إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفنان علي حسن مبتدع الدويتو الناجح بين الحرف واللون

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفنان علي حسن مبتدع الدويتو الناجح بين الحرف واللون

    علي حسن مبتدع الدويتو الناجح

    بين الحرف واللون
    • التجريد العربي أسبق من التجريد الأوروبي
    • النون وحدة أساسية و قاسم متجدد في معظم أعماله
    • اختار الفن التشكيلي للتعبير عن ولعه بالخط العربي
    • حصل على جوائز عديدة وأعماله مقتنيات في متاحف عالمية
    بقلم : باسم توفيق :
    علي حسن مبتدع الدويتو الناجح بين الحرف واللون
    حينما بدأ الغرب في انتهاج التجريد كمذهب فني لم يكونوا فتشوا جيدا في تاريخ الأمم السابقة والحضارات الماضية بحيث يستطيعوا أن يستشفوا بكل بساطة ان التجريد ليس اكتشافا ولا اختراعا حداثيا دفعهم إليه معارضة المدارس الكلاسيكية والتعبير عن رفضهم للتجسيد والمباشرة لكن التجريد كان في يوم من الأيام هو نهج امة كاملة ومذهب حضارة آلت على نفسها الغوص إلى بواطن الأمور وتحويل المجسم إلى مجرد والحقيقي إلى رمز ألا وهي الحضارة الإسلامية التي استخدمت التجريد كعنصر من عناصر التجديد والذي دفعها إليه تلك المحاذير التي فرضتها الشؤون الفقهية على بعض أنواع التجسيد وهكذا أصبح الفنانون المسلمون الأوئل هم أول من أرسى دعائم حركة التجريد وخلصوا إلى ان الوحدة الزخرفية هي لبنة في بناء كبير اسمه التجريد وإمتاع العين بإغراقها في تفاصيل الاشياء دون وضع الاشياء نفسها كموضوع اساسي للعمل الفني .

    ربما تكون هذه المقدمة مدخلا لعالم فنان كبير هو موضوعنا اليوم هو فنان قطري أحب التجريد من وجهة نظر الحضارة العربية فضارع به تجريد اكبر مدارس التجريد في أوروبا فنان تمثل في الحرف العربي عالما من منمنمات لانهائية يطلقها فوق فراغ اللوحة فتسبح العين في صوفية لانهائية وتتوه في عالم من الجمال الشرقي والعربي بأطر عالمية تقترب كثيرا من مدارس الحداثة الأوروبية فناننا اليوم هو الفنان القطري الكبير علي حسن رائد من رواد الفن التشكيلي القطري وقاسم مشترك بين التجريد والتشكيل التكراري اذا جاز التعبير فالتشكيل ربما يحمل صفة التنوع على الرغم من أننا قد نستخدم وحدة واحدة نقدم بها هذا التنوع من خلال تكرار هذه الوحدة بكل توقعات التحول فيها ومن خلال هذه الطاقة التحويرية للحرف العربي صنع علي حسن مدرسته الخاصة التي يمكننا أن نطلق عليها ( اللتروجرافيك ) أي مدرسة الحرف التشكيلي وقد يكون الحرف العربي ليس جديدا على مدرسة التشكيل العربي لكن هناك الكثيرين الذين استخدموه كتيمة متداخلة في الفن التشكيلي الحداثي والتجريدي بالفعل لكن الجديد عند علي حسن هو تلك المساحات من الفهم الأوسع لإمكانيات الحرف كطاقة تحويرية تصنع خطابا لعين المتلقي في كل مرة تأخذ شكلا جديدا .

    علينا أن نؤكد ان الحرف العربي على عكس معظم حروف اللغات الأخرى يملك طاقة كبيرة على التحول وان يكون وحدة زخرفية وجمالية خلاقة وهذا منذ ان بدأ التزيين والزخرفة بالخط العربي في نهايات العصر الأموي إذا اعتبرنا ان استخدام الحرف في النقوش الوظيفية من قبيل الحرفة لا أكثر ومنذ إذ اصبح الخط العربي صنو الفن الإسلامي والعربي لكن الحرف العربي ظل أسير الوحدات الزخرفية المحددة حتى مطلع القرن العشرين إلى أن جاء فنانون يملكون تلك الحاسة العالية في الفن التشكيلي مثل علي حسن فحاولوا اعادة اكتشاف الحرف كمدرسة تشكيلية تعدو فوق مساحات كبيرة ورحبة من التجريد .

    يقول علي حسن ( لم أكن في البداية غير صبي عشق الخط العربي واصبحت منذ أيام الدراسة مولعا بتقليد خطوط المانشيتات في الجرائد حتى أنني كنت اجمع أكواما من الجرائد القديمة لأستقي منها جماليات الخط الصحفي حيث كانت كلها يدوية ولم تكن الحاسبات قد ظهرت بعد ) ثم يتعدى ولع علي حسن بالخط العربي لأن يصبح هو ذاته خطاطا ويعمل في معظم الجرائد القطرية واحيانا بدون أجر حتى يشبع حبه الطاغي لممارسة هذا الفن الذي كاد ينقرض بعد ظهور الكمبيوتر .

    وفي لحظة فارقة في حياة علي حسن يقرر الاختيار بين طريقين إما ان يظل حرفيا يعمل بتجويد الخط وهذا قد يلقى في دوائر النسيان على اعتبار أنها من قبيل الحرفة أو يمضي في عالمه الخاص باكتشاف الحرف من زاوية الفن التشكيلي واختار علي حسن الطريق الأكثر رحابة فبدأ في طرح فكرة تجسيد الحرف وتجويد نسبه وإعادة اكتشاف الحرف كوحدة تشكيلية .

    احيانا تستطيع أن ترى الحرف في اعمال علي حسن هو أيقونة تلتف حول ذاتها وتخرج لنا بميلاد جديد للحرف وليس أدل على ذلك من ان علي حسن أخذ حرف النون بالتحديد وأصبح اهم التيمات التكرارية في اعماله التشكيلية وكل مرة يحكي لك النون حكاية جديدة حتى أنك احيانا قد تصدق أن النون هي بداية كل الحروف في لوحات علي حسن لكن يظل أستخدام النون كما تقول الأية الكريمة اول صورة القلم (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ) لغزا من ألغاز التشكيل وشفرة سرية عالية الذوق يستخدمها علي حسن لإطلاق ولعه بالفن التشكيلي والحرف العربي .

    الممتع في لوحات علي حسن هو استحالة إخضاعها لقاعدة تشكيلية وهذا ما يجعلنا نؤكد أن مدرسة التجريد الخاصة به هي مدرسة أصيلة ومبتكرة لكننا ايضا نستطيع أن نقول أن علي حسن خلق توازنا طبيعيا بين كتلة الحرف العربي من حيث تجسيده في صور عدة وبين كثافة اللون ورمزية استخدام اللون نفسه فأحيانا نجده يغرق تلك الوحدة التكرارية من الحروف العربية في بحر من الألوان الساخنة مثل الأحمر الطوبي الداكن قليلا وبين الأخضر الزيتي المبهج والرصين في نفس الوقت وأحيانا أخرى تجده يضع الحرف ( وخاصة حرف النون ) في وقار اللون الرمادي أو في بساطة الأبيض والاسود ومن هنا علينا ان نعترف ان علي حسن ذو مدرسة خاصة تقوم بتفعيل تلك الدويتو الناجح بين الحرف كوحدة تكرارية تشكيلية وبين اللون كخلفية تعبيرية وكل هذا في إطار جميل من التجريد المعقول وغير المبالغ فيه .

    الفنان علي حسن من مواليد الدوحة درس التاريخ في كلية الآداب وحصل على درجة الليسانس من جامعة قطر ثم حصل على الدراسات الحرة في صيانة الفن والتراث من جامعة لوفان ببلجيكا وعمل رئيسا لمجلس إدارة المركز الشبابي للابداع الفني بالدوحة ثم رئيسا لمجلس إدارة مركز إبداع الفتاة أقام عدة معارض في الداخل والخارج أهمها معرض تجارب الفن العربي المعاصر بجاليري بيسان ومعرض ملتقى الفنون البصرية بالسيتي سينتر ومعارض خارجية كثيرة نذكر منها باريس ارت بابو ظبي – معرض الفن العربي المعاصر فالانسيا باسبانيا – ترينالي مصر الدولي لفن الحفر – معرض الخط العربي كفن متحف هوفسترا نيويورك – بينالي سابودو الدولي الثاني اليابان
    وله مقتنيات في متاحف عالمية مثل متحف مقاطعة لوس انجليوس بامريكا والمتحف البريطاني بلندن ومتحف تشيوان للفنون بالصين
    أخيرا نقول إن علي حسن يعتبر فنانا تشكيليا قادرا على إدارة ادواته ليصل بها للمتلقي بشكل ممتاز وغير مبالغ فيه مثل العديد من فنانينا المعاصرين .
يعمل...
X