إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

جدلية الموت بلوحات كميران خليل برؤية معاصرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جدلية الموت بلوحات كميران خليل برؤية معاصرة

    لوحات كميران خليل .. جدلية الموت برؤية معاصرة
    دمشق-سانا
    الموت في أقصى حالاته حضورا.. أجساد تلفها الاكفان حتى تغدو غير قادرة على الصراخ ووجوه شاحبة متشابهة تختمر في الاحتضار وضمن البرزخ الشاسع بين الحياة والموت.. انه الموضوع الذي دار حوله معرض الفنان كميران خليل الذي افتتح أمس الأول في صالة الآرت هاوس.
    ويضاف إلى كل تلك الأبعاد الفلسفية للوحات العشرين التي ضمها المعرض الصياغة اللونية المبنية على إقامة التوازن بين طاقة الألوان والتجاذبات اللونية بين الأصفر والنهدي أو بين الأبيض والأسود وبين التدرجات المتفاوتة والشفافيات المتعددة للون الواحد.
    إن هذا الجمع بين طاقة الجسد العاري أو الوجه الصارخ وبين طاقة اللون استطاع أن يقيم جسرا متينا مع عين المتلقى ولاسيما أن حجم اللوحات الكبير يتيح إيضاحا أكبر لمكنونات اللعب التشكيلى بكل تفاصيله وبالتالى امكانية التدقيق في التقنية المستخدمة لبناء اللوحة ابتداء من تأسيسها بالوان الفحم مرورا بالتشكيلات البشرية الصادمة وانتهاء بالألوان الزيتية بسماكاتها المختلفة.

    واللوحة قد تعيش أكثر من الكائنات التى تتضمنها بهذه العبارة ذات الابعاد الزمنية اشتغل خليل على جدلية الموت التى يقول عنها.. عملت على موضوعة الانسان وهو يتجرد من الحياة.. انه في حالة احتضار وأفكاره مشتتة وقد تبدو صرخته مكبوتة بالنسبة للبعض لكنها في بعض اللوحات صرخة انفلتت من الفم وانتقلت إلى حالة أخرى ربما هي استمرار للحياة أو هي الموت فالخيارات مفتوحة والاحتمالات تحددها شخصية المتلقى وحالته الشعورية.
    ويعلل الفنان خليل تعريته للأجساد في لوحاته بأنه يرسم الإنسان في حالته النقية الخالية من الشوائب لذلك فإنه مضطر بحسب قوله إلى تجريده من كل شىء إلا من الكفن الذي يضعه بتشكيلات مختلفة في حين أن الوجوه تتضمن أكثر من حالة رغم اشتراكها بما يسميه كميران الموتى الأحياء فتلك الوجوه رغم موتها الا أنها لاتزال تنظر نحو المتلقى.
    ولاستخدام الألوان في هذا المعرض مرجعياته في علم الطاقة فكما يقول خليل ان لون الموف هو لون الحكمة أما الابيض فلون الكفن والاسود لون الحزن لدى الكثير من الحضارات ويأتى امتزاج الموف مع تدرجات الابيض والاسود ليخدم فكرة اللوحة رغم أننى في بعض الاحيان قد أهمل الفكرة لصالح بناء لوحة صحيحة تشكيليا.
    ويلاحظ المتابع لوجوه كميران أنه يرسم ذاته في حالات احتضاراتها المتكررة ويعلل الفنان ذلك بأنه في حال استعاض عن نفسه بأى شخص اخر فسيتم تشويه فكرته لانه يقدم نفسه من خلال لوحاته وبما ينسجم مع رؤيته لما حوله لذلك فلا حاجة له برسم الاخرين وسيكتفي برسم ذاته.
    ويشتغل الفنان على تقنية خاصة بالألوان تجمع بين ألوان الفحم والألوان الزيتية وحول ذلك يقول الفنان التشكيلي محمد كوتي .. يشتغل كميران بالفحم كمرحلة أولى ثم يستخدم الوان الزيت ضمن مجموعة طبقات من اللون تعطى سماكات مختلفة وهذه التقنية تسمى سوفوماتو التى تعود الى عصر النهضة والتي اشتغل عليها بكثرة ليوناردو دافنشي حيث ان سماكة اللون تعطى إحساسا بالقرب وقلة السماكة بالبعد لكن كميران هنا استفاد من هذه التقنية ليشكل على أساسها أسلوبه الذي يتضمن رؤية معاصرة للفن.
    ويأتى هذا المعرض استمرارا لما بدأه الفنان في مشروع تخرجه الذي تحدث عن جدلية الموت ولكن ضمن لوحات صغيرة الحجم وفي هذا يقول الناقد شيار خليل ان هذه الأعمال تعتبر استكمالا لما بدأه كميران منذ سنوات دراسته في كلية الفنون الجميلة والمميز الان هو الاحجام الكبيرة للوحات والتركيز على الوجوه وكل ذلك ضمن ايقاعات لونية مميزة واشتغال على الظل والنور مع ادخال وجه المرأة للمرة الاولى ضمن أعماله واخضاعها لحالة الموت ذاتها الى جانب الرجل.
    أما براء صليبي إحدى الحاضرات فترى أن الموت تساؤل كبير عن الإنسان فهناك من يحبه أو يكرهه أو يهرب منه وتقول.. أن أكون في معرض يضم هذا الكم من تجسيد حالات الموت ضمن تصورات جديدة فهذا يقربنى من اللوحة أحيانا ويبعدنى عنها في أحيان أخرى وخاصة في ظل التقنية اللونية المؤثرة على عين المتلقى لذلك رغم كرهى لحالة الموت في الحياة الا أن هذا الفنان وضعنى في اطار أفكاره والوانه وجذبنى اليها.
يعمل...
X