تويت
عرض مسرحي يحكي مراحل دخول الإسلام إلى الصين
صورة أرشيفية
بكين (أ.ش.أ)
اختتمت فعاليات الدورة الثانية للمنتدى الاقتصادى والتجارى بين الصين والدول العربية، بمدينة يينتشوان بمنطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوى المسلمة بالصين، بعرض مسرحى من تراث قومى "هوى" بعنوان "ظهور الهلال فوق جبال خه لان"، ويحكى تاريخ إنشاء وتطوير قومية هوى الإسلامية ودخول الإسلام إلى منطقة نينغشيا وتعايش وانسجام الحضارتين الصينية والإسلامية هناك.
وتبدأ فصول المسرحية التى أداها أعضاء فرقة (مسرح الفنون يينتشوان) الصينية بقاعة الشعب بمدينة يينتشوان، لتلقى الضوء على تفاصيل قصة وقعت أحداثها قبل مئات السنين، على طريق الحرير الصينى البرى القديم، عندما وصلت قافلة تجارية إسلامية يقودها تاجر مخضرم يدعى الشيخ حسن وولده ناصر اللذين يتنقلان دائما بين الدول العربية وسهول الصين الوسطى.
وفى أربعة مشاهد هى مجمل العرض، جسد الفنانون الصينيون تفاصيل قصة حب بين شاب عربى وفتاة صينية لتظهر التعايش بين مختلف الحضارات، فعندما تواجه القافلة العربية ظروفا صعبة وتشرف على الهلاك تحت أشعة شمس قاسية وصحراء بلا حدود، إلا أن الشيخ حسن يعثر على بئر ماء يشرب منه أفراد القافلة ويتوضأون، ويصلون لله حمدا وشكرا، وبعد قليل يدخل أحد التجار مسرعا ليخبر أفراد القافلة بوجود قطاع طرق فى طريقهم فيقررون التوجه نحو طريق آخر أكثر وعورة، فتهب عاصفة رملية شديدة وتختفى القافلة فى الظلام.
وضمن فصول المسرحية تقف الفتاة الصينية "هاى تشن" وسط سهل نينغشيا الخصب، أسفل جبل "خه لان" الذى يطل على ضفة النهر الأصفر، لترعى الأغنام، ويظهر أعضاء القافلة الذين نجوا من العاصفة فجأة أمام "هاى تشن" فى ثياب رثة، فتفزع إلى أهلها، فيأتى والدها "باى" فيكرم الغرباء ويقوم بضيافتهم، وخلال ذلك تنشأ قصة الحب بين الشاب العربى ناصر ابن قائد القافلة الشيخ حسن، والفتاة الصينية "هاى تشن".
وفى طريق عودة القافلة يعترض قطاع الطرق القافلة، ويصاب الشيخ حسن، لكنه يصر على استكمال الرحلة، وأثناء ذلك يفاجأ بملاحقة الفتاة الصينية "هاى تشن" لهم، فيتأثر حسن بحبها لابنه ويوافق على زواجهما، لكن الشيخ حسن يموت ويتم دفنه إسلاميا، وتعود القافلة من جديد ليقيم أعضاؤها أسفل جبل "خه لان" ويتعايشون مع السكان المحليين ويتزاوجون منهم وتنشأ أجيال جديدة فى وئام وسلام، وتنشأ قومية "هوى" الإسلامية الصينية.
تأسست فرقة "مسرح الفنون يينتشوان" الصينية عام 1958، بمنطقة نينغيشيا ذاتية الحكم لقومية "هوى" المسلمة بالصين، وتضم 108 فنانين وموظفين، لتقديم مختلف العروض المسرحية الراقصة والفنون الشعبية والأعمال الموسيقية والغنائية.
يذكر أن منطقة نينغشيا الصينية تقع على طريق الحرير الشهير تاريخيا، حيث ترك التجار العرب المسلمون لمساتهم وآثارهم فى نينغشيا وبقى كثير منهم فى الصين فنشروا الإسلام وتزاوجوا مع الصينيين، ويمكن اعتبارهم الأجداد الأوائل لقومية هوى، وكانوا يسمون (هوى هوى كه) أى ضيوف (هوى هوى) أو (هوى هوى رن) أى أبناء (هوى هوى).
وتذكر كتب التاريخ الصينية أن أبناء (هوى هوى) انتشروا فى جميع أنحاء الصين وتجمعوا بكثافة فى مناطق (شنسى وقانسو ونينغشيا)، حيث أصبحت قرى أبناء (هوى هوى) منتشرة فى منطقة واسعة المساحة ممتدة من (نينغشيا إلى بينغليانغ) فى مقاطعة قانسو حاليا.
ومنطقة نينغشيا تعرف أيضا باسم نينغ، وتقع فى المجرى الأوسط للنهر الأصفر فى منطقة شمال غربى الصين وتبلغ مساحتها 66 ألف كيلومتر مربع ويبلغ مجمل عدد السكان 9 ملايين نسمة، وعاصمتها مدينة ينتشوان وتشتهر بمدينة النواعير "السواقى".