إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الدكتور جمال قبش عميد المعهد العالي للفنون المسرحية وثقافة الحوار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدكتور جمال قبش عميد المعهد العالي للفنون المسرحية وثقافة الحوار

    عميد المعهد العالي للفنون المسرحية
    نعمل على ترسيخ ثقافة الحوار بعيداً عن المونولوجات الفردية


    دمشق - سانا
    يراهن الدكتور جمال قبش عميد المعهد العالي للفنون المسرحية على صيغة جديدة لتفعيل دور المؤسسات المسرحية من خلال ربط نشاط المعهد العالي بأنشطة دار الأوبرا السورية ومديرية المسارح والموسيقا إذ يقول في تصريح لوكالة سانا: يجب أن يكون هناك تواصل بين المعهد والدار ومديرية المسارح فلا يجوز أن يكون هناك حدود بين هذه المؤسسات الثلاث وذلك من أجل الوصول إلى بنية مؤسساتية ثقافية قادرة على الاستفادة من قدرة هذه المؤسسات ووضعها في خدمة طلاب الفنون المسرحية.
    وأوضح قبش أن المعهد العالي للفنون المسرحية يحتاج اليوم كما يحتاج معظم الموءسسات الثقافية في سورية إلى أرشيف خاص بهذه المؤسسات فمن غير المعقول وبعد أكثر من ثلاثين عاماً على تأسيس المعهد ألا يكون هناك ذاكرة لأساتذة كبار مهدوا لفترة الازدهار الذي تشهده الحركة المسرحية اليوم كالأستاذ أديب اللجمي أول عميد للمعهد عام 1976 والأستاذ غسان المالح وغيرهما.
    وإن تجربة قبش في إدارة صالتي القباني والحمراء بين عامي 2001 و2003 جعلته أكثر اطلاعاً على حاجات أساسية للمسرحيين السوريين وعن ذلك يقول.. لا بد اليوم من إرساء تقاليد للعمل الثقافي في المعهد العالي وذلك بالاحتفاء بما قدمه المسرحيون السوريون منذ تأسيس المسرح القومي بدمشق عام 1960.
    ويتساءل أستاذ مادة التمثيل المسرحي لماذا لا يقام اليوم معرض لملصقات العروض المسرحية السورية وبروشوراتها فهذه العروض أسست لذاكرة عريقة عن الفن السوري المعاصر عبر تجارب جيل الرواد والوسط وانتهاء بالجيل الجديد ولماذا لا يكون هناك مستودعات مشتركة بين دار الأسد ومديرية المسارح والمعهد العالي للحفاظ على هذه الذاكرة من خلال إقامة متحف لأزياء العروض المسرحية التي قدمها كل من شريف خزندار وأسعد فضة وشريف شاكر ورفيق الصبان وغيرهم.
    وكشف قبش أنه في الأيام الأخيرة أجرى اجتماعات مكثفة مع هيئات تدريس كل من قسمي التمثيل والنقد في المعهد من أجل الإحاطة بكل الملفات الصغيرة والكبيرة وحتى الملفات المفقودة بغية ترسيخ مبدأ الحوار على طاولة مستديرة بين أساتذة المعهد وبعيداً عن الحوار الذي كان يجري دائماً في الكواليس وهناك طاولة عمل مستمرة من أجل مناقشة كافة الهواجس والهموم للكادر التدريسي وتسهيل التواصل بين هذا الكادر والطلاب للوصول في النهاية إلى حلول ترضي الجميع برفع أجور المدرسين وحماية طلاب الفنون المسرحية بشتى اختصاصاتهم عبر مد جسور بين المؤسسات الثقافية وسوق العمل بكل مناحيه الدرامية من سينما وتلفزيون وإذاعة ودوبلاج وطبعاً المسرح ففي سورية كما يقول قبش لا يوجد مؤسسات خاصة بصناعة النجم لذلك يجب على طالب التمثيل أن يصنع نفسه بنفسه وهذا قد يكون غير متاح للكثير من الفنانين الشباب المتخرجين حديثا ما يرتب مسؤولية جديدة على عاتق المعهد ونقابة الفنانين بتوجيه هؤلاء نحو منابع الضوء.
    وفي إطار آخر أوضح خريج معهد ستراسبوغ في فرنسا أنه يعمل على توفير مكافآت للطلاب المتميزين من خلال إرسالهم إلى المهرجانات المسرحية الدولية وفي بعثات علمية في أهم أكاديميات المسرح في العالم من أجل رفد الكادر التدريسي في المعهد بخبرات ودماء جديدة قادرة على حمل الراية.
    ولفت عميد المعهد إلى ضرورة ترسيخ العمل الأكاديمي العلمي لمشاريع تخرج الطلاب بحيث تكون المشاريع عبارة عن أطروحات علمية محضة وليس من أجل خدمة أي مزاج شخصي للأستاذ المشرف مبيناً أن طالب المعهد في نهاية سنواته الدراسية يحتاج إلى صيغة أكاديمية قادرة على اختبار إمكانياته وصقلها بعيداً عن أي استعراض في غير مكانه.
    ويبقى للهرمية الوظيفية في العمل الإداري ضمن المعهد وأقسامه "التمثيل والنقد والسينوغرافيا والتقنيات والرقص ومدرسة الباليه" الدور الكبير في تنظيم العمل التعليمي وتحقيق تواصل حقيقي بين هذه الأقسام من خلال ثقافة الحوار لا ثقافة المونولوج الفردي.
    وأوضح قبش أن ذلك يحتاج إلى دراسة معمقة للبنى التحتية وللمناهج الموضوعة لطلاب المعهد والميزانية وربط كل ذلك بحاجة سوق العمل فمن المناسب كما يقول عميد المعهد إحداث أقسام جديدة في المعهد دون الإطلاع على احتياجات ومتطلبات الأعمال الفنية بكل أنواعها فطالب التمثيل على سبيل المثال يحتاج إلى فضاء وافٍ للتعلم واكتساب المهارات والخبرات الفنية وإلى دعم معنوي وعلاقات تواصلية مع دار الأوبرا والمسارح الأخرى وهذا يتطلب بدوره الاقتصار على الكيف وليس الكم في عدد الطلاب المنتسبين إلى هذه الأكاديمية.
    وفي إطار الاستفادة من التجارب الأكاديمية للمسرحيين العرب والأجانب في تنمية قدرات طلاب المعهد وإطلاعهم على مدارس مسرحية متنوعة وعدم الاقتصار على مدرسة معينة أكد قبش أنه سيعمل في الفترة القادمة على استقطاب أساتذة زائرين من الأكاديميات المسرحية العربية والأجنبية كما كان ذلك متبعاً مع بداية تأسيس المعهد عندما استقطب الدكتور أديب اللجمي عام 1977 عرض "التحقيق" لأعضاء فرقة المسرح الجديد بتونس وعلى رأسهم فاضل الجعايبي وجليلة بكار.
    وقال أستاذ قسم التمثيل.. سنعمل على جعل العروض المسرحية السورية مقصدا لزوار سورية وللسائح الأجنبي بغية تعريف هؤلاء بتطور المسرح السوري وقدرة فنانيه على صياغة مشروعاتهم الفنية وفق أعلى تقنيات العرض المسرحي العالمي ولإطلاعهم على مؤسساتنا الثقافية الجديدة وإمكانية تحقيق تواصل مع الأكاديميات المسرحية في الخارج.
    وأضاف أنه سيعمل مع هيئة التدريس في مختلف الأقسام على تطوير قدرات الطالب من أجل مد الصناعات الفنية السينمائية والتلفزيونية والمسرحية والدوبلاج بأفضل الخبرات البشرية العاملة في هذه الحقول عبر استحداث دور فاعل لكل من نقابة الفنانين ووزارة الثقافة للإفادة من خريجي المعهد العالي وتوفير فرص عمل لهم في كافة ميادين الفن.
    ويجري العمل اليوم بحسب قبش على استمزاج آراء هيئة التدريس من أجل اختيار أساتذة هذه الهيئة للدفعات التي سيقومون بالإشراف عليها للوصول إلى قرارات إدارية نابعة من حوار مستمر مع هؤلاء الأساتذة دون فرض قرارات اعتباطية بتكليف الأساتذة المشرفين على كل دفعة وذلك عبر توصيف عمل كل أستاذ ووضعه في مكانه المناسب من غير أن يكون القرار قراراً فردياً بل يكون جماعياً يتحمل مسوءوليته جميع أفراد الكادر التدريسي.
    وعن امتحانات القبول للمتقدمين إلى أقسام المعهد العالي التي ستبدأ في الثامن من أيلول القادم أوضح قبش أنه سيتم اللجوء إلى معايير علمية تم اعتمادها منذ تأسيس المعهد فضلاً عن دعوة فنانين سوريين معروفين ليكونوا ضمن لجان القبول للمساعدة في اختيار دقيق وعادل للمواهب الجديدة كطلاب في المعهد بغية توفير أكبر مساحة ممكنة من التشاور والحوار من أجل البت في اختيار المتقدمين.
    ومن بين الأمور التي سيسعى قبش لتحقيقها بالتعاون مع وزارة الثقافة إعادة الحياة لفرقة المعهد العالي للفنون المسرحية وسيعمل مع الموءسسات الأخرى من أجل إيجاد قوانين وضوابط خاصة بهذه الفرقة لتكون واقعاً ملموساً في الحياة الثقافية السورية تعمل على بث روح المنافسة بين فرق المسرح القومي من جهة وبين عروض دار الأوبرا ومسارح الهواة والمنظمات الشعبية من جهة أخرى.
    يذكر أن جمال قبش من خريجي الدفعة الأولى للمعهد العالي للفنون المسرحية عام 1981 بعد أن جسد شخصية أبي خليل القباني وبعد ذلك أوفد إلى فرنسا للتحصيل العلمي ليعود بعد سنوات إلى المعهد مدرساً لمادة التمثيل حاملاً شهادة الدكتوراه في المسرح بأطروحة تحمل عنوان /مقارنة بين الجذور التي مهدت الطريق لولادة الممثل في أوروبا وبين نظيرتها في العالم العربي.
    بديع صنيج - سامر إسماعيل
يعمل...
X