Announcement

Collapse
No announcement yet.

أميمة الخليل الفنانة المتألقة ورحلة الثلاثين عاماً من الإلتزام

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • أميمة الخليل الفنانة المتألقة ورحلة الثلاثين عاماً من الإلتزام

    الفنانة أميمة الخليل
    سمعة فتيات لبنان . . مسؤولية وسائل الإعلام



    الفنانة المتألقة أميمة الخليل
    كتـب: عـلي عطـوي - نسوة كافيه
    منذُ صغرها ارتبطَ إسمها بالفن الملتزم، لم تبدّل خياراتها الفنية طيلة أكثر من ثلاثين عاماً، ولم تنجرف وراء النجومية الزائفة السائدة على الساحة الغنائية، هي صوت غنائي مميز في عالم الأغنية السياسية والوطنية، غنت للإنسان وللبنان فأنعشت النفوس ولامست القلوب، هي الفنانة أميمة الخليل في حوارٍ هادئ وصريح مع "نسوة كافيه" حولَ مسيرتها الفنية ونظرتها للمرأة اللبنانية .
    المتحدّث إلى أميمة الخليل يلمس في كلامها ذوق رفيع وخلق عالٍ، وهيَ إلى ذلك تتمتع بمرونة ومرحٍ لافتين، لكن لماذا باتَ إسمها مرادفاً للفن الجاد الملتزم بقضايا الإنسان، تستهل كلامها بالقول: " مسيرة حياتي ليست مجرد أداء أغنية على المسرح، بل أسلوب عيش أتفاعل فيه مع كل القيم الإنسانية، وطموحي سيبقى يتمحور حولَ هذه الفكرة أي فكرة احترام الإنسان، أياً كان هذا الإنسان، وهاجسي سيظلّ تضمين الفن الذي أقدمه قيم عالية وراقية " .


    بين الفن الملتزم والجيل الجديد
    لكنّ هناكَ مَنْ يرى أنّ الفن الملتزم لم يعُد له مكانٌ بين جمهور الجيل الجديد، بفعل التغيرات التي طرأت على أذواق المستمعين منذُ سنوات، تردّ صاحبة الصوت العذب على هؤلاء قائلة: " غير مؤكد هذا الأمر ولستُ موافقة على هذا الرأي، الفن الجاد والهادف سيبقى الحاجة والبوصلة والأساس، فالجيل الجديد يلتفّ حول الموسيقى المحترمة، ويتبناها من خلال متابعته لي ولغيري في الحفلات وعبر التسجيلات، أما الخلل هنا فيكمن فيما يقدّم على الشاشات وعبرَ الأثير من أعمال مسطّحة وبشكلٍ مكثف يجعل اللسان يحفظ هذه الأعمال عن غير قصد " .



    في المقابل، ما رأي الفنانة الخليل بالمشهد الفني الغنائي في الوقت الراهن، توضح: " المشهد الفني متنوّع ويحوي محطات جدية وجميلة، وأنا أتابع بعض الأعمال وأحبها، ولكن لا بدّ من التساؤل في هذا المجال: هل فعلاً هذه الأعمال هي ما يعبّر عنه الجيل الجديد ؟ وهل تحرّكه لطرح أسئلة حولَ حياته وحقوقه وواجباته في الحياة؟ وهل ترقى به لمستوى يليق بالإنسان ؟ وماذا تقدم لنا وسائل الإعلام من فن ؟ هل هذا كل نتاجنا الفني العربي ؟ " .

    رقيّ فني ونجومية متواضعة
    وفقاً لذلك، كيف تفهم أميمة الفنانة الفن وهل تنطلق من فلسفة خاصة لدور الفنان ؟، تقول: " ليس لدي أي فلسفة أو مفهوم فلسفي حولَ الفن، الموضوع ببساطة أنني تربيت على فنون مليئة بالقيم العالية والأفكار المضيئة لخير الناس وتجميل حياتهم وجعلها ممكنة، وإن لم يكن للفن هذا الدور، فلا ضرورة له . . لنطبّل على أي غرض آخر ونرقص، غير أننا نستطيع الغناء والرقص والتسلية مع فنٍ بمضمون هادف ومفيد لوجداننا وأرواحنا بشكلٍ عام " .
    من الواضح إذن أن الفنانة أميمة الخليل لم تنجرف خلف النجومية كما هو حال معظم فناني اليوم، فهل هي حالة إستثنائية تغرد خارج السرب ؟، تقول بثقة مطلقة " النجومية برأيي تحصيل حاصل لجهد وعمل تراكمي متصاعد، نجوميتي تشبهني فأنا أغني ما أؤمن به فعلاً ولا أغني لمجرد الشهرة، وعملي الذي يجعلني نجمة وليس الكليب أو الملابس البراقة أو عمليات التجميل، وأنا راضية عن نجوميتي الحقيقية، لكني أعترف بكسلٍ لديّ لكل ما يتعلق بالترويج الإعلامي لأعمالي الفنية " .



    مع مارسيل إلى الأبد
    نجمة فرقة الميادين ورفيقة درب الفنان مارسيل خليفة، والتي ارتبط إسمها به وشكلت معه ثنائياً فريداً، تصف اليوم علاقتها به بعد استقلالها بالغناء المنفرد، على أنها علاقة مميزة ولامتناهية، " فقد غرفتُ من موسيقى مارسيل الكثير، تعلّمت أحرف الحياة من عملي مع مارسيل، خبرت حب الحياة من غنائي وترحالي مع مارسيل، وما زلت أطمع بغرف المزيد والمزيد من خلال عملي مع شخص بهذه الأخلاقيات وهذه الأناقة، فكيف لهذه المرحلة أن تنتهي ؟ بل ستبقى حتى بعدَ النهايات " .

    وتأكيداً لثبات ومتانة العلاقة القوية مع مارسيل، تكشف الفنانة الخليل عن أنهما بصدد التحضير لعمل فني جديد سيبصر النور في الشتاء القادم، وعن آخر أعمالها الغنائية ومشاريعها الفنية الجديدة، تقول: " حالياً أتدرب لتقديم عمل أوركسترالي مع المؤلف الموسيقي اللبناني عبدالله المصري، وعمل آخر شعبي مع الموسيقي هاني سبليني، بالإضافة إلى العديد من الحفلات المبرمجة للصيف القادم أولها في العاصمة الأردنية عمان وأخرى في المغرب، وثالثة برفقة مارسيل في باريس" .

    المرأة اللبنانية ليست سلعة !
    ترى أميمة الخليل أن المرأة اللبنانية فاعلة جداً في مجتمعها، وتلفت: " أنّ ما نراه في وسائل الإعلام لا يعكس الحقيقة وينافي الواقع، فهناكَ نماذج مختلفة ومتفاوتة للمرأة اللبنانية، وإني أجدها قادرة على جعل المجتمع اللبناني أفضل، من خلال دورها كمربية وأم وفنانة وسياسية ومناضلة ونقابية، لكن مع الأسف أن يتمّ الترويج بإصرار على أنّ المرأة اللبنانية سلعة، وأنا هنا لستُ في معرض التهجّم على أحد، بل أقول لو وجدت المرأة مناخ محترم تخدم فيه مجتمعها لفعلت " .



    وفي هذا السياق، تتوقف عند ظاهرة ازدياد "الفنانات الإستعراضيات" في لبنان اللواتي قاموا بتحويل الفن إلى تجارة على حساب تسليع جسد المرأة اللبنانية، وتعيد هذا الأمر إلى " إستسهال القيمة الفنية من جهة، وغياب التنظيم النقابي المهني من جهة أخرى، حيثُ لا وجود لمحاسبة نقابية أو قانونية، تضع معاييراً محددة لاحترام الفن فالأمور متروكة للحسابات الشخصية البحتة، الأمر الذي يسيء إلى سمعة فتيات لبنان بوصفهن يستسهلن بأجسادهنّ " .

    أين الصورة المشرقة للمرأة اللبنانية ؟
    وتعزو إبنة بلدة الفاكهة قضاء بعلبك، حضور المرأة اللبنانية القوي في مجال الفن والإستعراض في مقابل غيابها عن الشأنين الثقافي والسياسي، إلى " دور وسائل الإعلام في تغييب الصورة المشرقة للمرأة اللبنانية، فهي ناشطة في مجمل ميادين الحياة، وخصوصاً في المجال الثقافي، ولكن ما نشاهده ونعرف به هو شريحة محددة من النساء، اللواتي تهمهنّ الشهرة والأضواء ليسَ إلا، مما يسهم في الترويج لصورة مغلوطة عن المرأة اللبنانية " .
    وحولَ رأيها في مدى نجاح المرأة اللبنانية في إثبات قدراتها وطاقاتها ، تجد: " أن المرأة اللبنانية فاعلة ومتمسكة بقيم إنسانية كثيرة تبثها في عقول وقلوب من حولها، وإلا لكنا الآن في وضع أسوأ بكثير من الخلل والتململ الإجتماعي في ظل هذه الفوضى العارمة التي نعيشها من أزمنة في لبنان"، وتختم الفنانة الخليل بتوجيه رسالة إلى صبايا لبنان عبر نسوة كافيه، وتقول مخاطبتهن: " الجمال مهمّ لأنه ينبع من قلوبكنّ ليشعّ في وجهكن وأجسادكن، لكن لا يمكن تجاهل مسؤوليتكن المؤثرة لجهة الإرتقاء بالمجتمع نحو الأحسن " .

Working...
X