إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفنان ( عبد الله مراد ) مع كتاب عن أعماله في غاليري«أيام»

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفنان ( عبد الله مراد ) مع كتاب عن أعماله في غاليري«أيام»

    عبد الله مراد في غاليري«أيام»


    لوحته وليدة لحظة مواجهة البياض... وإنشاء
    معادلات جديدة ينبغي هدمها عند الانتهاء من صياغتها


    في احتفالية خاصة تخللها صدور كتاب عن أعماله، يعرض الفنان عبد الله مراد مجموعة من أعماله الكبيرة في غاليري «أيام» والمعرض شبه استعادي حيث تنتمي اللوحات إلى فترة زمنية تمتد من 1990 إلى 2007 ولكن اللوحات الحديثة تأخذ العدد الأكبر من مساحة العرض، وتبرز المدى الذي بلغته تجربة مراد في النضوج والحرية وعمق البحث التشكيلي.
    وعبد الله مراد واحد من أهم أبناء جيله، وقد ارتبط اسمه بالأسلوب التجريدي الذي عمل عليه أيام كان الفنان الواقعي يُسأل من قبل الجمهور عما تعنيه لوحته حتى إذا رسم شجرة في حقل، وكانت لديه الشجاعة للمتابعة ومخاطرة الاصطدام بالجهل التشكيلي.
    يقول عن نفسه:«يربكني دائماً سؤال: ماذا تعني هذه اللوحة؟ وبالنتيجة هي تعني نفسها.. إنها كينونة خاصة لا علاقة لها بما هو كائن، بل هي نسيج لوني يرتعش بحياة خاصة، بعيدة عن السرد والأدب..»
    ولا شك بأن الصور التي تراكمت في الذاكرة، والأشكال والألوان التي تملأ محيطنا، وأيضاً إبداعاتنا ورغباتنا الجوانية العميقة لن تساعدنا في فك لغز العالم الذي يصنعه عبد الله مراد بواسطة أصباغه، وخطوطه، لأنه هو نفسه لن يستطيع إرشادنا إلى أي بصيص يوصل إليه، فلوحته وليدة لحظة مواجهة البياض، دون أي تخطيط مسبق، حيث يبني ويفكك، يصنع ويزيل في لعبة يعتمد قانونها على إزالة القوانين، وانتهاك الأعراف المتداولة، وإنشاء معادلات جديدة ينبغي هدمها لحظة الانتهاء من صياغتها. ولوحته تبدو مختبراً حقيقياً للمواد والملامس والألوان والتكوينات، ويمكن تتبّع غناها بالتمعن الهادىء في تفاصيلها التي تختبئ وراء المساحات التي تؤلف لوحته، والتي يكتفي منها أحياناً بلون أو لونين توحي بالبساطة، والتقشف لولا تلك الحبكات التي تكمن في عمق اللوحة، والتي تؤلف نسيجها وسرها الحيوي.
    ويمكن رؤية المسار الذي تقطعه اللوحة من خلال تتبّع المساحات المحذوفة، والتي نرى آثاراً لها تحت ألوان طمسها جزئياً، حيث يلجأ، في عملية دائمة للمراجعة والتمحيص، وإعادة الصياغة، إلى إزالة كل ما هو غير ضروري، وزائد عن الحاجة من أشكال، والبحث عن الجوهر بواسطة تأجيج ألوان، وأشكال، وتغييب أخرى، فيما يشبه الصراع الذي يشكل في الوقت ذاته دراما اللوحة وأحد أهم أسباب وجودها، وهو هنا صراع بين رؤى تصورات عادية، وأخرى مبتكرة. تعوض أعمال السطح تلك عن غياب ما يذكّر بعناصر الواقع التي تعتمد تجربة مراد بكاملها على إزاحتها، وتقديم خلاصة بصرية تجريدية ممتعة تحاول التملص من هيمنتها، ولكنه في أعماله الأحدث 2006 ـ 2007 يعود ليضع داخل تكويناته التجريدية شذرات وخطوط، بالأسود غالباً، فيها عناصر واقعية. نشاهد أحياناً أجزاء من أشخاص، لكن دون التأكيد على أية تأثيرات درامية، بل كعناصر إغنائية تدخل في صميم العمل على القيم التجريدية.
    يؤكد الفنان عبد الله مراد ـ في معرضه الأحدث ـ جدية تجربته الفنية الطويلة، التي مرت بمراحل مختلفة، والتي شكل التجريد محورها، وشكل ظهورها الأهم، حيث شكلت عشقاً متصوفاً للون الذي ابتكر له أشكال ظهور، ودرجات وتكوينات من ذاكرة شديدة الرهافة، يغوص في عوالم جوانية، ليغرف من مخزونها، ثم ليعيد فيما بعد صياغتها مستخدماً حساً تصويرياً، عالياً يندمج في أحيان كثيرة مع موسيقا داخلية، تضبط إيقاع العمل، وتمنحه حبوره.

يعمل...
X