Announcement

Collapse
No announcement yet.

بولس سركو التشكيلي السوري بحكايتة الغرامية ( بين التجريد اللوني أو التجريد الهندسي والواقعية )

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • بولس سركو التشكيلي السوري بحكايتة الغرامية ( بين التجريد اللوني أو التجريد الهندسي والواقعية )




    بولس سركو التشكيلي السوري بحكايتة الغرامية
    (بين التجريد اللوني أو التجريد الهندسي والواقعية )

    لقاء مع الفنان التشكيلي بولس سركو



    بين الواقعية والتجريد

    هو أحد الأسماء المهمة في الحركة التشكيلية السورية نال العديد من شهادات التقدير وله عدد كبير من المعارض داخل سورية وخارجها ومن مرسمه الدافئ في مدينة اللاذقية كان لنا الحوار التالي:
    حيث بدأ حديثه حول هاجس الجمع بين الواقعية والتجريد فيقول:
    الواقعية: بنظري هي شيء مهم ولكنها كررت نفسها كثيراً وتجاوزها الفن .
    أما مفهومه للتجريد: إنه بالنسبة لي يختلف تماماً عن الرؤية بالشارع التشكيلي، التجريد ليس نقطة انطلاق للمطلق بل هو مفهوم للجدليات ليس ميتافيزيقي هو مفهوم أقرب للجدليات، التجريد هو إعادة تصور للواقع برؤيتي الخاصة.
    وجميع محاولاتي هي عبارة عن مزيج بين الواقعية والتجريد التي تحقق ماهية الفن الموجود في مكان فيه مادة وروح ويتميز عن أي شيء آخر وكانت تجربتي مبعثرة قليلاً خلال تطورها بسبب الهاجس الذي أمتلكه حيث لم تسر الأمور معي بشكل تدريجي مثل باقي الفنانين الكبار الذين انتقلوا تدريجياً من واقعي- انطباعي الخ......وإلى التجريد.
    بدأت العمل الواقعي وعملت الانطباعي والتجريد لكن بقيت من حين لآخر أعود إلى التجريد اللوني أو التجريد الهندسي وأحاول الدمج بين الاثنين، أحياناً افتقر للحرية لها عندما ارسم أشكال، هذه الأشكال تجعل حريتي أقل ولكن لا أستطيع التخلي عنها لأنها أشكال حقيقة موجودة فهذه هي أسباب البعثرة.
    في العام1996 بعد حصوله على شهادة تقدير من نقيب الفنون الجميلة في سوريا بمشاركته بأعمال لدعم الشعب اللبناني بفترة الاجتياح. بنظرة فيها بعض الحزن تحدث: إن المعاناة البشرية هي سبب من أسباب إبداع بعض الفنانين لخلق عالماً فنياً يواكب هذا الوضع.
    هذا كان هاجس الفن الملتزم فيما مضى ولكن الآن تغيرت الأمور كثيراً وهذا لا يعني بأنه ليس هناك تأثير لهذه العوامل فينا بل على العكس نحن نشاهد ما يحصل لأننا أولاد هذا الوطن ونحن نمر بهذه الظروف الصعبة بالمنطقة وليس من المعقول أننا لا نتأثر وإن لم نتأثر إذاً نحن أكيد مغيبين...هذه المشاركة تعتبر مشاركة بسيطة أقل ما يمكن على الفنان أن يشارك بهموم شعبه ومنطقته هذا ما سماه بأنه ابن المنطقة. (ونتمنى من الله أن يزيد من أمثاله فهذا دليل على حبه لوطنه من الدرجة الأولى وإحساسه بأنه مواطن عربي ويشعر بآلام جميع الشعوب العربية بالدرجة الثانية ـ رنا). وتابع قائلاً: وللألوان الصاخبة دور في ردة الفعل للمعاناة الذي يعانيها الإنسان في عالمنا ولكن بجزء منها وبجزء له علاقة بشخصية الإنسان وطباعه...
    بلحظة معينة بعيداً عن رؤية الفنانين وبرؤيته الخاصة تحدث:
    إن الرقيمات الممتزجة مع الحضارة أوغاريت، أوغاريت تحديداً مولد الفن السوري ولم نعطيها حقها لا كمؤسسات رسمية ولا كفنانين ولا حتى كشعب الكثير منه لايعرف أين هي أوغاريت.
    ويضيف أن هذا الشيء غير حضاري...لأنها مدينة عظيمة أولا ً.. وثانياً: أنا أستخدم الرقيمات تحديداً بفن أوغاريت، كان يلتقي الفن المحلي مع الفنون المحيطة وهذه ميزة من ميزات الفن السوري حتى في الزمن الروماني كانت هذه الميزة وهي مهمة كثيراً أي التلاقي الثقافي بين حضارات مختلفة بدون أن تسيطر حضارة على أخرى، عندما كان يتقوقع على ذاته كان يتضاءل ويتحول كزمن الأيقونة وزمن الزخرف الإسلامية كان فيها الفن يعيش في المعابد بعيدا عن المجتمع والتحريمات وكانت حينها سائدة في المجتمع.
    كان الفن يتطور بشكل صحيح والانقطاع الذي سببه الفن الديني، هو السبب الذي لم يدع الفن يتطور هنا مثلما تطور في أوروبا تدريجياً حتى وصل إلى هذه المدارس الحديثة التي نشأت في القرن العشرين والنقلة الحديثة الأخرى مابعد الحداثة، هذه القطيعة هي التي جعلت الشعب بعد أن تحرر يستيقظ على الفن التشكيلي: عاد دون أن يكون مرتبطا بالفن بشكل جزري مثل الشعر إنه عريق بمنطقتنا، ولكن الفن غريب عندما يشاهد الناس اللوحات لايعرفون ماهي حكايتها والسبب لأنه ليس جزءا أساسيا من حياة الشعب وللأسف...هذا(نقص حضاري).
    أما عن اللون الابيض فيقول:
    "اللون الأبيض" هو لون صعب جداً وحساس وقليل من الفنانين العرب وحتى العالميين لم يتجرؤوا على أن يستخدموه وأنا استخدمته وكان من أصعب التجارب بحياتي...هو يعتبر بعلم الألوان مقابل القطب الأسود وليس من الخطوط الاستوائية، عندما تأتي الألوان باتجاهه ينقص من قيمتها وتكمن الخطورة في اللعب بهذه المنطقة وهي رمادية بشكل عام، عند دمج اللون الأبيض الناصع مع المحافظة على حساسيته هنا تكمن الصعوبة، وهذا النقص يأتي كمعادلة بدرجة اللون نستطيع رؤية الأبيض المطلق وحتى الأسود المطلق مع نقيضهم واكتشاف جماليتهم.

    الحركة التشكيلية السورية مع بصمات عالمية وإلى أي مدرسة تنتمي:
    هناك مدرستين الشرقية الروسية أو الغربية الأوروبية والمزيج الذي حصل بينهما هذا ما حصل في سورية بشكل عام نتيجة خريجين من الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية أو الخريجين من أوروبا- أميركا- أيطاليا- فرنسا هم الذين عملوا بسوريا واشتغلوا بأسلوب غربي...كانت خبرتهم من الاتحاد السوفيتي نظرية عميقة جداً لتاريخ الفن..عملوا ضمن إطار مدارس الفن الحديث الغربي ومن ثم خرجوا منها لأنه لم يبقى شيء يدعى مدارس للفن الحديث أصبح لكل فنان مدرسته والجو الخاصين به ليرتكز عليه، فعلاً بدؤوا يؤسسون للفن السوري بتجارب مهمة جداً، مثلاً التجريد للفنان عمر حمدي تشاهد فيها ملامح صغيرة فيها روح سورية وهذا بكثير من أعماله.
    الفنان بولص سركو خريج معهد من بلجيكا يتحدث عن العلاقة بين بلجيكا وسورية من حيث الرؤية البصرية من حيث التعامل مع اللون والإدراك الفني لقيمة العمل بين البلدين.
    عاش في منطقة جميلة جداً وهي جنة من جنان سورية جميعها غابات صنوبر خضراء وفيها السواقي والأنهار، ويوجد اختلاف بين البلدين "بلجيكا" منطقة انتوا منطقة صاخبة جداً وهي واحدة من أجمل المرافق في أوروبا ووسط المدينة، حينها شعرت بقيمة الغابات أكثر من الوقت التي كنت أتواجد فيها في الوطن الأم سورية.
    تجربتي في بلجيكا قدمت لي الكثير، عندما تخرجت من مركز الفنون الجميلة من اللاذقية كنت ملماً بأفكار عن الظل والنور والنسب والمنظور أتقنتها جيداً، كان لدي توق عندما أشاهد معارض في اللاذقية أذكر أنها كانت قليلة منها لـ (منذر مصري)الأشجار السود- ومعرض
    لـ(زهير غانم) كروكيات لنساء بطريقة فيها تحوير حديث- ومعرض لـ (غازي خالدي) القضية الفلسطينية فيها أشكال رمزية إلى الـخ....عندما أشاهد هذه الأشكال رغم معرفتي القواعد ولكن كيف تتحول قواعد الرسم عندهم إلى شيء أخر، حرية أكثر عالم جديد...هناك في بلجيكا تعلمت كيف ممكن أن أنتقل من شكل واقعي إلى شكل تعبر فيه عن ذاتك من الداخل..وهذا كان عن طريق الأستاذ مهم يدعى (يوبي) فنان وجوه بورتريه، أضاف لي الكثير لأنني عملت بمرسمه هذا الذي جعل لي نقلة كبيرة.
    التأطير الفكري للوحة:
    مفتوح ويوجد تطابق جداً بين اللوحة والتصور عنها ليس من الضروري أن تلزم الأخر النظر بنفس الطريقة وهذا الشيء تجاوزه الفن.
    أنا لا أرسم شيء خاص لأبن اللاذقية لأن لغة الرسم لغة عالمية مثل اللحن الموسيقي يقرأها الكوري والأمريكي والسوري، هناك بعض من المهتمين لا يتأقلم مع جو اللوحة للتجريد اللوني وهذا لا يعني أننا لا نعرضها له يجب أن يعود المشاهد نفسه النظر إلى اللوحة وأن يحاول التحدث معها وأن يسمعها أيضاً.
    المرحلة التي وصل لها الفنان التشكيلي هي مرحلة عالمية وتجاري التطورات، نظرة المتلقي للوحة لم تصل لهذه الحالة.. اليوم تطور جمهور الفن التشكيلي من عشرة سنوات وما قبل ذلك أكثر بكثير لا أحد يطيق لوحة فيها تجريد لوني، الآن يوجد أشخاص كثيرون يهتمون بـلوحة التجريد ويقتنوها،يجب أن يكون باللوحة أثر بيئي واضح من أجل المصداقية وأن تعبر عن ذاتك ومحيطك....
    وعن جديده حدثنا بنهاية اللقاء: جديدي عملت في الأشهر الماضية معرضين في الشام ومعرضين في اللاذقية الآن أنا في حالة راحة لأحضر لتجارب جديدة لم أعمل بها من قبل.

    لكم مني جزيل الشكر
    لقاء: شادي نصير
    تحرير: رنا ماردينلي
Working...
X