إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

يؤكد ديبو رزق الله الباحث السوري أن اللغة السريانية حامية شعورنا القومي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يؤكد ديبو رزق الله الباحث السوري أن اللغة السريانية حامية شعورنا القومي


    اللغة السريانية هي اللهجة الآرامية المتدوالة في الرها

    باحث سوري يؤكد أن اللغة السريانية حامية شعورنا القومي

    ديبو رزق الله يكشف في أطروحته الجامعية أن ابن العبري لا يعتبر الفاطميين خلافة إنما حكمٌ منشقٌّ عن الخلافة العباسية في بغداد.
    ميدل ايست أونلاين
    كتبت ـ مارغريت خشويان
    ديبو رزق الله حبّابة باحث من حلب سوريا، من عائلة سريانية كاثوليكية، بعد أن نال شهادة البكالوريا السورية جاء إلى دير الشرفة البطريركي في لبنان لكي يتابع دروسه اللاهوتية والفلسفية في جامعة الروح القدس – الكسليك.
    بعد خمس سنوات حصل حبَّابة على شهادة الليسانس في الفلسفة واللاهوت من كلية اللاهوت الحبرية ودبلوم لغة انكليزية من كلية الآداب في الجامعة نفسها، وبقي سنة أخرى في لبنان يعلم التعليم المسيحي واللغة الانكليزية في مدرسة مار شربل - ويتابع دورات مكثفة لتعلم اللغة الفرنسية لكي يهيئ نفسه للذهاب إلى بلجيكا من أجل متابعة دروسه الاختصاصية.
    في بلجيكا قضي سنة في معهد الآباء اليسوعيين في بروكسيل في اختصاص اللاهوت التطبيقي، ومن ثم انتقل إلى جامعة لوفان الكاثوليكية إلى معهد الاستشراق في كلية الآداب لكي يبدأ برنامج الماستر في اللغات والآداب القديمة، وقد اختار عائلة اللغات السامية والتي منها السريانية الآرامية، وهو حاليًا ـ وبعد سنتين ـ حصل على الماستر في الاختصاص المذكور وقدم أطروحة الماستر عن حقبة الفاطميين لدى غريغوريوس ابن العبري في مقارنة بين التاريخ المدني المكتوب باللغة السريانية وتاريخ مختصر الدول باللغة العربية.
    وعن ما يخص يقول الباحث حبَّابة إن الأطروحة تتألف من ثلاثة أقسام: الأول هو تقديم عن المؤلف المفريان غريغوريوس ابن العبري وعرض شامل عن كتاباته الغزيرة، ونستطيع أن نقول إن ابن العبري كان من آواخر أبناء السريان الذين ألفوا الكتب الكثيرة باللغة السريانية، بالإضافة إلى أنه كان واسع الثقافة ومتعدد اللغات. ويقال عن ابن العبري إنه مؤلف موسوعي، أي أنه كتب في مجالات علمية عديدة كالتاريخ والطب والرياضيات والفلسفة واللاهوت وعلم الأخلاق وعلم الفلك والجغرافيا. ويشير الباحث إلى أن أحد أهم مؤلفات ابن العبري الموسوعية هي التاريخية لأنه كتب التاريخ المفصل من بداياته حتى اليوم الذي كان يعيشه.
    أما القسم الثاني من الأطروحة فهو تقديم ونظرة عامة عن كتاب تاريخ مختصر الدول باللغة العربية، لا يسعني أن أسرد كل ما في القسم لكنني أقول باختصار بأن ابن العبري كان دقيقا إلى حدٍ ما ومنظما جدا بالنسبة لمنهج التأليف في عصره. فمثلا في بداية الكتاب نرى جدولا لفصول الموضوعات. يقسم التاريخ إلى حقبات كبرى ضمن الامبراطوريات. دائمًا يورد الحدث بتاريخ محدد.
    أما القسم الثالث فيؤكد الباحث ديبو رزق الله أنه الأهم فهو مقارنة للنصوص التي تتحدث عن حكم الفاطميين بين النص العربي والنص السرياني. وهنا نسنطيع القول بأن هناك اختلافا كبيرا بين معلومات النصين، فهناك الكثير من المعلومات المذكورة في النص السرياني وليست مذكورة في النص العربي والعكس صحيح.
    ويتابع الباحث: نستنتج أن الكاتب ابن العبري كان يراعي اختلاف نوع القراء في النصين. فمثلا هناك الكثير من أحداث اضطهاد المسيحيين على يد فاطميي مصر الواردة في السرياني وغير المذكورة في النص العربي. أيضًا كان هناك اهتمام أكبر بتاريخ العلماء عند العرب في النص العربي عن النص السرياني.
    ومن الملاحظات المهمة التي يلمح إليه الباحث بعد انهاء عمله، أن ابن العبري لا يعتبر الفاطميين خلافة إنما حكم منشق عن الخلافة العباسية في بغداد، فهو يبقى مخلصا في النصين السرياني والعربي إلى تسلسل الخلفاء العباسيين رغم ضعفهم وتشتت خلافتهم، لذلك، إن كنا نريد أن نعرف شيئا عن حكم الفاطميين فعلينا أن نتبع تسلسل الخلفاء العباسييين.
    ويضيف ملاحظة أخرى مهمة جدًا وهي أن ابن العبري لا يستعمل البتة عبارة "الفاطميين" إنما عبارة "العلويين" فنراه يقول "صاحب مصر العلوي" و"حكم العلويين في مصر" و"الحاكم العلوي في مصر" .. إلخ، وهو بذلك يشير إلى مذهب الفاطميين الشيعي بينما العباسيون كانوا من مذهب السنة.
    ونعود إلى لبنان حيث يقول الباحث ديبو رزق الله إن سبب زيارته إلى لبنان: هو أنني منذ حوالي سنتين توظفت في مشروع "مانوميد" الممول من الاتحاد الأوروبي وجامعة لوفان الكاثوليكية في بلجيكا، وهي الشريك الأكاديمي للمشروع، هذا المشروع هدفه الحفاظ على التراث المخطوطي لدول المتوسط غير الأوروبية من خلال تأسيس مكتبة تفاعلية متوسطية . لذلك فإن إدارة المشروع أرسلتني إلى لبنان من أجل تنظيم حفل إطلاق المكتبة التفاعلية وتنظيم أمسية موسيقية لألحان سريانية، لأن المشروع أيضّا يهتم بتنويط وحفاظ تراثات الشرق المسيحي ومنها الموسيقى السريانية.
    أما عن اللغة السريانية فبشكل عام نستطيع أن نقول باختصار بأنها هي اللهجة الآرامية المتدوالة في الرها، وهي اللهجة الآرامية الحية بعض الشيء إلى الآن، لأن اللغة الآرامية عرفت عدة لجات مختلفة ومنها لهجة الرها التي تدعى السريانية، لذلك يستطيع السريان وبحق أن يقولوا إنهم يتكلمون اللغة الآرامية، مع الإشارة إلى أن اللهجة الآرامية التي تكلمها السيد المسيح هي اللهجة الآرامية الفلسطينية، التي اندثرت تمامًا. لذلك نستطيع القول إن السريانية هي اللغة الآرامية الحية إلى الآن رغم كل الكوارث والمجازر التي حلت بالسريان عبر التاريخ.
    وتكمن أهمية السريانية في أنها لغة كتابة وأدب، ومن هنا تأتي أهميتها العلمية العالمية لأنها تحمل في مخطوطاتها وكتبها كل مجالات العلوم النظرية والتطبيقية واللاهوتية والطقسية.
    لذلك ـ يقول الباحث ـ نرى الباحثين الغربيين ينكبون على تعلم اللغة السريانية وإتقانها، وياللأسف أبناء السريان يهملونها وينشغلون بأمور مختلفة.
    ويلفت أن أهمية السريانية بالنسبة له شخصيًا، فإنها تعني الكثير لأنها لغة أجدادي الذين أفتخر بهم جدا، الذين بنوا حضارة إنسانية عريقة. اللغة السريانية هي الحامي والمحفز لشعوري القومي لأمة السريان العريقة، هناك تماهي كامل بين ذاتي الوجودية واللغة السريانية، هذا من جانب ومن آخر اللغة السريانية هي المجال العلمي الذي أنهل منه معرفة أكاديمية رصينة ومنظمة، بالإضافة إلى أن السريانية هي لغة طقسية مسيحية بامتياز فتكون هي صلة الوصل بيني وبين الربّ المخلص عبر كتابات آبائنا السريان القديسين وألحانهم الرائعة التي تحاكي الروح البشرية.
    وعن المشروع الذي أتي من أجله يقول الباحث ديبو رزق الله، فإنه باختصار حفل إطلاق المكتبة التفاعلية المتوسطية التي تحوي على الكثير من المخطوطات السريانية وبلغات أخرى عديدة، هذا الحفل سيتم في حرم جامعة الروح القدس - الكسليك لأن الجامعة هي الشريك الرئيسي للمشروع في لبنان والحفل سيكون برعاية وزير الثقافة اللبناني وسفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان وسفارة مملكة بلجيكا بالاضافة إلى مشاركة سفارات دول الاتحاد الاوروبي ودول المتوسط والمؤسسات الجامعة والثقافية في لبنان وأيضًا المكتبات. ومن هنا يدعو الباحث سريان لبنان إلى المشاركة والحضور في هذا الحفل الذي يمجد حضارة وتراث آبائهم وأجدادهم.
    ويعلن ديبو رزق الله عن سعادته كثيرا بلقائه بالسيد حبيب أفرام رئيس الرابطة السريانية في لبنان، لأنه أيد كل التعاون في التحضير لهذا المشروع وكل الدعم من أجل المشاركة والحضور. ويأتي دور الرابطة في التحضير اللوجيستي للحفل، ومن ثم الحضور والمشاركة الفعلية زمن الحفل. وحاليًا يحضر رزق الله لمشروع اتفاق بين الرابطة والمشروع لكي تكون الرابطة عبر مكتبة المركز الثقافي السرياني شريكة في المكتبة التفاعية المتوسطية.
    وعن دور السريان في بلجيكا ذكر الباحث الباحث ديبو رزق الله أنه: من خلال احتكاكي المباشر مع الكنيسة السريانية في بلجيكا أستطيع أن أقول ما يلي: إن دور السريان في بلجيكا ضعيف جدا بالنسبة لعددهم ولتاريخهم الحضاري، وذلك لأن هذا الدور يعاني أولا من انقسامات حادة بين أبناء السريان في بلجيكا في أحزاب وجمعيات عديدة تتناحر فيما بينها للأسف، بالإضافة إلى انقسام الأبرشية بين معارض ومؤيد للمطران، هذا من جهة، ومن جهة أخرى إن العقلية القبلية والمناطقية مسيطرة على السريان في بلجيكا فتراهم متجمعون قبليًا وقرويًا مع بعضهم البعض. وهذه العقلية تحد من تطور المؤسسات ونمو الجالية فكريًا واجتماعيًا. وأخيرًا لا أرى أحدا من أبناء الأجيال الجديدة المولودة هناك متحمس لثقافته السريانية ولغته وحتى كنيسته وهذا مؤسف جدا لأننا أولى بالعناية بتراثنا من الآخرين.
    وعن مشاريعه المستقبلية يقول ديبو رزق الله: مشروعي الأساسي المستقبلي هو حصولي على الدكتوراه لكي أستطيع أن أعمل في حقل الإنسانية بشكل فاعل ومثمر ومن ثم إنني أبغي الكهنوت المقدس لكي أحصد في حقل الرب وكنيسته قمحا صالحًا وجيدا إنشاء الله.




يعمل...
X