إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تربية الأسماك في المزارع السمكية (أسماك المائدة)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تربية الأسماك في المزارع السمكية (أسماك المائدة)

    تربية الأسماك في المزارع السمكية

    وتختلف عن تربية الأسماك في المصايد الطبيعية بكون جميع العمليات الإنتاجية فيها، بدءاً من طور البيضة وحتى الحصول على أسماك التسويق (أسماك المائدة)، تتم كلها تحت إشراف الإنسان، وبأنها ذات كثافة سمكية عالية وتعطي إنتاجاً مرتفعاً، في حين تكون إمكانية تدخل الإنسان في تربية الأسماك في المصايد الطبيعية، ولاسيما الكبيرة منها، محدودة جداً واقتصرت حتى اليوم على توفير الشروط المناسبة لتكاثر الأسماك، أما تدخل الإنسان في مجال تحسين أحوالها الغذائية فما يزال ضعيفاً.
    ويتم في هذه المزارع تربية (استزراع) الأنواع السمكية السريعة النمو في أحواض (برك) مائية ترابية وإسمنتية ذات مساحة وعمق مناسبين تنشأ لهذه الغاية أو تُعدَّل لأجلها.
    وتقسم المزارع السمكية إلى مزارع ذات مياه دافئة (الكاربية)، ومزارع ذات مياه باردة (الترويتية). ويُربَّى في المزارع الكاربية أساساً الكارب العادي، وكذلك الكارب العاشب والكارب الفضي والكارب الكبير الرأس (المُنقط) والتيلابيا والسلور وغيرها. في حين يربى في المزارع الترويتية أنواع من السلمونيات أهمها الترويت القوس قزحي والترويت النهري .
    وتقام الأحواض السمكية في المزارع الكاربية على أراضٍ مرجية أو مستنقعية، يتم إمدادها بمياهٍ دافئة نسبياً تزيد درجة حرارتها على 20°م، ربيعاً وصيفاً، وتكون من مصادر مختلفة كالأنهار والبحيرات والمياه الجوفية والخزانات المائية ومياه تبريد المحطات الكهربائية وغيرها. أما السلمونيات فتربى في أحواض صغيرة المساحة نسبياً تقام على أرضٍ صلبة فقيرة بالمواد العضوية، يتم تغذيتها بمياه نظيفة مشبعةً بالأكسجين وباردة لا تزيد درجة حرارتها صيفاً على15 – 20°س. وتُجهز الأحواض ا لسمكية عادة بمنشآت خاصة لتغذيتها بالمياه وصرفها منها بالكامل وقت الضرورة. ويمكن أن يستخدم في تربية الأسماك الأحواض المائية التي لا يمكن تفريغها كلياً أو جزئياً من المياه لأنها تستخدم في أعمال الري أو لأهداف أخرى، شريطة إجراء التعديلات المناسبة لضمان صيد الأسماك صيداً كاملاً.
    ويفضل أن تتم تغذية الأحواض السمكية بالماء وصرفه منها بمجريين مستقل كل منهما عن الآخر. ويمكن إيصال المياه إلى الأحواض بوساطة القنوات الترابية أو الإسمنتية أو الأنابيب المعدنية أو البلاستيكية. وتحاشياً لهروب الأسماك من الأحواض، ولدخول الأسماك والحيوانات الغريبة إليها تُرتب حواجز شبكية خاصة على مأخذ التغذية المائية ومنطلقات الصرف فيها.
    وتبعاً للنظام الإنتاجي المتبع في التربية تقسم المزارع السمكية إلى مزارع متكاملة وغير متكاملة. ففي المزارع المتكاملة تربى الأسماك بدءاً من طور البيضة حتى وصولها إلى الوزن التسويقي المناسب. وتتضمن هذه المزارع أحواض الأمهات وأحواض التفريخ والحضانة والتنمية (التربية) والتسمين والتسويق وغيرها. أما المزارع غير المتكاملة فتقسم إلى مزارع إنتاج «الزريعة» ومزارع التسمين. وتتضمن مزارع إنتاج الزريعة أحواض الأمهات والتفريخ والحضانة والتنمية، في حين تشتمل مزارع التسمين (إنتاج أسماك التسويق) على أحواض التسمين فقط التي يتم فيها تسمين الزريعة التي يُحصل عليها إما من المزارع غير المتكاملة أو المزارع المتكاملة. ويُطبق في المزارع السمكية نظام الدورة الإنتاجية، أي المدة الزمنية التي تستغرقها تربية الأسماك حتى تسويقها. فإذا تم جمع المحصول السمكي في سنة واحدة فإن الدورة الإنتاجية تكون سنوية، أما إذا استغرقت تربية الأسماك حتى تسويقها سنتين أو ثلاثاً فإن الدورة الإنتاجية تسمى ثنائية أو ثلاثية.
    وتبعاً للكثافة السمكية في وحدة المساحة يُميز:
    ـ المزارع الواسعة: وتكون كثافة الأسماك ـ المعتمدة على الغذاء الطبيعي فقط ـ فيها قليلة وتعطي إنتاجاً منخفضاً، ولا يمكن زيادته إلاّ بزيادة مساحة المزرعة.
    ـ المزارع المكثفة: وتكون كثافة الأسماك فيها مرتفعة. وتحتاج هذه الطريقة من التربية إلى تزويد الأحواض السمكية بالأعلاف والمُخصبات بانتظام من الخارج، وكذلك إدخال التحسينات اللازمة عليها كالتهوية وغيرها، مما يمكن بموجبها مضاعفة الناتج السمكي عدة مرات مقارنةً مع المزارع الواسعة.
    ـ المزارع نصف المكثفة: تحتل من حيث كثافة الأسماك وإنتاجها موقعاً وسطاً بين النوعين السابقين. ويتم فيها تزويد الأحواض السمكية من حين إلى آخر، بكميات قليلة من العلف والسماد.
    وفي سبيل زيادة الناتج السمكي على حساب كل الغذاء المتاح، ولاسيما الطبيعي، يُلجأ إلى التربية المشتركة المتزامنة في الحوض ذاته إما لأسماكٍ من النوع ذاته، ولكن أعمارها مختلفة (أي التربية المختلطة)، أو لأسماكٍ من نوعين مختلفين بنمط تغذيتهما، أحدهما أساسي والآخر جانبي (أي التربية الجانبية)، أو من أنواع سمكية متعددة متباينة بنمط تغذيتها (أي التربية المركبة).
    وقد تكون المزارع السمكية أحادية الإنتاج أي متخصصة في تربية الأسماك فقط، أو متعددة الإنتاج، التي تنتج الأسماك محصولاً رئيساً أو ثانوياً، إضافة إلى إنتاج محصول آخر حيواني (كالبط مثلاً) أو نباتي (كالأرز وغيره).
    تربية الأسماك في الأقفاص: وهي من الطرائق الشائعة اليوم في التربية السمكية المكثفة، إذ تربى الأسماك في الأقفاص ضمن بيئاتها الطبيعية سواء أكانت بحيرات أم سدوداً مائية كبيرة أم بحاراً. تكون الأقفاص عادة مصنوعة من شباكٍ ذوات فتحاتٍ مناسبةٍ لضمان التجديد المائي المطلوب فيها من دون السماح للأسماك بالمرور عبرها، وتُثَبْتْ في المياه الجارية على قوائم ثابتة أو جسور عائمة، أما في المياه الراكدة فتستخدم الأقفاص العائمة التي تثبت فيها بوساطة طوافات خاصة. وتعتمد هذه الطريقة من التربية على تقديم العلف الصناعي بغزارة للأسماك التي تربى بكثافة كبيرة.
يعمل...
X