إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأديب اللبناني سعيد عقل ( اليوم كفيت المئة سنة ) نجمة تبوح بأسرارها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأديب اللبناني سعيد عقل ( اليوم كفيت المئة سنة ) نجمة تبوح بأسرارها


    سعيد عقل.. طفل بعمر مئة عام ونجمة تبوح بأسرارها




    دمشق - سانا
    اليوم بلغ سعيد عقل المئة.. مئة ربيع وشتاء وخريف وصيف لشاعر اختزل الأبجدية بالحب والحياة وانطلق من الإنسان نحو النص ليحقق قضية وحالة شعرية استثنائية على صعيد المكتبة العربية كلها فالفرادة التي قدمها عبر سنواته المئة تجعل منه عراباً حقيقياً لنموذج جمالي وجملة شعرية صادمة بمبناها ومعناها.
    تطورت رؤية ونظرية سعيد عقل في الحياة مواكبة للتطورات السياسية على صعيد الوطن العربي كله فتنقل من موقف سياسي إلى آخر إلا أن هذه الجغرافية السياسية لم تبعد عن أنظار الشاعر الإنسان ما حوله ولم تخف عنه تفاصيل الحياة والمكان والإنسان والشام التي في خاطره شعراً ومقالاً صحفياً ورأياً سياسياً.
    ابن زحلة القريب جداً من تفاصيل طبيعة المنطقة ولد في حيز جمالي كان الأكثر حضوراً في شعره ووجدانه.. ولدت.. سريري ضفة النهر فالنهر تآخى وعمري مثلما الورد والشهر.
    ومن هنا انطلق بالفعل ليكون النهر والمطر والورد والسرير الدافئ والبارد أيقونات لكتابة شعرية لقيت من المطربين من قدمها كأغنية ومن القراء من حفظها كتراث شعري يخلد المكان والمرحلة.
    كان اطلاع عقل وثقافته الموسوعية خاصة في مجال الفكر الأدبي واللاهوتي المنهل الثاني الذي استقى منه مادته الشعرية وهو الإطار الذي أعطى نصه قيمة فكرية ومنهجية أدبية وتكريسا لمنطق الحب والسلام الذي طغى على قصائده مستمداً إياه من التراث الديني والفني والأدبي للمنطقة.
    من المسرح انطلق الشاعر ليفتح لنفسه باب الشهرة فمنذ منتصف الثلاثينيات قدم (بنت يفتاح) المأساة الشعرية وهي أولى مسرحيات لبنان الكلاسيكية ذات المستوى وقد نالت جائزة الجامعة الأدبية ثم أنجز قصيدته (فخر الدين) التي قدمت الشعر كوسيلة في التأريخ وصولاً إلى المجدلية التي كانت علامة فارقة في تاريخ الشعر العربي.
    ثم تتالت أعماله الأدبية في الأربعينيات والخمسينيات حيث صدرت رندلى وهي الملحمة العاطفية الرومانسية التي اطلقت اسم رندلى ليكون من الأسماء المستخدمة كثيراً بعد إطلاق القصيدة ثم (كأس الخمر) و(لبنان إن حكى) وصولاً إلى (يارا) باللهجة العامية التي ضجت الأنحاء بها وغنتها فيروز لتكون من أرق القصائد المحكية المغناة.
    شكل لقاء عقل مع الرحابنة فاتحة لنموذج غنائي عريق وخالد حيث تغير وجه الأغنية الوطنية والنص المنتمي إلى المكان بهذا اللقاء خاصة بمجموعة الشاميات مثل سائليني -قرأت مجدك - يا شام عاد الصيف حيث كان الحب هو الأساس الرابط بين الإنسان والوطن.. الوطن كطرف في علاقة عاطفية خالدة.
    اتسع صدر الشاعر لحب مطلق للإنسان والحياة والوطن فكان خلود نصه متجاوزاً للسياسة والتضادات الأيديولوجية وحتى متجاوزاً لذاته فمرت مئة عام والقامة الشعرية قائمة بنصها وجسدها ترى الحياة من وجهة نظر طفل عمره مئة عام.

يعمل...
X