تويت
وضع الدراما الأردنية يسيء للفن والفنان والتطلعات الحضارية
- تحويل مسلسل "سقوط الخلافة" إلى فيلم سينمائي بإنتاج قطري
- لا توجد صناعة سينمائية لا في الأردن ولا في الوطن العربي
- غالبية الأفلام المصرية تجارية هدفها شباك التذاكر وليس القيمة الفنية
- أفكر بتحويل مسلسل "الظاهر بيبرز" إلى فيلم سينمائي لتقنيته العالية
- مسلسل "الطريق إلى كابول" منع لكشفه فضائح تجنيد الشباب العربي في أفغانستان
- تصوير مسلسل "شجرة الدر" توقف بسبب سقوط مبارك في مصر والأحداث في سوريا
عمان – أسعد العزوني :
قال المخرج التلفزيوني الأردني محمد عزيزية إن وضع الدراما في الأردن، يسيء الى الفن والفنان والثقافة وحتى الحضارة في الأردن.
وأضاف في حوار مع " الراية " بمنزله في عمان أن منع مسلسل رؤيته التي تدين كل من أسهم وسهل عملية تجنيد الشباب العربي المسلم وإرسالهم الى أفغانستان لقتال السوفييت.
وكشف المخرج عزيزية عن تحويل مسلسل "سقوط الخلافة " الى فيلم سينمائي بانتاج قطري، بينما عزا توقف تصوير مسلسل "شجرة الدر" في القاهرة بعد سقوط مبارك، فيما توقف التصوير في سوريا بسبب الأحداث الدامية هناك.
ولدى حديثه عن صناعة السينما العربية أكد عدم وجود مثل هذه الصناعة في الأردن أو في الوطن العربي بشكل عام، واصفا الأفلام السينمائية المصرية بالتجارية، كاشفا أيضا رغبته في تحويل مسلسل " الظاهر بيبرز " الى فيلم سينمائي لتقنيته العالية .
وفيما يلي نص الحوار :
> كيف تنظر الى الدراما الأردنية، ولماذا أنت بعيد عنها بعد مسلسل "الطريق الى كابول" الذي تم إيقافه عربيا؟
-وضع الدراما الأردنية، اساءة الى الفنان الأردني، والى الفن والثقافة والتطلعات الحضارية في الأردن، ويبدو أننا بحاجة الى زمن طويل لاستعادة روحنا.
المفروض أن يكون الأردن سلة الخضار والفواكه الفنية بسبب التنوع البيئي والفني والثقافي والحضاري، وكان يتوجب علينا خلق فن راق بسبب هذه الميزات لكننا فشلنا.
>لماذا ؟
-لأن الفرص غير متساوية، ويعتمد الأمر على الرؤى والتجارب والأفكار حتى نقدم شيئا، كما أن السؤال الذي يطرح نفسه هو : هل الطريق سالكة أمام المبدعين ؟
هنا يكمن الخطأ الكبير، اضافة الى أن الاختيار هو الأساس، وليس القدرات بمعنى هل يجوز أن نعين خريج الهندسة الزراعية وزيرا للصحة؟إن القاعدة هذه الأيام هي: من تعرف وليس ماذا تعرف!!
>أنت أول من طرح مناقشة موضوع الإرهاب، لكن ما قدمه غيرك لاحقا كان مختلفا، ما تفسيرك؟
-أنا مخرج ملتزم بثوابت الأمة، وأؤمن أن الدم العربي ليس بخسا ولا رخيصا، وتوصيف حالتنا أننا كنا لعبة في يد أناس استغلونا، وجندوا شبابنا الى افغانستان لمحاربة الشيوعيين هناك .وأعطوهم " كارتا أخضر " لزيارة أمريكا بعد تحرير أفغانستان، ما جعلهم يقصمون ظهر البعير، كما يقول المثل الدارج، وأنهكوا الحكم الشيوعي لكن الدول العربية التى سهلت لهم العملية رفضت استقبالهم مع أنهم مواطنون.
هذا ما قدمته في مسلسل "الطريق الى كابول". وقلت إنه ما كان يتوجب إرسالهم وإغراءهم، ولهذه الأسباب توقف المسلسل، لأننا لا نحب النقد الذاتي.
لقد كشف المسلسل بعض فضائحنا، ولكني واثق أن الأيام المقبلة ستكشف كل الفضائح.
>مسلسلاتك التاريخية مثل الحجاج والراية البيضاء وخالد بن الوليد لم تخل من الاسقاطات السياسية فهل أنت من مؤيدي ربط الحاضر بالماضي وايجاد الاسقاطات في الأعمال التاريخية هروبا من الرقابة؟
-لاشىء اسمه حاضر أو ماضي، وأنا تحدثت عن بيئات في أزمنة مختلفة، لكني الآن ابن القرن الواحد والعشرين، ولم أعش بيئة فترة عمل الحجاج بينما أرى بيئتي وأتعامل معها، وما قمت به ليس اسقاطا بل انعكاسا للواقع فأنا ابن القرن الواحد والعشرين.وكيفما أرى تاريخي سيرى من يأتي بعدي نفس رؤيته المستقبلية.
> "سقوط الخلافة" مسلسل يتحدث عن مرحلة حرجة اختلفت فيها وجهات النظر، تماما كما هو الحال في العالم العربي، فهل التاريخ يعيد نفسه؟
- نعم، إن التاريخ يعيد نفسه ولكن بصورة أسوأ، فالتاريخ هو استمرارية لكننا كعرب لم نتعلم من تاريخنا وقد جاءت الخلافة الأموية بعد الخلافة، وحكم معاوية بالسيف بادىء الأمرثم سار على مبدأ "شعرة معاوية " لكن السيف بقي على رقابنا حتى اليوم، ولن نتعلم من تاريخنا وأخطائنا، ويقولون إن الربيع العربي جاء للتغيير، وأرجو أن لا يكون للأسوأ.
> تصدى مسلسل:"سقوط الخلافة" الى ما يسمونهم "يهود الدومينا" والماسونية، وهذا الموضوع خطر وحرج ،ألم تحسب النتائج؟
-عمري 72 عاما، وكبر إبني وشبعت من الحياة ولم يبق لي الكثير وأؤمن بأن الكلمة محسوبة والعمل مسجل، فإما اللعنة أو الرحمة، كما أنني على حافة القبر ولا أخاف أحدا.
> يقال إنك بصدد تحويل مسلسل" سقوط الخلافة" الى فيلم سينمائي، ما وجه الدقة في ذلك؟
- أرغب باستمرار الرؤية وأنا راض عن هذه الخطوة وموافق عليها، إذ لا يوجد عمل سينمائي لأعمال تاريخية، حاليا في الوطن العربي، وهذا العمل مهم جدا لأنه يتحدث عن حقبة تاريخية هامة في العالم العربي الذي تحول من إمبراطورية اسلامية الى دويلات مشرذمة وأقطار . كما أنه مهم لعرض هذه الفترة لنقول من كان وراء هذا السقوط، وما الهدف منه؟ ولا أكشف سرا إن قلت إن قطر هي الجهة المنتجة للعمل.
> مسلسل" شجرة الدر" الى أين وصل؟
- توقف بسقوط مبارك في مصر وانتقلنا الى سوريا لكنه توقف أيضا بسبب الأحداث الدامية هناك، ولا ندري ما الذي سيحصل غدا؟
> كيف تعيد تقديم شخصية سبق وقدمتها من خلال أحد أنجح أعمالك وهو " الظاهر بيبرز" علما أنه كان من أحد أسباب رفضك اخراج مسلسل " أسماء بنت أبي بكر " لأنك سبق وقدمتها بتوسع في مسلسل " الحجاج"؟
-قدمناها في مسلسل " الظاهر بيبرز " منفردة رئيسية لكنها كانت في مسلسل " شجرة الدر" ضمن مجموعة ولم تكن رئيسية .
> محمد عزيزية درس فن الإخراج السينمائي في أمريكا، متى سنراك في هذا المجال؟
- لا توجد صناعة سينما لا في الأردن ولا في الوطن العربي، وغالبية الأفلام المصرية تجارية هدفها شباك التذاكر، وليس القيمة الفنية ومجال توزيعها محدود في الوطن العربي، ولا تدخل كافة الدول العربية، وعندما تصبح عندنا تقنية عالية وتدخل أعمالنا مهرجانات عالمية، عندها يمكن أن ندخل في هذا المجال.
لا اكشف سرا عندما أقول إن تقنيتي في الاخراج التلفازي أعلى منها في الاخراج السينمائي.
ولا أغالي ان قلت إن المجال مفتوح أمامنا لنثبت أننا قادرون على تحويل أي مسلسل الى فيلم سينمائي، وأفكر بتحويل مسلسل " الظاهر بيبرز" الى فيلم سينمائي بسبب تقنيته العالية .
> ما رأيك بما قدم من أعمال فنية في رمضان حول الحراك السياسي العربي، هل كانت تجارية أم أنها لامست الواقع ؟
- لم تمس الواقع أبدا، بل كانت أعمالا عشوائية غير مدروسة، جرى طبخها على نار عالية ونتج عن ذلك طبخة محروقة؟!!
كما أنها لم تقدم الواقع كما هو، اضافة الى أن المنظور لم يكن هو المطلوب، بمعنى أنها لم تقدم رؤية واضحة.
> برأيك كيف يمكن النهوض بالدراما الأردنية؟
- سابقا بدأنا في التلفاز الأردني بالدراما مع مجموعة ممثلين من سوريا ومصر ولبنان، وعلى سبيل المثال كان بطل مسلسل" وضحة وابن عجلان " مصري وبطلته سورية، وكانت اغلب أعمالنا بمشاركة عربية، حتى أن المسلسلات البدوية كانت بمشاركة سورية، وعندها نضجنا نوعا ما بدأنا بتقديم أعمال لفنانين أردنيين ولكن أغلب التصوير كان في دبي، وكانت نسبة الانتاج الأردني ممثلين ومخرجين لا تتعدى 2 -3 مسلسلات في السنة.
لذلك لا نقول إن هناك إنتاجا تلفزيونيا أردنيا، بمعنى أننا لم نقم بغزو الأسواق العربية والعالمية، وحتى ينهض الفن الأردني فان الأمر يتطلب مشاركة عربية بالانتاج لنقف ثانية على أرجلنا في هذا المجال، لأن المشهورين غابوا عن الشاشة بسبب عدم وجود انتاج، لانعدام الشركات الداعمة والممولين كما أن التلفاز الأردني لا يشتري المسلسلات ويدفع التكاليف الانتاجية على الأقل وعلى سبيل المثال خذ عملا بميزانية 150 ألف دينار يتضمن 30 حلقة ويعرض على الشاشة، مقابل مسلسل "شجرة الدر" الذي كلف 4,5 مليون دولار وقارن ين سوية هذا وذاك.
> كيف يمكن خلق صناعة فنية أردنية بشكل عام ؟
- نحن بحاجة الى شركة برأسمال مرتفع وتعتمد على الكفاءات وليس الواسطات لتصل الى سوية جيدة، وتنفذ أعمالا فنية راقية بانتاج عربي – أردني مشترك، عندها سندخل السوق العربية بقوة ونظهر على الساحة من جديد ويجب أن لا يقل رأسمال هذه الشركة عن 12 مليون دولار.