إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

النحات الراحل جواد سليم ( نصب الحرية ) ختم اسطواني سومري - د.محمد صادق رحيم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • النحات الراحل جواد سليم ( نصب الحرية ) ختم اسطواني سومري - د.محمد صادق رحيم


    تجربة جواد سليم

    د.محمد صادق رحيم

    ان التجديد غالبا ليس الذي يصدم في الفن , بل اعادة تنظيم الاشياء المألوفة اليومية بطريقة غريبة جديدة . وهذا ما صنعة الراحل جواد سليم ,, قليل من الكتاب العرب يشير الى ما حققة جواد , وكيف تم لة ذلك , ولم تكن عودة بعض الفنانين التشكيليين من الخارج مبشرا او بادئا ومدشنا لفكر فني واساليب وطنية ملمة بالتقدم الثقافي التحليلي المقارن في اوربا , بل كانوا مجرد رسل عادت محملة باساليب فنية غربية مارسوها منسوخة كما هي . لكن جواد رفع نفسة وما ييحطة من وسائل محدودة الى مستوى الخبرة وسعة التبادل العالمية للفن . لقد استفاد من الفنان الانجلييزي هنري مور مثلا ,, في اسلوبة في نحت الشخوص, وكذلك من بيكاسو وخاصة من غورنيكتة الشهيرة , اخذ الحصان الذي رمز لثورة العشرين في ملحمة الحرية وكذلك المرأة الرافعة لكتا يديها وعنف الحركة التعبيرية منة ,, لكن العمل كاملا لا نرى فية اي تأثير منسوخ , انة عمل خاص بجواد سليم
    نصب الحرية في الباب الشرقي لبغداد هو ختم اسطواني سومري مكبر من حيث فكرتة , اما اذا اردنا تشبيهة بلافتة في تظاهرة كما يرى مصمم بناؤة وقاعدتة (رفعت الجادرجي ) فسنقع بركاكة تجربتنا للشعور بفشل التصميم عموما . أذا اخذنا اي ختم اسطواني سومري ومررناة على لوح من الطين فسنحصل على نحت بارز مستطيل مؤلف من الشخوص والحيوانات والرموز يشبة الى حد بعيد نصب الحرية هذا هو الذي منح نصب الحرية مشروعيتة واصالتة العراقية .. عند النظر الى النصب من اليمين الى اليسار نرى كتلة نحتية يتبعها فراغ ثم كتلة نحتية اخرى وهكذا ...ان هذا الارتفاع والهبوط يفتح اذاننا الى صوت الطبلة الغجرية العراقية المتفردة من بعيد فهو صوت وفراغ ثم صوت ففراغ ,,,, ان هذة الحكة والتوقف ولارتفاع والهبوط تجعلنا قادرين على اخذ اي جزء من الملحمة ومعاملتة كعمل فني نحتي مستقل , لكن هذا لم يؤثر اطلاقا على النسق الفني التام والعلاقة الوطيدة بين كل اجزاء الملحمة عند النظر اليها كاملة مرة واحدة .. لقد حقق جواد سليم ذلك بقدرة فنية عالية , حيث سلم اجساد شخوصة بعظام غير مرئية عملت كمساند داخلية تعطي حركة وشكلا يميز كل المشخصات بصفة مشتركة تبعث الشعور بذلك النسق الفني المشترك العالي الذي نراة في النصب اليوم . ولهذا نستطيع النظر الى النصب كاملا لنجد كل جزء فية يكمل ويغني الاخر بجانبة في تكوين متماسك صلد . كذلك اذا توقفنا امام نصب الحرية في بغداد لمسافة عدة امتار عنة , ونسينا لدقيفة واحدة السياج القبيح في الاسفل والروائح الكريهة التي تخدش شمنا لغرقنا في شعور من الرغبة في التحرك والارتفاع والمشي بين شخوص المنحوتة ,, انها اشكال درامية تحكي قصصا تدعونا الى لمسها والحركة معها


    مجلة الثقافة الجديدة العدد 292





يعمل...
X