إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الموسيقار زكي ناصيف أبو الأغنية اللبنانية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الموسيقار زكي ناصيف أبو الأغنية اللبنانية

    الذكرى الـ 93 لميلاد


    "أبو الأغنية اللبنانية"

    زكي ناصيف


    مرّت الذكرى الـ 93 لميلاد الموسيقار العبقري زكي ناصيف الذي يعتبر أحد أعمدة الأغنية اللبنانية في عصرها الذهبي وهو الذي أطّل من نوافذ موسيقية عدة أهمها الكلمة واللحن والايقاع والنغم الشجي.
    في مطالع الخمسينات أطّل من نافذة المدرسة الرحبانية في العديد من الأعمال اللحنية الشعبية التي ما زالت تردد على كل شفّة ولسان.
    هو أيضاً "أبو الأغنية اللبنانية" ترك للمكتبة الموسيقية اللبنانية والعربية أحلى الأنغام. ففي مدينة الشمس بعلبك إعتبر الضلع الثالث للأخوين الرحباني ومن بعده الموسيقار توفيق الباشا.
    هم كوكبة من صنّاع الفن الراقي بشهادة السفيرة فيروز التي إعتبرتهم أعمدة بعلبك يوم كانت حجارتها ومازالت تردد صدى أعمال هؤلاء الكبار في الزمن.
    غنّى الموسيقار زكي ناصيف للأرض وتراب وطنه ولجنوبه فمنحته الجماهير لقب "الأب الروحي للأغنية اللبنانية".

    يعتبر ناصيف من الملحنين الطليعيين الذين واكبوا نهوض إذاعة لبنان في أربعينات القرن العشرين، وماتزال أعماله مؤثرة في الموسيقى الشعبية اللبنانية. قدّم أكثر من 500 أغنية ولحن وغنّاها بصوته أو بأصوات عدد كبير من المطربين.
    ويوم سئل الفنان فيليمون وهبي يوماً عن رأيه بزكي ناصيف قال: "يكفينا فخراً أنه توّج الأغنية اللبنانية بأعذب ألحانه".
    أيام وتطل ذكرى رحيله السابعة ومن خلالها نتذكر معاً ما أبدعته يداه من أعمال ستظل عالقة في أذهان ووجدان من أحب هذا العبقري.
    ولد زكي ناصيف في 14 تموز 1918 في بلدة مشغرة (البقاع الغربي)، وفي كل صباح كان يستفيق على صوت أمّه صوفيا وهي تدندن له أجمل الأغاني البلدية. والده شاكر ناصيف إبراهيم كان تاجر جلود. في مطالع العشرينات انتقل مع اسرته للاقامة في بيروت، في محلة عين الرمانة التي ظل يقيم فيها حتى رحيله. تعلم في مدرسة قريبة من البيت، قبل ان ينتقل الى مدرسة المخلص في الناصرة، دون أن يتقدم الى إمتحانات الشهادة الابتدائية بسبب كسر تعرض له في ساقه. ورغم متابعته الدراسة لاحقاً حتى بلغ المرحلة الثانوية، فان ميله الى فن الغناء ظل يرافقه حتى قام جاره بإهدائه آلة عود عام 1930 فراح يعزف عليها ألحاناً وتقاسيم يسمعها في الراديو. ثم بدأ بوضع الألحان من غير اي دراسة، فلاحظ ان التلحين على هذا النحو ينقصه شيء أساسي هو الدراسة والتعلم. ظلّ على هذه الحال حتى العام 1936 . كان يعزف لأم كلثوم وعبد الوهاب في الحفلات المدرسية وكان الناس يستحسنون صوته وعزفه وادائه. وهذا ما شجعه للميل الى احتراف الفن من طريق العلم والدراسة، فانتسب الى معهد الموسيقى في الجامعة الاميركية في بيروت - بناية وست هول، الذي كان يضم عدداً كبيراً من تلامذة فن الموسيقى والغناء، ومعظم أساتذته من الروس، ومن اللبنانيين الذين تخرجوا من المعهد نفسه.
    تعلم في المعهد العزف على البيانو، وفن التأليف والتلحين، واستمر في ذلك سنوات ثلاثاً فقط انقطع بعدها عن الدراسة التي تعطلت في المعهد بسبب نشوب الحرب العالمية الثانية.

    في زمن الحرب رغب والده ان يدرّبه على التجارة، فصار يصطحبه معه الى متجره لبيع الجلود الخام والمدبوغة في شارع الاوروغواي في وسط بيروت. لكن ذلك لم يصرفه عن الموسيقى، حيث إستكمل تحصيل العلوم الموسيقية لدى الاستاذ الفرنسي برتران روبيار الذي كان مدرس رياضيات في جامعة القديس يوسف ومعروفاً كعازف ارغن مشهود له.
    انطلاقته الفنية بدأت في الاذاعة اللبنانية تلحيناً وغناءً، ثم استكملها في "اذاعة الشرق الادنى" التي كانت تدير مؤسسة فنية ناشطة في انتاج الاغاني والألحان الفولكلورية الجديدة آنذاك، وكان يشرف على هذه المؤسسة المرحوم صبري الشريف.
    في مطالع الخمسينات إنضم هو وتوفيق الباشا الى الأخوين الرحباني وفيلمون وهبي وألفّا ما يسمى بـ"عصبة الخمسة" التي إهتمت بالفولكلور.
    في العام 1957 دشنت العصبة انطلاق "الليالي اللبنانية" الاولى في "مهرجانات بعلبك الدولية"، بعمل فولكلوري في عنوان "عرس في القرية". وفي تلك الليالي البعلبكية الاولى انطلقت الاغنية التي لحنتها وغناها الكورس: "طلّوا حبابنا طلّوا/ نسِّم يا هوا بلادي" للشاعر مصطفى محمود، وكذلك اغنية "يا لا لا لا عيني يا لا لا لا"، اللتان غنّاهما لاحقاً وديع الصافي.
    بعد "عرس في القرية" (1957) قدمت "عصبة الخمسة" بالتعاون مع صبري الشريف لوحات فولكلورية في عنوان "ارضنا الى الأبد" صيف 1959 .
    عام 1960 تأسست فرقة الأنوار وإنضم اليها كل من زكي ناصيف وتوفيق الباشا وكان تضم أيضاً مصمما الدبكة مروان وبديعة الجرار. مثلت الفرقة لبنان في أكثر من بلد ومهرجان منها مهرجانات قبرص 1960، مهرجان باريس الذي أقيم على مسرح سارابرتار 1961، المانيا 1962، النمسا 1963. وفي عام 1964 شارك ناصيف مع الفرقة في مهرجانات بعلبك بناء على طلب رئيس الجمهورية أنذاك فؤاد شهاب وكانت هذه آخر أعمال الفرقة.
    عام 1974 عاد زكي ناصيف الى مهرجانات بعلبك مع كل من وديع الصافي وصباح. وفي عام 1975 توقفت المهرجانات بسبب إندلاع الحرب اللبنانية، واقتصر عمل الموسيقار العبقري على إعطاء الألحان الغنائية لعدد من المطربين والمشاركة في أعمال مسرحية كبيرة كمسرحيات فرقة كركلا وفهد العبدالله وفرقة الفنون الشعبية لوزارة السياحة بإدارة ناصر مخّول.

    لحّن ناصيف أغاني لمسلسلات تلفزيونية أبرزها: "بربر آغا" و"بوبليق".
    في حياته المديدة ألّف زكي ناصيف موسيقى أغنيات لفيروز وصباح ووديع الصافي وماجدة الرومي وغيرهم، كما أدى شخصياً عدداً من ألحانه. وما زالت أغانيه تعرض على محطات التلفزة اللبنانية حتى اليوم مصاحبة بمشاهد من قرى وطبيعة لبنان (مثل "بلدي حبيبي"، "يا ضيعتي" .
    في 10 آذار 2004، توفي زكي ناصيف إثر نوبة قلبية. وبرحيله خسر لبنان والعالم موسيقار عبقري ، ولكن مهما طال غياب هذا العملاق وإن طواه الردى سيظل علماً من أعلام الموسيقى في لبنان ودنيا العرب.
يعمل...
X