأبعاد المكانية بوضوح إلا إذا كانت هي نفسها محور القصة. الكتاب قام بمعالجة المكان ليس من جوانب مادية وحسب، بل من جهة العلاقات الانسانية والمجتمعية من منظور البعد والعمق المكاني والدلالي وعلاقة المكان بالشخصيات والتفاعل بينهما وتشير الكاتبة إلى أنه على الرغم من الدراسات الموجودة حول أعمال القاص حورانية فهي لم تحظ بدراسة مستقلة عن المكان باستثناء بعض الإشارات في الدراسة التي قام بها باسم عبدو في السيرة والإبداع ودراسة تتسم بالعمومية- على حد تعبير الكاتبة- لمحمد كامل الخطيب في مقدمة الأعمال القصصية الكاملة للقاص حورانية الصادرة عن وزارة الثقافة السورية.
    الدراسة التي اعتمدت المنهج البنيوي تناولت الخطاب القصصي وكيفية معالجة المكان عند حورانية وشعرية الخطاب القصصي والثنائيات الضدية والتقنيات الكتابية ومعالجة المكان فنياً والمكان بين الواقع والتخييل إضافة إلى الأشكال المكانية في قصص الكاتب وأجرت الدراسة مقاربة المكان وصياغة الشخصية القصصية وعلاقة المكان بالعناصر القصصية الأخرى إلى جانب علاقة المكان باللغة القصصية والصلة الوثيقة بين المكان والزمان والتداخل بينهما.
    أما النتائج التي توصلت إليها الباحثة في كتابها فأهمها أن تصوير حورانية «للبيت» جاء بوصفه واحداً من أهم الأماكن في قصصه نابضاً بالحياة إضافة إلى التعدد والتنوع على حين مثل «السجن» المكان المعادي يستغله حورانية ليتخذ من السجناء رمزاً ليعبر عن الأوضاع السياسية الممثلة في السلطة الحاكمة وعلاقتها بالمحكوم وجاء «المقهى» أو «الملهى» بوصفهما نقيضاً للسجن إذ أعطى حورانية أهمية خاصة لهذين المكانين وتتعدد الأمكنة من «الشارع» إلى «المدينة» إلى... وتؤكد الكاتبة أن المكان اكتسب عند حورانية أهمية خاصة وقيمة من خلال بعده الفني والحياتي عدا كون المكان يظهر بأشكال مختلفة من «الغرفة» و«السرير» إلى الشارع وأماكن أخرى سواء كانت مغلقة أو مفتوحة بدلالات رمزية.

يعمل...
X