Announcement

Collapse
No announcement yet.

قصيدته (عطر قافيتي ) من ديوان رياح تشرين للشاعر نجيب جمال الدين

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • قصيدته (عطر قافيتي ) من ديوان رياح تشرين للشاعر نجيب جمال الدين

    وأنت يا شــــام عرق النبض فـــــي وطني


    ثمانية وثلاثون عاماً كأنها كانت بالأمس، بل هي لم تكن الأمس هي اليوم والغد والمستقبل،
    إشراقة النصر في تشرين صنعت للعرب مجداً وتاريخاً، واستنهضت طاقات الأمة لتوحد وتبقى من جديد بعد أن أصابها الصدأ، واستولى الهوان عليها حيناً من الزمن.‏
    حرب تشرين التحريرية نقطة التحول الحقيقية في تاريخ المنطقة وربما لا نبالغ إذا قلنا العالم، وما المتغيرات التي بدأت بعدها إلا نتائج حقيقية لها، نعم حققنا نصراً مؤزراً، وصنعنا مجداً وقطفنا ثماره لكن الكثيرين من العرب تآمروا عليه أخذوه بعيداً بعيداً عن دراية أو عدم دراية.‏
    نهضة العربي في تشرين أرقت دوائر صنع القرار في العالم وسارعت إلى قراءة هذا التحول ورسمت الخطط ووضعت الاستراتيجيات للقضاء على هذا التحول، ومنذ ذاك التاريخ وما تشهده المنطقة ليس إلا حلقات في محاولة اغتيال هذه اليقظة، محاولة لاغتيال تاريخ مقاوم.‏
    استسلم البعض وركب موجة الآخرين، ظلت سورية وحدها ترفع راية المقاومة، تحفظ راية العروبة عالياً ولذلك استهدف دورها وكانت دائماً في دائرة الرصد، سورية التي أنجزت النصر في تشرين مع الشقيقة مصر قادرة دائماً على صنع النصر،وصياغة المستقبل المشرق، أدواتها في ذلك الشعب الذي لا يقهر والجيش المؤمن بأهداف شعبه وبأنه للحرب والإعمار والمبدعون الذين لونوا إبداعهم بمداد من تشرين وإن كان هذا المداد قد خط منذ ثمانية وثلاثين عاماً لكنه باق متألق، أخضر يبعث فينا الأمل ويدفعنا دائماً لأن نعيد قراءة روعة النصر الذي شغل العالم.‏
    وإذا أردنا أن نتوقف عند بعض ملامح هذا النصر في الأدب يمكن أن نشير ولو سريعاً كيف استلهم شعراؤنا هذا النصر، وقد ازدهت قصائد الشعراء بلون النصر الذي لم تعد الكلمات يباساً كما كانت بعد حزيران، عاد قنديل الشعر أخضر، انتظروه سريعاً عطرته دماء الشهداء، قد لا يتسع المجال لاستعراض وقع النصر على شعرائنا، ولكننا سوف نتوقف عند بعض هؤلاء الشعراء، وفي مقدمتهم الشاعر البهي الراحل نجيب جمال الدين، هذا الشاعر الأصيل الذي قضى حياته منافحاً عن العرب والعروبة متغنياً ببطولات سورية وإنجازاتها، نجيب جمال الدين الشاعر الذي نجد في نبض كلماته روح كل عربي أصيل، تقرأ فيه نقاء ثلج صنين وعنفوان قاسيون، ورقة الرياحين والياسمين، في ديوانه الذي خصّ وحمل عنوان (رياح تشرين) يتغنى بدمشق التي هي بدء النصر ومنتهاه، هي الوجه الأنقى الذي تحقق فيه الإنجاز الكبير النصر في تشرين تاريخ العرب.‏
    أن تفخر الشمس أنّ الشمس من أزل‏‏
    فأنت يا شام أخت الشمس للأبد‏‏
    وأنت يا شام عرق النبض في وطني‏‏
    وفي ليالي العمى.. مصباحه الأبدي‏‏
    وفي قصيدته الرائعة: (عطر قافيتي) يجدد الشاعر روعة البيان حين يكون تشرين الملهم :‏‏
    ودعت محبرتي وعطر القافيه‏‏
    وتركت أقلامي هنالك غافية‏‏
    ومع الورود.. مع النسيم عشية‏‏
    والشمس توغل في ظلال الرابيه‏‏
    فعساك يا بردى القديم مجدداً‏‏
    عهد الحلا وعهود تلك الحاليه‏‏
    لكنّ تشريناً ومى لي طرفه‏‏
    فأعادني لحقيقتي في ثانيه..‏‏
    فقبل ساعات سئلت قصيدة‏‏
    والشعر أعتى من خيول عاتيه‏‏
    ولديك يا تشرين أعصر كرمتي‏‏
    والنقل أنت، وبورك الزيتون..‏‏
    أمّا الشاعر حامد حسن‏ فقد رأى تشرين إعصاراً ترك لمسات التغيير على مدى الدهر:‏‏
    تشرين.. لله ما أعطى, وما وهبا..‏‏
    جاز النجوم واقتادها لعبا‏‏
    مرّ الصباح, ونيسان الربيع على.. تشرين فاستوهباه زهوة وصبا‏‏
    أغليت تشرين مهدت الضلوع له..‏
    بيتاً فرشت له العينين والهدبا‏‏
    لو رفّ في كل قلب يائس هدرت..‏
    فيه الاماني وقبر هامد وثبا‏‏
    قالوا: العروبة والتاريخ قلت لهم:‏
    لولا دمشق العلى أنكرتها نسبا‏‏
    وتشرين الذي حرر القنيطرة واستعاد الارادة هو الذي سيعيد الجولان والنصر قادم، هكذا قرأ زكي قنصل النصر, وهكذا رأى اهل الجولان أبطالا أباة أعزاء‏:‏
    اشمخ بأنفك.. وانطح قبة الجلد‏‏
    للبطل يوم.. ويوم الحق للأبد‏‏
    يافرع صهيون ثار الحقد في دمنا‏
    فاحذر عواقب مااستنفدت من جلد‏‏
    لا تحسبن لقمة (الجولان) سائغة‏‏
    كم لقمة مزقت أحشاء مزدرد‏‏
    لا لن يعود حزيران بمحنته‏‏
    إنا محوناه من ايامنا الجدد‏‏
    يا أخوتي في ربا الجولان جرحكم‏‏
    جرحي و زفرتكم من صدري الكمد‏‏
    دار العروبة أنى يمّمت قدمي‏‏
    داري, وسكّانها أهلي ومستندي‏‏
    نصر تشرين إشراقة تمتد لتصبح شمساً ساطعة وحقيقة ستكتمل مع التحرير لأرضنا المغتصبة، مع عودة جولاننا، نصر تشرين صنعته دماء شهدائنا وقوافلهم التي ما انقطعت أبداً وهي اليوم تذود في ساحات الوطن عن الأرض والعرض..‏
    مواكب الشهداء تزف إلى القرى والمدن، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، في كل بقعة من وطننا الغالي زغرودة ووردة لشهيد، لأمل ينمو ويكبر.. الوطن اليوم وكل يوم في عرس تشرين في عرس نصر، والكلمة مهما أبدعت تبقى دون بارقة النصر فحين تبدأ البنادق بالعزف تموت القصائد العصماء.‏
Working...
X