إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عزيز علي والمفارقة الاجتماعية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عزيز علي والمفارقة الاجتماعية

    عزيز علي والمفارقة الاجتماعية
    لاشك في أن تجربة ( عزيز علي ) تكشف لنا عن قدرة كبيرة على العطاء ، عبر الكاريكاتير ، الذي يعتمد على المفارقة ولا التناقض الذي يلتقطه الفنان من حياتنا ويرسمه لنا ويحوره بأسلوبه الخاص ، فيعيد تقديم مشهد المفارقة أمامنا ، فيجعلنا نضحك ، أو نفكر ، أو نثور ، وبالتالي يصدمنا بما في واقعنا متناقض وهو قادر على أن يواجهنا بأنفسنا بصدق ، وبالتالي فهو يلعب في أحاسيسنا وعقولنا ، وأفكارنا أنه يضحكنا أحياناً عبر المفارقة البسيطة ، ويدفعنا للتفكير أحياناً أخرى كي نتخلى عن هذه المفارقة ، أو نبتعد عنها ، وهو ينبهننا إلى أخطاء ما نقع فيه من تناقض ، ولهذا فالكاريكاتير ، له جوانبه الفنية ، والاجتماعية ، والسياسية ، ولكل جانب من هذه الجوانب أهميته الكبيرة ودوره .
    ولنبدأ بتوضيح الجانب الاجتماعي في فن الكاريكاتير ، لنكشف أن الرسام الكاريكاتيري حين ينتقد سلوك معين في حياتنا ، فهو يواجهنا بما في هذا السلوك من تناقض ، وهكذا يبدأ فن الكاريكاتير من الواقع الحياتي اليومي للناس ،يأخذ شريحة ما ، يلعب بها بقلمه ، ويقدمها عبر لغته الفنية .
    وهكذا كان (عزيز علي) في تجاربه الفنية التي قدمها لنا يعتمد على تقديم المفارقة ، وعلى التأكيد عليها ، المفارقة التي نراها في الواقع ، والتي تكشف عن سلوك متناقض ، تناقض بين هدف اجتماعي هام ، أو مبدأ أخلاقي وإنساني ، وبين سلوك حياتي في الحياة .
    ونحن نشاهد تجاربه المختلفة التي قدمها لنا عدة قضايا هامة اجتماعية ، يعالجها بجرأة ، ويلح عليها كثيراً في أعماله المختلفة التي رسمها في البداية ، يلح على التناقض بين الدعوة لحماية الشجرة وما نمارسه من قطعها ، وبين الدعوة للنظافة وما نراه من رمي القاذورات ، ويتحدث عن أزمة السكن ، وعن أزمة المواصلات ، وعن الروتين في الوظيفة ، وعن الرياضة ، وهكذا لا يترك قضية هامة من القضايا الحياتية للناس لا يتطرق إليها ويعالجها ، وبالتالي نحس بأنه يرتبط بالقضايا الاجتماعية ولعمله البعد الاجتماعي الواضح والذي نراه ونحس به في تجاربه الفنية وهنا نو أن نؤكد على شيء هام جداً في تجارب ( عزيز علي ) الاجتماعية ، والتي رسمها في البداية وهي أن هذه التجارب تنطلق من تناقض أو من مفارقة موجودة في الواقع وهو يسجلها عير الرسم الكاريكاتيري ، فهو لا يعطي لخياله الحق في ابتكار الشريحة ، بل يقدمها كما هي على حقيقتها الواقعية , وهكذا انطلقت تجاربه الفنية من اكتشاف ما في الواقع من تناقض وتقديمه ، وبتحوير بسيط أو إضافة للكلمات ، أو التعبير بالرسم المبسط حقق هدفه الاجتماعي الذي يبدو مباشرة بسيطاً ، وبدون أي مبالغة أو تلاعب .
    لكن ( عزيز علي ) تجاوز تلك المرحلة من التعبير الاجتماعي حين توصل إلى شخصية ( الإنسان المسحوق ) الذي ألح عليه في كثير من رسوم تلك المرحلة ومقارنته بالشخص الآخر الذي يضطهده وهنا توصل ( عزيز علي ) إلى موقف أكثر وضوحاً في النظرة من الأعمال الأخرى ، التي انتقدت شكلاً من التعامل بين إنسان وآخر أو بين سلوك فردي لشخص أو لفئة تجاه أخرى ، إن القضية قد تحولت بوضوح إلى وعي تام للقضية التي تكمن وراء المشكلة الاجتماعية ، ألا وهي ( الاستغلال ) ولهذا فقد سخر قلمه ليفضح ذلك بكل جرأة .
    ففي إحدى الرسوم يصور لنا الإنسان المسحوق ، وهو يحمل بيده الفأس بثيابه المهترئة ، ومعالم البؤس تظهر عليه ويضع بجانبه شخصاً آخر نظارته وميكروفونه ، وهو يقولنا بجرأة بأن هذا لا يساوي ذلك !
    ونحار في شخصية الإنسان المسحوق ولكننا نجد في فنايا هذه الرسوم المختلفة ما يعبر لنا عن شخصيته ، إنه يحمل على عصا – في لاسم آخر – صرة الزاد المرقعة ، والكتب ، وهو يريد أن يقول لنا من خلال هذا الرسم بأن الإنسان المسحوق يشكل الفقير الذي يحمل فأسه .
    وهذا المسحوق في رسم ثالث ، يقابل الآخر المضطهد له ، في دائرةٍ فلا يلتفت إليه مضطهده بل يخفي نفسه خلف قناع ويستمتع بمشاهدة لوحة عارية .
    ونحس بأن شقاء الإنسان المضطهد في لوحة أخرى يتحول إلى نافورة مياه يتسلى الغني مشاهدتها ، وهكذا تبرز عملية الاستغلال بين الفقير والغني بوضوح تام .
    ونرى ذلك في عدة تجارب أخرى منها :
    أربعة فقراء يرفعون غنياً إلى الشجرة ليأكل الثمر ، ولا يمكن الوصول إلى هذا الثمر إلا إذا رفعوه ، ويحمل الفقير المسحوق الغني في لوحة أخرى ، ويضع الغني إطاراً حول وجهه وهو يرتاح فوق كتف الفقير حتى الشجرة التي يستظل بها الفقير والغني معاً ، تتحول في جانب منها إلى ورق وهي عارية في القسم الذي يستظل به الفقير المسحوق .
    ويقدم الغني للفقير في رسم كاريكاتيري آخر هدية ، وماذا تحويه هذه الهدية الأصفاد التي توضع في رجل السجين لتمنعه من الحركة وهكذا نكتشف في كل لوحة كاريكاتيرية من هذه المجموعة الهامة ، التي رسمها ( عزيز علي ) ما يدلنا على وعي إنساني ةاجتماعي عميقين ، بل أن إحدى اللوحات تقول لنا بوضوح :
    ( ثلاثة بالألف ) ...ومن هم هؤلاء الثلاثة بالألف ....إنهم الأغنياء اللذين يستغلون الفقراء .
    ومن أجمل اللوحات التي رسمها ( عزيز علي ) لمعرض الزهور ، نرى جانب اللوحة الأول ،غني يستمتع بزهرة جميلة ، وجانب اللوحة الآخر فقير ينظر إلى زهرة وقد أصبحت مرقعة كثوبه ، إن الزهرة أصبحت تعكس التفرقة الاجتماعية بكل وضوح وهذه النماذج التي قدمناها ، والتي تكشف عن الجانب الاجتماعي ، تؤكد مدى وعي ( عزيز علي ) لجوانب هامة في الواقع ، ومدى رغبته في كشف التناقض ، الذي أصبح تناقض اجتماعياً وهكذا يحلل لنا عبر رسومه ما أكتشفه في الواقع .

    عزيز علي والمفارقة الاجتماعية
    لاشك في أن تجربة ( عزيز علي ) تكشف لنا عن قدرة كبيرة على العطاء ، عبر الكاريكاتير ، الذي يعتمد على المفارقة ولا التناقض الذي يلتقطه الفنان من حياتنا ويرسمه لنا ويحوره بأسلوبه الخاص ، فيعيد تقديم مشهد المفارقة أمامنا ، فيجعلنا نضحك ، أو نفكر ، أو نثور ، وبالتالي يصدمنا بما في واقعنا متناقض وهو قادر على أن يواجهنا بأنفسنا بصدق ، وبالتالي فهو يلعب في أحاسيسنا وعقولنا ، وأفكارنا أنه يضحكنا أحياناً عبر المفارقة البسيطة ، ويدفعنا للتفكير أحياناً أخرى كي نتخلى عن هذه المفارقة ، أو نبتعد عنها ، وهو ينبهننا إلى أخطاء ما نقع فيه من تناقض ، ولهذا فالكاريكاتير ، له جوانبه الفنية ، والاجتماعية ، والسياسية ، ولكل جانب من هذه الجوانب أهميته الكبيرة ودوره .
    ولنبدأ بتوضيح الجانب الاجتماعي في فن الكاريكاتير ، لنكشف أن الرسام الكاريكاتيري حين ينتقد سلوك معين في حياتنا ، فهو يواجهنا بما في هذا السلوك من تناقض ، وهكذا يبدأ فن الكاريكاتير من الواقع الحياتي اليومي للناس ،يأخذ شريحة ما ، يلعب بها بقلمه ، ويقدمها عبر لغته الفنية .
    وهكذا كان (عزيز علي) في تجاربه الفنية التي قدمها لنا يعتمد على تقديم المفارقة ، وعلى التأكيد عليها ، المفارقة التي نراها في الواقع ، والتي تكشف عن سلوك متناقض ، تناقض بين هدف اجتماعي هام ، أو مبدأ أخلاقي وإنساني ، وبين سلوك حياتي في الحياة .
    ونحن نشاهد تجاربه المختلفة التي قدمها لنا عدة قضايا هامة اجتماعية ، يعالجها بجرأة ، ويلح عليها كثيراً في أعماله المختلفة التي رسمها في البداية ، يلح على التناقض بين الدعوة لحماية الشجرة وما نمارسه من قطعها ، وبين الدعوة للنظافة وما نراه من رمي القاذورات ، ويتحدث عن أزمة السكن ، وعن أزمة المواصلات ، وعن الروتين في الوظيفة ، وعن الرياضة ، وهكذا لا يترك قضية هامة من القضايا الحياتية للناس لا يتطرق إليها ويعالجها ، وبالتالي نحس بأنه يرتبط بالقضايا الاجتماعية ولعمله البعد الاجتماعي الواضح والذي نراه ونحس به في تجاربه الفنية وهنا نو أن نؤكد على شيء هام جداً في تجارب ( عزيز علي ) الاجتماعية ، والتي رسمها في البداية وهي أن هذه التجارب تنطلق من تناقض أو من مفارقة موجودة في الواقع وهو يسجلها عير الرسم الكاريكاتيري ، فهو لا يعطي لخياله الحق في ابتكار الشريحة ، بل يقدمها كما هي على حقيقتها الواقعية , وهكذا انطلقت تجاربه الفنية من اكتشاف ما في الواقع من تناقض وتقديمه ، وبتحوير بسيط أو إضافة للكلمات ، أو التعبير بالرسم المبسط حقق هدفه الاجتماعي الذي يبدو مباشرة بسيطاً ، وبدون أي مبالغة أو تلاعب .
    لكن ( عزيز علي ) تجاوز تلك المرحلة من التعبير الاجتماعي حين توصل إلى شخصية ( الإنسان المسحوق ) الذي ألح عليه في كثير من رسوم تلك المرحلة ومقارنته بالشخص الآخر الذي يضطهده وهنا توصل ( عزيز علي ) إلى موقف أكثر وضوحاً في النظرة من الأعمال الأخرى ، التي انتقدت شكلاً من التعامل بين إنسان وآخر أو بين سلوك فردي لشخص أو لفئة تجاه أخرى ، إن القضية قد تحولت بوضوح إلى وعي تام للقضية التي تكمن وراء المشكلة الاجتماعية ، ألا وهي ( الاستغلال ) ولهذا فقد سخر قلمه ليفضح ذلك بكل جرأة .
    ففي إحدى الرسوم يصور لنا الإنسان المسحوق ، وهو يحمل بيده الفأس بثيابه المهترئة ، ومعالم البؤس تظهر عليه ويضع بجانبه شخصاً آخر نظارته وميكروفونه ، وهو يقولنا بجرأة بأن هذا لا يساوي ذلك !
    ونحار في شخصية الإنسان المسحوق ولكننا نجد في فنايا هذه الرسوم المختلفة ما يعبر لنا عن شخصيته ، إنه يحمل على عصا – في لاسم آخر – صرة الزاد المرقعة ، والكتب ، وهو يريد أن يقول لنا من خلال هذا الرسم بأن الإنسان المسحوق يشكل الفقير الذي يحمل فأسه .
    وهذا المسحوق في رسم ثالث ، يقابل الآخر المضطهد له ، في دائرةٍ فلا يلتفت إليه مضطهده بل يخفي نفسه خلف قناع ويستمتع بمشاهدة لوحة عارية .
    ونحس بأن شقاء الإنسان المضطهد في لوحة أخرى يتحول إلى نافورة مياه يتسلى الغني مشاهدتها ، وهكذا تبرز عملية الاستغلال بين الفقير والغني بوضوح تام .
    ونرى ذلك في عدة تجارب أخرى منها :
    أربعة فقراء يرفعون غنياً إلى الشجرة ليأكل الثمر ، ولا يمكن الوصول إلى هذا الثمر إلا إذا رفعوه ، ويحمل الفقير المسحوق الغني في لوحة أخرى ، ويضع الغني إطاراً حول وجهه وهو يرتاح فوق كتف الفقير حتى الشجرة التي يستظل بها الفقير والغني معاً ، تتحول في جانب منها إلى ورق وهي عارية في القسم الذي يستظل به الفقير المسحوق .
    ويقدم الغني للفقير في رسم كاريكاتيري آخر هدية ، وماذا تحويه هذه الهدية الأصفاد التي توضع في رجل السجين لتمنعه من الحركة وهكذا نكتشف في كل لوحة كاريكاتيرية من هذه المجموعة الهامة ، التي رسمها ( عزيز علي ) ما يدلنا على وعي إنساني ةاجتماعي عميقين ، بل أن إحدى اللوحات تقول لنا بوضوح :
    ( ثلاثة بالألف ) ...ومن هم هؤلاء الثلاثة بالألف ....إنهم الأغنياء اللذين يستغلون الفقراء .
    ومن أجمل اللوحات التي رسمها ( عزيز علي ) لمعرض الزهور ، نرى جانب اللوحة الأول ،غني يستمتع بزهرة جميلة ، وجانب اللوحة الآخر فقير ينظر إلى زهرة وقد أصبحت مرقعة كثوبه ، إن الزهرة أصبحت تعكس التفرقة الاجتماعية بكل وضوح وهذه النماذج التي قدمناها ، والتي تكشف عن الجانب الاجتماعي ، تؤكد مدى وعي ( عزيز علي ) لجوانب هامة في الواقع ، ومدى رغبته في كشف التناقض ، الذي أصبح تناقض اجتماعياً وهكذا يحلل لنا عبر رسومه ما أكتشفه في الواقع .

يعمل...
X