إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

للفن التشكيلي أول صالة في دمشق احتضنت أسماء ما زالت في الذاكرة حتى الآن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • للفن التشكيلي أول صالة في دمشق احتضنت أسماء ما زالت في الذاكرة حتى الآن

    أول صالة للفن التشكيلي في دمشق
    احتضنت أسماء ما زالت في الذاكرة حتى الآن


    دمشق - سانا

    سلوى صالحبعد أن اتسع أفق المشهد التشكيلي في دمشق وأخذت صالات الفن التشكيلي تتوزع في أنحاء المدينة ليبلغ عددها 32 صالة منها 24 صالة خاصة يتبادر إلى الذهن سؤال مشفوع بالفضول لمعرفة بدايات ظهور هذه الصالات والتساؤل عن اسم أول صالة للفن التشكيلي في دمشق واسم مؤسسها وأسماء الفنانين الرواد الذين أقاموا معارضهم فيها.
    ففي العشرين من تشرين الأول عام 1960 افتتح الفنان محمد دعدوش "صالة الفن الحديث العالمي" في الطابق الثالث مقابل مبنى المحافظة في شارع 29 أيار في دمشق لتكون أول صالة للفن التشكيلي تشرع أبوابها لآخر تطورات الحداثة وربط الانتاج المحلي بالسوق العالمية.

    ويقول الناقد الفني عبد العزيز علون الذي واكب تلك الفترة إن فكرة افتتاح الصالة لاقت في حينها كل ترحيب من أهل دمشق التي نشأت فيها لأول مرة صالة عرض فني خاصة لا تعود للدولة أو الجمعيات وافتتحت فيها اهم المعارض في تاريخ سورية بعد الاستقلال.
    واحتفل صاحب الصالة محمد دعدوش بعودة اخيه محمود دعدوش من روما بعد تخرجه من اكاديمية الفنون الجميلة هناك ورجع بصحبة زميله جوليو بالوتسي الفنان الإيطالي المتميز وأخذ احتفال دعدوش بأخيه شكل اقامة معرض ضخم للاخ والضيف فكان افتتاح الصالة بمعرض لإنتاج الفنانين نحتاً وتصويراً ضم 23 لوحة.
    ويصف الناقد علون في كتاب بعنوان "منعطف الستينيات في تاريخ الفنون الجميلة المعاصرة في سورية" صالة الفن الحديث العالمي بأنها تالفت من ست غرف تدور حول صالون كبير واحد وكانت قدرتها على الاستيعاب بحدود مئتي زائر ولكنها كانت تتسع في أكثر الأحيان لعدد يفوق الثلاثمئة.
    وحصلت الصالة على رعاية وزارة الثقافة والإرشاد القومي وكتبت الأديبة كوليت خوري في سجل الزوار.. إني أرى بلدي يرقص ويعيش في هذه اللوحات الرائعة.. وتتابعت المعارض متلاحقة وجاءت إلى الصالة وفود زائرة من لبنان والأردن والعراق ومصر وأصبحت اخبار معروضات صالة الفن الحديث العالمي تتداولها الصحافة والمقاهي والبيوت والمدارس وعلى كل لسان في سورية وخارجها.
    وشهدت الصالة معارض لفنانين كثر من أبرزهم فاتح المدرس واسعد زكاري وسامي برهان إلا أن المعرض الأكثر جدلا كان عندما رجع الفنان الشاب انذاك لؤي كيالي من إيطاليا بعد تخرجه وعرض عدداً من اللوحات الزيتية ولوحات الخطوط السريعة سكيتشات في 22-6-1961 وحظي المعرض بتغطية صحفية واسعة.

    وحسب كتاب المنعطف قدمت صالة الفن الحديث العالمي مجموعة غنية من النشاطات الثقافية التي كان يديرها محمود حوا، د .سلمان قطاية، حسن كمال، عبد العزيز علون في أعقاب كل معرض .. كما استقبل بهو الصالة مجموعة كبيرة من المحاضرين مثل عفيف بهنسي المهندس وهبي الحريري الشاعرة سحر الكيلاني القاص سعيد حورانية.. وكان في الصالة مكان لمفكرين كبار مثل الدكتور عبد السلام العجيلي ونزار قباني ومحمد الماغوط كما كانت الصالة تستقبل فنانين عربا واجانب ودبلوماسيين من المهتمين بالفنون والثقافة والفكر امثال الدكتور لويس عوض وعارف الريس وشعراء العديد من الدول العربية.
    وكان في الصالة بصورة يومية صحفيون ومراسلون للعديد من الصحف السورية واللبنانية كجريدة الأيام وجريدة صوت العرب ودمشق المساء والطليعة والصياد والشبكة واوريان لوجور.. كما كانت الصالة تجمع موسيقيين ونقادا في الموسيقا مثل نجاة قصاب حسن وصميم الشريف وصلحي الوادي إضافة إلى رسامي الكاريكاتور ممتاز البحرة وقتيبة الشهابي.
    وخلاصة القول ان الصالة لعبت في بداية الستينيات من القرن الماضي دور النادي النشيط فشجعت الحركة التشكيلية بالعرض والبيع والندوات والمحاضرات وربطت اجهزة الاعلام بالعروض الفنية وربت مجموعة من الفنانين والنقاد وجيلا من المثقفين تشكيليا ونشرت الكتاب الحديث والثقافي والفني والفكري وخلقت حياة اجتماعية راقية وعملت ما لم تستطع ان تفعله وزارة الثقافة والارشاد القومي من لم شمل المثقفين وفتح الحوار بينهم بصورة حضارية وتأمين موارد شبه ثابتة للفنانين من خلال ايجاد سوق فنية ومشترين واتصالات.
    ويعتبر الناقد علون تلك المرحلة وخصوصا السنوات الثلاث الأولى من الستينيات اخصب مرحلة في تاريخ الحركة التشكيلية السورية اذ حفظ تاريخ الفن المحلي اسماء فنية لا تزال في بداية الألفية الثالثة على كل لسان.
    ويقول الفنان ممدوح قشلان مواليد 1931 ان صالة الفن الحديث العالمي استقطبت الفنانين التشكيليين الكبار ايام الوحدة بين سورية ومصر ما ادى الى وجود حراك ثقافي كانت تفتقر اليه دمشق لعدم وجود صالات عرض قبل افتتاح هذه الصالة اذ لم يكن هناك سوى مرسم نصير شورى الذي افتتح منذ بدايات الاستقلال في ساحة المدفع ولكنه لم يكن يحتوي على صالة عرض بل كان بمثابة ملتقى للفنانين فقط.
    ويضيف قشلان انه كان لصالة الفن الحديث العالمي فضل كبير في احتضان الفنانين الموفدين الذين درسوا في روما وعددهم اربعون فنانا عادوا الى الوطن تباعا وكنت أول الخريجين ومنهم ادهم اسماعيل ولؤي كيالي وفاتح المدرس.. كما كان للصالة نشاط ثقافي خارجي تمثل باقامة معرض في موسكو اشرفت عليه وشاركت فيه بعشر لوحات.

يعمل...
X