إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في أعين كتابها القصة القصيرة السورية - سوزان الصعبي‏

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في أعين كتابها القصة القصيرة السورية - سوزان الصعبي‏


    القصة القصيرة السورية في أعين كتابها
    سوزان الصعبي‏
    أصبحت القصة القصيرة في أيامنا هذه كمن ينحت الصخر، فالإصدارات القصصية تولد من رحم توق الكاتب وحين تخرج إلى النور تجد أنها في الظل وحسب،.فلا الصحف تظهرها ولا الناس يقرؤون مع ذلك نستطيع التحدث عن القصة القصيرة السورية من باب الوفاء للفن الجميل وكي نتمكن من لملمة أشيائه والصمود به ومن أجله، لذلك علينا أن نعرف واقعه وحضوره في المشهد الثقافي في سورية ومضامينه والاتجاهات الفكرية والإنسانية التي يعبر عنها من هنا التقينا بكتاب قصة من مختلف الأجيال بدءاً بالكاتب حسن م يوسف وانتهاء برشا عباس الفائزة بمسابقة القصة في احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 ‏في البداية تحدث الكاتب حسن م يوسف بكثير من الواقعية حول حضور القصة في المشهد الثقافي السوري متهماً وسائل الإعلام بأنها قد حكمت على القصة بالإعدام، فالقصص التي ولدت لتلبية حاجة وسائل الإعلام المقروءة يتم التنكر لها الآن من قبل هذه الوسائل نفسها إذ لا تنشر القصص الآن إلا نادراً ومكافآتها محدودة، لكن القصة القصيرة تستمر بقوة جمالها وبإيمان المبدعين فيها وبقدرتها على أن تكون قواماً إبداعياً يعبر من خلاله المبدع عن همومه الأكثر عمقاً.خلافاً لذلك نجد تفاؤلاً لدى الكاتب مصطفى حرويل الذي قال: لا يمكن للمراقب المنصف إلا أن يسجل حضوراً لافتاً للقصة السورية منذ بواكيرها الأولى، وقد كان للكتاب السوريين من جيل الرواد الدور البارز في هذا المضمار، وإذا كانت الفنون النثرية قد تأخرت زمنياً في الحضور لما كان للشعر من تفرد في الهيمنة على الفضاء الأدبي المتاح، إلا أن التجارب القصصية الأولى والتي شهدناها على أيدي القاصين الذين لمعوا في عقد الستينيات قد عوضت هذا التأخر الزمني فقد كانت تجارب عبد السلام العجيلي وغادة السمان وألفة الإدلبي مثلاً ما يشي بظهور جيل من القاصين المبدعين، ما أسس لمرحلة من العطاء أنتج جيلاً آخر من الكتاب فيما بعد أثرى مسيرة الكتابة القصصية في سورية ما منحها بعداً عربياً لافتاً فمعظم كتاب الدراما التي سيطرت بشكل واضح على الإنتاج الدرامي العربي قد خرجوا من عباءة القصة. ‏ كذلك تحدثت القاصة كوليت بهنا مؤيدة الرأي السابق فقالت: منذ آلاف السنين القصة السورية ناشطة وخصبة وخلاقة يتم تناقلها كموروث شعبي شفهي كما هو معروف، تراجعت اليوم.كحضور أدبي مع تراجع القراءة عموماً لكن يمكن القول إنها بمرونتها السحرية امتطت الإعلام الإبداعي أو لبست لبوساً جديداً, بل وباتت قياساً بالأجناس الأدبية الأخرى الأكثر غزارة ومطلباً وأعني انه لا يمكن النهوض بأي عمل درامي (تلفزيون, مسرح, فيديو كليب) دون الاتكاء على متن قصة تستوفي شروطها القصصية المعروفة.بعيداً عن الدراما ورجوعاً إلى القصة القصيرة بين دفتي كتاب نفى الكاتب نجم الدين السمان وجود القصة القصيرة في سورية ووجود نقاد متخصصين بالقصة، فاتجه اغلب كتاب القصة نحو الرواية والدراما التلفزيونية تاركين قصة لقلائل. صحيح انه يوجد حوالي 400 مجموعة قصصية تطبع في العام لكن أين هي هذه المجموعات؟ والصفحات الثقافية والملاحق لم تعد تنشر قصصاً إلا ما ندر وهذا يفعل تراجعاً في حضور القصة لمصلحة أي شيء آخر. حين لا نجد نقاداً ولا منابر ولا صفحات ثقافية تهتم بالقصة ومسابقات القصة يجري فيها المناصفة والمثالثة هكذا تفقد القصة الكثير من حضورها وأهميتها على عكس الرواية موضة العصر.هل يعبر الإبداع القصصي عن اتجاهات فكرية وإنسانية واضحة أم هي مجرد حكايات؟ سؤال آخر قمنا بطرحه على القاصين، فقال حسن م يوسف بأن الحكاية هي احد أعظم الأشكال التعبيرية فهي تقول كل شيء لكن بشكل غير مباشر, ونحن نعرف عن المجتمع العربي القديم من خلال حكايات ألف ليلة وليلة مثلاً أكثر مما نعرف من خلال كتب المنظرين والمفكرين.هذا هو سر خلود الأدب فهو يعبر عن الجماليات بشكل غير مباشر وبصيغة حية في علاقة ساخنة وطازجة مع الناس.بينما قالت بهنا إن الاتجاه اليساري في القصة كان جلياً إلى زمن قريب والأكثر سواداً وشكل تياراً فكرياً- إنسانيا غنياً. بالعموم التيارات الفكرية في القصة السورية عكست في أوج نشاطها أصداء التعددية الفكرية والاثنية والجغرافية لأصحابها وشكلت بمجموعها تاريخاً ثرياً للقصة السورية.وذهب حرويل إلى اتجاه آخر, وهو القضية الفلسطينية التي وصفها بالأكثر حضوراً في القصة من حيث كونها قضية العرب الأساسية والتي تلخص المعاناة على المستوى الفردي والجمعي.أما رشا عباس فلا تظن أن المنجز القصصي السوري كما هو اليوم يعبر عن اتجاه واضح المعالم, هو بضع تجارب فردية لا ترقى إلى مستوى الظاهرة, وتبرز بالكاد من زحام عشرات النصوص التي تتأرجح بين الخواطر المراهقة والمنشور الأيديولوجي وكتابات العويل النسائي, ومن النادر العثور على قصة تلامس ما هو إنساني ومعيش دون ابتذالها بنصيحة من الكاتب للمجتمع او بحكم قيمة يسمح لنفسه بإطلاقه على الناس منصباً نفسه معلماً لمن يقرأ القصة..ما هو واقع الإبداع القصصي السوري؟ قال حسن م يوسف بأن الحديث عن واقع الإبداع القصصي السوري ضرب من التعميم لكن يمكن الحديث عن تجربة قصاصين معينين، وأهم أعلام القصة السورية حسيب كيالي المجدد على مستوى اللغة والسرد القصصي وسعيد حورانية وزكريا تامر وعبد الله عبد وحسن صقر وابراهيم الخليل وكبير القصاصين عبد السلام العجيلي.أما السمان فقد تحدث عن مشكلات الإبداع القصصي الحالي المتجسد بعدم وجود ماهية القصة فيه لمصلحة السرد أو الحكاية أو الهلوسات بطريقة الخاطرة ولا توجد لغة قص أو لحظات تحول عند الأبطال، هذا ليس ذنب الجيل الشاب إذ لا توجد مرجعيات توجهه على عكس جيلنا الذي تربى على مرجعيات غوغول وتشيخوف ويوسف ادريس.. الآن يبدو أن لا أحد يعود إلى هذه المرجعيات. في ذات الاتجاه رأى حرويل أن هناك نكوصاً وتراجعاً في الأغلب وقد لا يكون هذا التردي مقتصراً على فن القصة إنما هو سمة عامة تطبع معظم أنواع الأدب والفنون والحياة الثقافية والاجتماعية الحالية عامة، وهذا يعود إلى زمن الرداءة المسيطر والذي يعوق بشكل منطقي النتاجات المتعاكسة معه.لكن الإبداع القصصي السوري ثروة أدبية وتاريخية، كما عبرت بهنا ويتم تقديره من قبل الترجمات والدراسات الأجنبية، وأضعف الإيمان أن دمشق عاصمة الثقافة 2008 لم تحتف بالقاصين السوريين الذين نفخر أن بينهم أكثر من عشرة أسماء هم بمستوى إبداعي عالمي. وأخيراً.. إذا كنا نحب للقصة القصيرة أن تبقى نابضة علينا أن نرويها دائماً. لم لا يجتمع القاصون في عمل جدي من أجل نموها ونشرها بين الناس؟ لِمَ لا يكون لها عيد سنوي نحتفي فيه بها؟ ‏



يعمل...
X