Announcement

Collapse
No announcement yet.

الأطفال يقتلون بحجة تقليل النسل - عبدالعزيز جايز الفقيري

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • الأطفال يقتلون بحجة تقليل النسل - عبدالعزيز جايز الفقيري

    قتل الأطفال بحجة تقليل النسل




    عبدالعزيز جايز الفقيري
    تفتخر المجتمعات في القرن الحادي والعشرين بأنها تعيش حضارة وتقدم لم يشهد مثله في التاريخ. وأنا أتساءل .. أين الحضارة بل أين التاريخ الذي يشهد لكم في ذلك؟.

    أن أشرب الماء من صنبور بعد أن كان يرشف رشفاً باليد، وأن أسير في الطريق بسيارة بعد أن كانت تقطع بالبعير والجمل، وأن أنام على القطن وناعم الملمس بعد أن كانوا ينامون على التراب والحصير. إن كانت هذه هي الحضارة فلا بارك الله فيها، الحضارة إن لم ترفع من رصيدنا الديني والخلقي فلا خير فيها. وها نحن نشاهد آثار هذه الجاهلية المساه بهتاناً وزوراً بالحضارة؛ مجاعات في أفريقيا، ودماء في العديد من الدول، ودعارة في كل البلدان - إلا ما رحم ربي -. سؤالي: أين الحضارة التي زعموا بأننا وصلنا إليها؟!.

    إن لم توصلنا الحضارة إلى عفة وكرامة فلا مرحباً بها، ولا أهلاً بحضارة يراق باسمها ملايين الدماء، ويولد بسببها ملايين اللقطاء، ويعبد فيها ملايين الصلبان. ولن أتحدث في هذه الجاهلية المعاصرة، إلا عن صورة واحدة من صورها، التي قضى عليها الإسلام ببعثة محمد - صلى الله عليه وسلم - ، ألا وهي وأد البنات.

    قال تعالى: (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئا كبيرا). الإملاق: الفقر وعدم الملك. أملق الرجل أي لم يبق له إلا الملقات; وهي الحجارة العظام الملس. يقول الطاهر ابن عاشور في تفسيره: "والمراد بالأولاد خصوص البنات; لأنهن اللاتي كانوا يقتلونهن وأدا، ولكن عبر عنهن بلفظ الأولاد في هذه الآية، ونظائرها; لأن البنت يقال لها: ولد، وجرى الضمير على اعتبار اللفظ في قوله نرزقهم".

    وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم؟ قال: "أن تجعل لله ندا وهو خلقك " قلت ثم أي؟ قال أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك قلت ثم أي؟ قال أن تزاني بحليلة جارك". وعندنا الآن في البلاد الإسلامية يقتل الأطفال بقنابل الحمل، وإبر الموت، وعمليات الاغتيال الإجهاضية.

    نقتل الذكر والأنثى لأسباب مقنعة لمجتمع جاهلي كقلة الراتب، وكثرة النفقات، وقلة ذات اليد، وغيرها، كل هذه الأحكام التي تصدر بحقه وهو لم يرى النور، نقتله قبل تمام الثلاث شهور وبعدها، لذات الأسباب .. وأسأل كل مسلم ومسلمة عن طفل قتل قبل الثلاث شهور أو بعدها بحجة الخوف من أن الله لن يرزقه .. هل يجوز؟ هل يباح هذا الفعل؟ أتتقبل نفس مسلم أو مسلمة تلك الجريمة؟!! أقتل نفس خلقها الله، وسيرزقها الله، وسيكتب لها أجلاً لا أعلمه.

    أذكر أن طبيباً من إحدى الجنسيات العربية أخبرني بأنه يملك عيادة في بلده، وبأنه كانت تأتيه بنات وهن حوامل من الزنا، فيقول: أنا بين أمرين إما أن أدع الفتاة تلد فيكتشف أمرها فتقتل هي وجنينها، وإما أن أجهض الجنين؟!! سبحان الله .. لا حل إلا أن نقتل؛ إما الأم وإما الجنين!.

    والحل أهون من ذلك وأسهل؛ فبكل بساطة تحضر الفتاة ومن زنا بها ويزوجان ويستران بعضهما، وإما أن يقام حد الله على الزانيان إن كانا محصنان أو غير محصنان، وإما أن يسترها أحد أقاربها ويتزوجها مع عدم الاعتراف بالابن وإنما يربى وينشأ في ظل أسرة تحفظ حقوقه وتنسيه ذنب جناه أبواه عليه.

    وطبعاً؛ القتل هو أكثر الحلول شيوعاً في العالم أجمع. قتل نفس معصومة بغير حق، وحرمان أمة من إنسان ربما كان سبب في تغييرها من حال إلى حال. وإنه لمن المذهل حقا أنّ الغربيينَ يَعتقدونَ بأنّه من الظلم قَتل مرتكب جريمة الزنا، بينما يَعتقدونَ بأنه من العدل قتل الطفلِ البريءِ المنجب من هذا الزنا!.

    ففي أمريكا وحدها يقتل بالإجهاض أكثر من مليون طفل سنوياً!!
    فلو رجمت زانية واحدة لحقنت دماء ملايين الأطفال، ولكن تساهلوا في الزنا بحكم الجاهلية وتساهلوا بقتل الأطفال إجهاضاً بحكم التقدم والمدنية. لذا؛ أفتى علماءنا بالدية على من قتلت جنينها بعد أن نفخ فيه الروح، وأباحوا لها الفطر في رمضان إذا خشيت على جنينها، وسئل ابن باز - رحمه الله - هذا السؤال: في بعض المستشفيات أحيانا يواجهنا نوع من التوجيه إلى تقليل النسل، وإذا لوحظ على المرأة أنها قد ولدت أكثر من أربعة أطفال أو خمسة فإن الطبيب المختص بأمراض النساء ينصحها ويقول: في تكرارك للحمل خطرٌ عليك، وفي هؤلاء كفاية، فما مدى صحة مثل هذا الكلام، وهل نستمع لنصائح هؤلاء الأطباء؟.

    فأجاب: تحديد النسل لا يجوز، ولا ينبغي أن يستمع لنصائح هؤلاء الأطباء، بل ينبغي للرجل والمرأة أن يستمرا في طلب النسل وتكثير الأولاد؛ لأن الشرع الإسلامي رغب في ذلك والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة)، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - رغب في إكثار النسل وفي تكثير الأمة التي تعبد الله وحده وتتبع شريعته، ولعل الله أن يعطي الرجل والمرأة أولاداً صالحين يشفعون لهم يوم القيامة ويدعون لهم في الدنيا، وينفعون الأمة في دينها ودنياها، فلا ينبغي التحديد، بل لا يجوز التحديد إلا من علة، كالمرض الذي يصيب المرأة في رحمها ويقرر الطبيب المختص بأنه لا حيلة في ذلك.

    وأن الحمل يضرها ويخشى عليها منه، أو كالأمراض العارضة التي يمكن أن تعالج بعدم الحمل وقتاً معيناً كسنة أو سنتين أما تحديد النسل بأن يقتصر على أربعة أو ثلاثة أو خمسة ثم تتعاطى المرأة ما يقطع الحمل هذا لا يجوز، قد يموت هؤلاء قد يموت الأربعة قد يموت الخمسة بل يموت أكثرهم فيندم الرجل وتندم المرأة غاية الندامة، فالآجال بيد الله سبحانه وتعالى. فالحاصل أنه لا يجوز تحديد النسل، ولكن لا مانع من إيقاف النسل بعض الوقت للحاجة كالمرض العارض للمرأة أو لرحمها، وكالأولاد الكثيرين الذين يشق عليها تربيتهم، فتأخذ ما يمنع الحمل سنة أو سنتين مدة الرضاع حتى تستعين بهذا على تربية أطفالها الصغار أما المنع مطلقاً فهذا لا يجوز. (موقع ابن باز).

    فاتقوا الله يا مسلمون، ولتخفن الله أيتها المؤمنات، وأعلموا بأن الله قد جعل تنظيماً فطرياً يحدث للنسل بسبب الرضاعة؛ فالأم التي ترضع حولين كاملين يضعف عندها الإخصاب فلا تنجب خلال السنتين إلا في حالات نادرة؛ لذا .. لو ألتزمت نسائنا بالرضاعة الطبيعية، لكان هناك تنظيم نسل طبيعي كل سنتين تقريباً مولود .. وهذا كله بقضاء الله يعطي من يشاء الإناث أو الذكور أو كلاهما، ويجعل ما يشاء عقيما سواءً كان الزوج أو الزوجة؛ فتوكلوا على الله، ولا تعتدوا على خلقه بالقتل، وأجنته بالتشويه والإجهاض، وخافوا الله، وراقبوه، ولكل طبيب أقول: اتقِ الله، ولكل أب أقول: توكل على الله وسيرزقك من حيث لا تحتسب، ولكل أم أقول: أعطاكِ الله حق البر، ومنحكِ الرحمة كفطرة فلا تنقلبي نمراً يقتل أطفاله إذا جاع.
Working...
X