تويت
محتال يُكبّد «يو بي أس» خسارة بقيمة ملياري دولار
البنوك الأوروبية تفقد الثقة في تعاملاتها التبادلية
تراجعت الثقة المتبادلة بين البنوك في أوروبا على خلفية أزمة اليورو والديون الأوروبية التي يمكن أن تؤدي إلى إفلاس اليونان. في الأثناء قال مصرف «يو بي إس» السويسري العملاق، إن معاملات غير قانونية من جانب متعامل تسببت في خسائر بحوالي ملياري دولار.
تحول ملحوظ
وذكر البنك المركزي الأوروبي أن المصارف الأوروبية أصبحت تفضل اقتراض حاجتها السريعة من الأموال من البنك المركزي الأوروبي الذي يحصل على فائدة أكبر نسبياً على هذه القروض اليومية (25ر2%) في حين أن قيمة الفائدة على الأموال اليومية التي تقترضها من بعضها البعض لا تزيد على 0.75% وهو ما جعل البنوك تفضل اقتراض أموالها اليومية من بعضها البعض في الأغلب، فيما يعرف بالسوق البنكية.
مخاوف مسنودة
وأكد البنك المركزي الأوروبي في تقريره الشهري الذي أعلنه في فرانكفورت أمس مخاوفه من عدم حدوث نمو في اقتصاد دول منطقة اليورو، وقال إن هناك تزايداً في المخاطر التي تهدد النمو. ومن بين المبررات التي ساقها البنك لتأكيد هذه المخاوف الاضطرابات التي تشهدها أسواق المال وما تعنيه هذه الاضطرابات من بلبلة شديدة للمستثمرين في سوق المال.
معاملات مشبوهة
وقال «يو بي إس» في بيان إن أمر فضيحة الاحتيال لا يزال رهن التحقيق. وأضاف أن من الممكن أن يقود ذلك لتسجيل «يو بي إس» خسائر في الربع الثالث من عام 2011. كما أعلن أنه لم يتأثر أي حسابات للعملاء من جراء تلك المعاملات. وكان البنك السويسري العملاق تكبد خسائر ضخمة خلال الأزمة المصرفية وتلقى حزمة إنقاذ حكومية في عام 2008.
ورغم استعادته قوته تقريباً منذ ذلك الحين، عانى البنك من تباطؤ في الربع الثاني، إذ مني بتراجع الأرباح قبل خصم الضرائب بحوالي 30% في النصف الأول من هذا العام.
اعتقال المشتبه
وألقت الشرطة في لندن القبض على رجل يدعى كويكو ادوبولي البالغ من العمر 31 عاماً فيما يتصل بالقضية. وقالت مصادر إن ادو بولي، وهو مدير قسم صناديق المؤشرات في فرع البنك في لندن بحسب صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي «لينكد ان» اعتقل للاشتباه في تورطه في عملية احتيال.
وقال متحدث باسم يو.بي.اس: يمكنني أن أؤكد أن موظفاً في البنك ألقي القبض عليه في لندن على صلة بذلك البيان.
وتهدد الخسائر مستقبل بنك الاستثمار التابع ليو.بي.اس، والذي يقوم بمراجعته الرئيس التنفيذي أوزوالد جروبل في اطار اعادة هيكلة واسعة النطاق بعد خسائر ثقيلة في الأزمة الائتمانية وفضيحة مدمرة بشأن مصرفيين ساعدوا عملاء أميركيين أثرياء على التهرب من الضرائب.
وفي بريد الكتروني داخلي قال البنك ان التعاملات غير المصرح بها مثيرة للانزعاج وانه لن يألو جهداً لمعرفة ما حدث.
وبلغ عدد الموظفين في بنك الاستثمار التابع ليو.بي.اس 18 ألفاً بنهاية يونيو معظمهم خارج سويسرا وتحديداً في لندن والولايات المتحدة.
وتراجع سهم يو.بي.اس 5.5 في المئة الى 10.33 فرنك سويسري بينما كان مؤشر قطاع البنوك الاوروبي مرتفعا 1.3 في المئة.
شكوك كبيرة
وقال كريس روباك، الاستاذ الزائر في كلية كاس للأعمال في لندن: هذا برهان واضح على أن كل النظم المتطورة التي تمتلكها البنوك الآن خاصة بعد الأزمة المالية مازالت لا تستطيع منع شخص مثابر من التحايل عليها إذا أراد ذلك. وأضاف: هذا سيؤكد مرة أخرى لأغلبية المساهمين وهم سويسريون أن النشاط المصرفي الاستثماري ليس نشاطاً مصرفياً ملائماً كما هو النشاط المصرفي الخاص.
وقد تثير أي خسائر لبنك الاستثمار التابع ليو.بي.اس فزع العملاء الاثرياء وتدفعهم الى الهروب بأعداد أكبر من وحدته الضخمة للخدمات المصرفية الخاصة وهي نشاطه الاساسي. وقد أحدث هذا النبأ صدمة لدى المؤسسات العاملة في السوق، إذ إنها تأتي بعد أن تحمل بنك سوسيتيه جنرال بسبب المتعامل السابق جيروم كيرفيل خسارة قدرها 6.7 مليارات دولار في تعاملات غير مصرح بها تم الكشف عنها في 2008. وحكم على كيرفيل بالسجن ثلاث سنوات في أكتوبر 2010.
وقال كلود زندر المحلل لدى زد.كيه.بي: من المذهل أن هذا مازال ممكنا ومن الواضح أن لديهم مشكلة في ادارة المخاطر. حتى رغم أن المبلغ ليس كبيرا جدا إلا أن هذه خسارة أخرى في الثقة. ويحاول يو.بي.اس منذ عامين اعادة بناء بنك الاستثمار الذي كاد يدفعه للانهيار أثناء الازمة المالية. واحتاج البنك الى مساعدة من الدولة بعد خسائر ثقيلة تكبدها بسبب أوراق مالية مرتبطة بالرهون العقارية الأميركية عالية المخاطر.
أجواء متشائمة
وفي ظل الأجواء المتشائمة في القطاع المصرفي قال مسؤول كبير في دويتشه بنك إنه سيكون هناك حل للمشاكل المحيطة باليورو، إذ إن تكاليف انهيار العملة الموحدة مرتفعة بشكل لا يمكن تحمله، لكن ربما تكون هناك مشاكل كبيرة في الطريق لذلك. وقال انشو جين المدير العالمي لأنشطة البنك الالماني للشركات والخدمات الاستثمارية في تصريحات معدة مسبقاً لمؤتمر في سنغافورة:
لذلك نحن متفائلون بأنه سيتم إيجاد حل لكن هناك مخاطر حقيقية من وقوع حادث في غضون ذلك وسيكون المسار غير واضح وستظل الاسواق متقلبة. وقال جين الذي يلقي أول كلمة له منذ تعيينه رئيساً تنفيذياً مشاركاً للبنك اعتباراً من العام المقبل ان مشاكل اليورو تجعل المستثمرين اكثر حذراً بشأن اقراض بنوك المنطقة. وأضاف أن الاخفاق في التوصل لحل سريع للأزمة الحالية دفع المستثمرين بما في ذلك صناديق أميركية كبيرة لاتخاذ موقف أكثر حذرا تجاه تمويل البنوك الاوروبية.
البنوك الأوروبية تفقد الثقة في تعاملاتها التبادلية
- (وكالات)
تراجعت الثقة المتبادلة بين البنوك في أوروبا على خلفية أزمة اليورو والديون الأوروبية التي يمكن أن تؤدي إلى إفلاس اليونان. في الأثناء قال مصرف «يو بي إس» السويسري العملاق، إن معاملات غير قانونية من جانب متعامل تسببت في خسائر بحوالي ملياري دولار.
تحول ملحوظ
وذكر البنك المركزي الأوروبي أن المصارف الأوروبية أصبحت تفضل اقتراض حاجتها السريعة من الأموال من البنك المركزي الأوروبي الذي يحصل على فائدة أكبر نسبياً على هذه القروض اليومية (25ر2%) في حين أن قيمة الفائدة على الأموال اليومية التي تقترضها من بعضها البعض لا تزيد على 0.75% وهو ما جعل البنوك تفضل اقتراض أموالها اليومية من بعضها البعض في الأغلب، فيما يعرف بالسوق البنكية.
مخاوف مسنودة
وأكد البنك المركزي الأوروبي في تقريره الشهري الذي أعلنه في فرانكفورت أمس مخاوفه من عدم حدوث نمو في اقتصاد دول منطقة اليورو، وقال إن هناك تزايداً في المخاطر التي تهدد النمو. ومن بين المبررات التي ساقها البنك لتأكيد هذه المخاوف الاضطرابات التي تشهدها أسواق المال وما تعنيه هذه الاضطرابات من بلبلة شديدة للمستثمرين في سوق المال.
معاملات مشبوهة
وقال «يو بي إس» في بيان إن أمر فضيحة الاحتيال لا يزال رهن التحقيق. وأضاف أن من الممكن أن يقود ذلك لتسجيل «يو بي إس» خسائر في الربع الثالث من عام 2011. كما أعلن أنه لم يتأثر أي حسابات للعملاء من جراء تلك المعاملات. وكان البنك السويسري العملاق تكبد خسائر ضخمة خلال الأزمة المصرفية وتلقى حزمة إنقاذ حكومية في عام 2008.
ورغم استعادته قوته تقريباً منذ ذلك الحين، عانى البنك من تباطؤ في الربع الثاني، إذ مني بتراجع الأرباح قبل خصم الضرائب بحوالي 30% في النصف الأول من هذا العام.
اعتقال المشتبه
وألقت الشرطة في لندن القبض على رجل يدعى كويكو ادوبولي البالغ من العمر 31 عاماً فيما يتصل بالقضية. وقالت مصادر إن ادو بولي، وهو مدير قسم صناديق المؤشرات في فرع البنك في لندن بحسب صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي «لينكد ان» اعتقل للاشتباه في تورطه في عملية احتيال.
وقال متحدث باسم يو.بي.اس: يمكنني أن أؤكد أن موظفاً في البنك ألقي القبض عليه في لندن على صلة بذلك البيان.
وتهدد الخسائر مستقبل بنك الاستثمار التابع ليو.بي.اس، والذي يقوم بمراجعته الرئيس التنفيذي أوزوالد جروبل في اطار اعادة هيكلة واسعة النطاق بعد خسائر ثقيلة في الأزمة الائتمانية وفضيحة مدمرة بشأن مصرفيين ساعدوا عملاء أميركيين أثرياء على التهرب من الضرائب.
وفي بريد الكتروني داخلي قال البنك ان التعاملات غير المصرح بها مثيرة للانزعاج وانه لن يألو جهداً لمعرفة ما حدث.
وبلغ عدد الموظفين في بنك الاستثمار التابع ليو.بي.اس 18 ألفاً بنهاية يونيو معظمهم خارج سويسرا وتحديداً في لندن والولايات المتحدة.
وتراجع سهم يو.بي.اس 5.5 في المئة الى 10.33 فرنك سويسري بينما كان مؤشر قطاع البنوك الاوروبي مرتفعا 1.3 في المئة.
شكوك كبيرة
وقال كريس روباك، الاستاذ الزائر في كلية كاس للأعمال في لندن: هذا برهان واضح على أن كل النظم المتطورة التي تمتلكها البنوك الآن خاصة بعد الأزمة المالية مازالت لا تستطيع منع شخص مثابر من التحايل عليها إذا أراد ذلك. وأضاف: هذا سيؤكد مرة أخرى لأغلبية المساهمين وهم سويسريون أن النشاط المصرفي الاستثماري ليس نشاطاً مصرفياً ملائماً كما هو النشاط المصرفي الخاص.
وقد تثير أي خسائر لبنك الاستثمار التابع ليو.بي.اس فزع العملاء الاثرياء وتدفعهم الى الهروب بأعداد أكبر من وحدته الضخمة للخدمات المصرفية الخاصة وهي نشاطه الاساسي. وقد أحدث هذا النبأ صدمة لدى المؤسسات العاملة في السوق، إذ إنها تأتي بعد أن تحمل بنك سوسيتيه جنرال بسبب المتعامل السابق جيروم كيرفيل خسارة قدرها 6.7 مليارات دولار في تعاملات غير مصرح بها تم الكشف عنها في 2008. وحكم على كيرفيل بالسجن ثلاث سنوات في أكتوبر 2010.
وقال كلود زندر المحلل لدى زد.كيه.بي: من المذهل أن هذا مازال ممكنا ومن الواضح أن لديهم مشكلة في ادارة المخاطر. حتى رغم أن المبلغ ليس كبيرا جدا إلا أن هذه خسارة أخرى في الثقة. ويحاول يو.بي.اس منذ عامين اعادة بناء بنك الاستثمار الذي كاد يدفعه للانهيار أثناء الازمة المالية. واحتاج البنك الى مساعدة من الدولة بعد خسائر ثقيلة تكبدها بسبب أوراق مالية مرتبطة بالرهون العقارية الأميركية عالية المخاطر.
أجواء متشائمة
وفي ظل الأجواء المتشائمة في القطاع المصرفي قال مسؤول كبير في دويتشه بنك إنه سيكون هناك حل للمشاكل المحيطة باليورو، إذ إن تكاليف انهيار العملة الموحدة مرتفعة بشكل لا يمكن تحمله، لكن ربما تكون هناك مشاكل كبيرة في الطريق لذلك. وقال انشو جين المدير العالمي لأنشطة البنك الالماني للشركات والخدمات الاستثمارية في تصريحات معدة مسبقاً لمؤتمر في سنغافورة:
لذلك نحن متفائلون بأنه سيتم إيجاد حل لكن هناك مخاطر حقيقية من وقوع حادث في غضون ذلك وسيكون المسار غير واضح وستظل الاسواق متقلبة. وقال جين الذي يلقي أول كلمة له منذ تعيينه رئيساً تنفيذياً مشاركاً للبنك اعتباراً من العام المقبل ان مشاكل اليورو تجعل المستثمرين اكثر حذراً بشأن اقراض بنوك المنطقة. وأضاف أن الاخفاق في التوصل لحل سريع للأزمة الحالية دفع المستثمرين بما في ذلك صناديق أميركية كبيرة لاتخاذ موقف أكثر حذرا تجاه تمويل البنوك الاوروبية.