تويت
الفنانة التشكيلية التونسية المبدعة
يــمـيـنـة مـتـلـوثــي
يــمـيـنـة مـتـلـوثــي
حوار: علي درويش 
المرأة تحمل الحياة وتعطيها لذة، لوحاتي تحمل صرخاتها ضد العنف المسلط. الفنانة يمينة تحطم الشكل لصالح الشكل، انها لاترسم الاشياء كما تراها العين بل بالحدس. فالجسد البشري في لوحاتها تواجه ازمة لاشك ان الفنانة ادركت انها تلبي نواياها الحدسية والالوان الترابية، تفصح عن ذلك فالمراة ليست الجسد انها نصف الحلم المستحيل فالمراة عندها ليست الخطيئة، بل الشقاء الذي يتضاعف عند الاخر ويمينة تجسد بخفائها هذه الاسطورة يجعل الجمال منقذا لعلاقة فكرة الموت والانبعاث والربيع المتجدد ازاء الزوال. كل الاشياء تنبعث تولد من رحم الماضي ففي لوحاتها ثمة اغتراب مباشر يجعل من قيمة الجمالية وسيطا بين الترجي والحلم او بين الممكن كقيمة واقعية ايضا فالانسان في لوحاتها هو زمن مكثف للماضي والازمنة القادمة لا تزخرف اعمالها بل تكاد تهمل الجانب الجمالي فيها وذلك لصالح المحتوى والاشارة الى المعنى الايحائي في العمل الفني .
* قبل ان نبدا حوارنا لابد من سوال عن الذات من هي يمينة متلوثي؟
- باحثة فنون تشكيلية وأستاذة تربي طلبتها على التحسَس البصري والإبداع ورئيسة المركز العالمي للفن التشكيلي الذي يعكس إيماني بالعمل المستقبلي من أجل الفن التشكيلي عبر الوسائل الحدية ومع أشقاء وأصدقاء باختلافنا الديني وتعدد جنسياتنا وبعدنا الإنساني
* كيف بدات تجربتك مع الفن التشكيلي ومن شجعك على ذلك؟
- لما كنت طفلة كنت أرسم الطيور وأجمع الحجارة مبهرة بأشكالها و ألوانها وهي ترافقني إلى اليوم. لما كنت في الإعدادية كنت أزوق جدران المداس بمدينة الحمامات و كان والدي يشجعني عندما رأى حبي الكبير للرسم فاشترى لي رحمه الله أول كتبي حول تاريخ الفن ثم بعد أن حصلت على البكالوريا توجَهت إلى المعهد العالي للفنون التشكيلية والهندسة المعمارية ودرست في شعبة الثقافة والاتصال وكانت الفترة الذهبية للمعهد حين تعلَمت كلَ التقنيات بتأطير من أكبر الفنانين التشكيليين بتونس وحال الحصول على الإجازة طلبتني أنذاك مديرة المعهد المرحومة الفنانة التشكيلية صفية فرحات بالإلتحاق بالتدريس في المعهد نفسه
* كيف اثر الفن على حياتك الشخصية والمهنية.؟
- الفن هو الحياة , لكن فن الحياة أن تحيا حياتك بفن قولة لبيتر ألتتبر.
* التمرد احدى السمات البارزة للفنانة يمينة.؟!
- أنا أتمرَد على القماشة لأطوَعها فهي الفضاء الرحب والمتسامح لما أترك عليها من تركيب وألوان وأشكال.
* ما سبب اختيارك المراة ووجوه المراة في اعمالك؟
- المرأة تحمل الحياة وتعطيها لذة، ولوحاتي تحمل صرخاتها ضدَ العنف المسلَط عليها واستغلالها والتجارة بها كسلعة استهلاكية ... وكذلك لأنَ المرأة هي نصف المجتمع فإذا أبقت بعض الشعوب على قمعه لن ترتقي ولن تلتحق بركب الدول النامية
* اصبحت المرأة كائنا مطحونا في كل الدنيا ..؟!
- نحن في عصر طغى عليه طابع الأستهلاك فلو ننظر إلى أغلب اللوحات التي ينتجها المبدعون باختلاف جنسياتهم وانتماءاتهم رجالا كانوا أم نساء يرسمون المرأة مجزاة لما يعاينوه من استغلال لها مادامت المساواة في الحقوق لم تتحقق بعد أو في تراجع بسبب التخلَف الفكري والثقافي.
* ماهو سبب ضعف حركة التشكيل العربي مقارنة مع الاوربي؟
- هو أمر مرتبط بالسوق الفنيَة العالمية والجميع يعلم من يتحكَم فيها كباقي القطاعات
هذا لا يعني ان انتاجنا هزيل، بالعكس للعرب فنانون تشكيليون يفوقون من حيث القدرة حتى أكبر الفنانين شهرة لكن ينقصنا التنسيق والتنظيم والعمل المشترك المدروس والثقافة عامة منها الفنون التشكيلية تعكس حال العالم العربي تنظيما، لذلك فكرت مع بعض المبدعين بعث المركز العالمي للفنون التشكيلية أولا لنكون فاعلين ونخرج من الرؤية الضيقة. ثانيا لبعث شراكات مع كلَ من يهتمَ بالفن العربي. ثالثا لنتجاوز الحزازيات المفتعلة بين الشعوب والتي تسلَطها الأجواء السياسية المهيمنة. رابعا استغلال الفضاء الإفتراضي والتكنلوجيا الحديثة للإتَصال للتعامل بين الفنانين والمؤسَسات الفنيَة التشكيلية في كنف السَلم والتسامح والإحترام بدون تمييز يجمعنا الفن والإبداع والفنَ لغتنا العالميَة بخصوصياتها الفن والإبداع بكلَ محامله والإمكانيات التي تتيحها للمتفرج أينما كان في العالم التي لا تحتاج لمترجم بل لعيون مبصرة وقلوب عاشقة للجمال.
* الى اي مدى تتمكن اللوحة من تنمية ذوق المشاهد وسلوكيته في الاصغاء؟
- العمل التشكيلي سواء كان السجاد اللوحة النَحت التنصيبة ... الفن الرقمي الصورة تربي على الذوق لذلك اخترت التدريس لطلبة يصبحون إثر تخرَجهم مربين للطفولة. الفن يستوجب التحسَس البصري بعمق وبالتالي بصمت ويعلَم الإصغاء الدَاخلي للروح، للناقد المختصَ ...
* كيف تنظرين الى الواقع الفني العراقي وخاصة الفن الكوردي؟
- الفنَ العراقي عامَة له مرجعية وتأريخ والمدارس التي يحتويها عريقة ورغم تشتت المبدعين في أنحاء العالم فإنَهم يعملون ولهم موقعهم في البلد الذي هم فيه ولي صداقة مع العديد منهم عبر الشبكة العنكبوتية أو موقع المركز
بالنسبة للفن الكوردي ذات الشيء فهم عراقيون ولهم خصوصياتهم ولي أصدقاء خارج العراق أو داخله ومن بينهم الفنان الكبير المهجر صدرالدين أمين و المبدع الكبير خليل حسين كاكي وخالد أخوه وأختي و صديقتي أفين.
* هل لك مشروع بعرض اعمالك في كوردستان العراق؟
أترك للأيام الإجابة إن وقعت دعوتي.
