إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القاص ( فخري أنيس قعوار ) باحث ومترجم أردني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القاص ( فخري أنيس قعوار ) باحث ومترجم أردني

    فخري قعوار
    ولد فخري أنيس قعوار في الجفور (h.4) الرويشد حالياً، في التاسع من شهر حزيران لعام ألف وتسعماية وخمسة وأربعين، حصل على الثانوية من الكلية الإبراهيميّة في القدس عام 1964، ثم تابع تعليمه الجامعي فحصل على درجة الليسانس في اللغة العربية من جامعة بيروت العربية عام 1971. عمل بعد تخرجه معلماً لمادة اللغة العربيّة للصفوف الثانوية في المدارس الخاصة لمدة ثلاثة عشر عاماً متتالية، ثم انتقل للعمل في جامعة اليرموك في دائرة العلاقات العامة، وكانت آنذاك في طور التأسيس.
    شارك في تأسيس عضوية العديد من الهيئات النقابية الثقافيّة المحلية والعربية، فهو عضو مؤسس لرابطة الكتاب الأردنيين التي صار رئيساً لها فيما بعد لمدة أربع دورات امتدت منذ عام 1991 وحتى عام 1999. انتخب قعوار في عام 1992 أميناً عام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، ثم أعيد انتخابه رئيساً للاتحاد مرة ثانية عام 1995 وظل رئيساً للاتحاد العام مدة ست سنوات. وهو عضو في نقابة الصحفيين الأردنيين، وعضو في جمعية الأدب والفن الساخر البلغارية، المنتدى القومي العربي، عمان، بيروت، مؤتمر القوى الشعبية العربية. وفي عام 1989 انتخب نائباً في البرلمان الأردني عن مدينة عمان، وعمل رئيساً لتحرير صحيفة "الوحدة" الأسبوعية.
    الجوائز:
    1. جائزة محمود سيف الدين الإيراني للقصة القصيرة من رابطة الكتاب الأردنيين عام 1986.
    2. الجائزة التقديرية في أدب الأطفال من رابطة الكتاب الأردنيين عام 1983.
    3. جائزة أفضل مسرحية من جمعية المكتبات الأردنية عام 1984.
    4. جائزة الدولة التشجيعيّة عن مجموعته القصصيّة "أيوب الفلسطيني" عام 1989.
    5. جائزة يعقوب عويس لأفضل كاتب مقالة صحفيّة عام 1996.
    كما تقلد الكاتب وسام الفاتح العظيم، ليبيا، من الدرجة الأولى عام 1993.
    وفخري قعوار كاتب متعدد المواهب والإبداعات، فهو –بالإضافة لكتابته فن القصة القصيرة الذي اشتهر به- باحث وكاتب صحفي، فهو يكتب العمود الصحفي اليومي منذ عام 1975 وحتى الآن في عدة صحف، مثل: الأخبار، الدستور، الرأي الأردنية. كما يكتب الدراما الإذاعية والتلفزيونية وشارك في عشرات المؤتمرات والندوات الفكرية والأدبية محلياً وعربياً وعالمياً. حظيت أعماله باهتمام بالغ من لدن الباحثين والدارسين من طلبة الدراسات العليا والأكاديميين في الجامعات الأردنيّة والمهتمين بالأدب الأردني بوجه عام. ترجمت بعض أعماله إلى لغات عديدة، فقد ترجم كتابه "يوميات فرح سعيد" إلى اللغة الروسية، وصدر في مجلد حمل اسم مختارات من الشرق، كما تُرجم عدد من قصصه إلى اللغة الصربيّة، ونشرت في صحف بوغسلافيا السابقة الصادرة في بلغراد، ومن هذه القصص: (البولتيكا)، القنفذ، كما ترجم عدد من قصصه إلى اللغة التركية ونشرت في المجلات التركية، مثل: ماشيان، يدي أكليم، المواسم السبعة.
    حوله:
    1. د. ابراهيم خليل، فخري قعوار ثلاثون عاما من الابداع ، رابطة الكتاب الاردنيين، عمان، 1996.
    2. يارا هاشم، "فخري قعوار والقصة القصيرة" دار الكرمل، عمان 2004.
    مؤلفاته:
    القصص:

    1. ثلاثة أصوات "بالاشتراك" المطبعة الاردنية، عمان، 1972.
    2. "لماذا بكت سوزي كثيراً، المطبعة الاردنية، عمان، 1973.
    3. "ممنوع لعب الشطرنج"، المؤسسة الصحفية الاردنية، عمان، 1976.
    4. "أنا البطريرك"، رابطة الكتاب الاردنيين، 1981.
    5. "البرميل"، وزارة الثقافة الاردنية، 1982.
    6. "أيوب الفلسطيني"، دار الشروق، عمان، 1989.
    7. "حلم حارس ليلي"، دار الآداب، بيروت، 1993.
    8. "درب الحبيب"، الدار العربية، بيروت، 1996.
    9. الاعمال القصصية، مؤسسة حمادة، عمان 2004.
    الروايات:
    1. "عنبر الطرشان"، (رواية)، دار جاد، عمان، 1996.
    أدب الأطفال
    1. "من الفراشة الملونة إلى الطيور المهاجرة"،(قصص قصيرة)، وزارة الثقافة والشباب، عمان، 1980.
    2. "وطن العصافير" (مسرحية)، دار الافق، عمان، 1983.
    3. "حديث مع أميمة" (في الأدب الشعبي)،دار جاد، عمان، 1991.
    الأدب الساخر
    1. يوميات فرحان فرح سعيد، دار الافق الجديد، عمان1982.
    2. مراسم جنازتي، دار الكرمل، عمان، 1994.
    3. لحن الرجوع الأخير، اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 1998.
    وله:
    1. ليالي الانس، (في تجربة الكاتب القصصية)، مكتبة عمان، عمان، 1990.
    2. أوراق في الفن، رابطة المسرحيين الاردنيين، عمان، 1985.
    3. شجرة الورد، (مقالات)، وزارة الثقافة، عمان، 1998.
    ترجم:
    1. "السلحفاة والأطفال" (حكايات مترجمة) 1979.
    2. "رجل وامرأة"، (قصص) دار جاد، عمان، 1996.
    قصة:
    في بيتي طائر
    *فخري قعوار

    في اللّيل، في وقت متأخِّر من اللّيل، سمعت طرقاً على باب منزلي؛ فتحت البا، فوجدت رجلاً متعباً، كالمرضى أو أشباه الموتى. طلب كوب ماء ومبيت ليلة، فأدخلته ، وسقيته ماء، وقدَّمت له طعاماً، وهيَّأت له سريراً، ونام.
    في اليوم التالي، لم يتكلّم، ولم يخرج منالمنزل. فاحترمت صمته، وبقيت ساكتاً أنا أيضاً، وقدَّرت حاجته للطعام، فوفَّرت له ثلاث وجبات على أنغام الموسيقى، ومصى اليوم.. وفي اليوم الذي تلاه، قلت: لا بدَّ أن يحزم أمره للرحيل، فصنعت له فنجان قهوة، وفنجاناً آخر لي، وجلست إلى جواره حول طاولة الطعام.
    قلت له:
    -أما لم أتعرَّ على الأخ!
    ظننت أنَّه لم يسمع، فأعدت كلامي نفسه مرَّة ثانية، فقال:
    -أنا طائر!
    فاستغربت جوابه، وتمالكت غضبي، وقلت:
    -لكنَّك بلا جناحين أو منقار أو ريش.
    وعاد فسكت قليلاً، ثمَّ أضاف:
    -هذه أوصاف لم تعد مهمّة.
    ورشف رشفة من فنجان القهوة وقال:
    -أنا طائر مهاجر من وراء البحار.
    ومنذ أن قال ذلك، بدأت "أستثقل" دمّ الرجل. وسألته عمَّا إذا كان يرغب في إطالة إقماته في بيتي، فقال:
    -نعم.
    في اليوم الرابع، بدأت ملامح العافية تظهر على وجه مضيفي، وخرج من غرفة النوم قائلاً:
    -أين مكتب البريد في مدينتكم؟
    فسألته عن حاجته لمكتب البريد، فقال:
    -أريد أن أبعث في طلب زوجتي وأولادي، كي يقيموا معي هنا.
    فقلت:
    -لكنَّك لم ترَ شيئاً في المدينة كي تبعث في طلبهم.
    فقال وهو يخرج رسالة مغلَّفة من جيب البيجاما:
    -ليس مهمَّاً أن أرى المدينة، فنحن نعرفها من كتب الجغرافيا.
    وكانت هذه هي المرَّة الأولى التي يستعمل فيها ضيفي كلمة "نحن" بدلاً من "أنا"، فتطوَّر "الاستثقال" إلى كراهية لم أقدر على مقاومتها.
    قلت له بضيق:
    -ما دامت رؤية المدينة غير مهمَّة، فما فهو المهمّ؟
    قال بثقة واستعلاء:
    -المهمّ شقّتك.. إنَّها مريحة، وتتوفَّر فيها كلّ اللوازم التي نحتاجها للإقامة.
    قلت:
    -ولكنَّها شقّتي أنا، واللوازم لي!
    ضحك الرجل الضيف ضحكة طويلة، ولم يعلِّق بكلمة واحدة، ثمَّ قفل داخلاً إلى غرفة النوم، وخرج بعد لحظات وقد ارتدى ملابسه. وقبل أن يخرج سألني إن كنت سأبقى في البيت، فقلت له إنَّني باق، فقال:
    -على كلّ حال، إذا رغبت في الخروج فلا تقلق بشأني، فقد حلت على نسخة من مفتاح الباب الخارجي، وجدتها في غرفة النوم.
    وخرج، وتركني أضرب كفّاً بكفّ، وأفكِّر جدّياً في التخلُّص من هذا الطائر الوديع، الذي فرض وجوده في البيت عدَّة أيّام.
    في اليوم الخامس طلبت منه مغادرة المنزل، فرفض ضاحكاً ضحكته الطويلة المميّزة.
    في اليوم السادس، كرّرت الطلب، فغضب وصاح في وجهي قائلاً:
    -إذا أعدت هذا الكلام مرَّة أخرى، سأكسر جمجمتك!
    وأعدت الكلام نفسه في اليوم السابع، فأخرج من جيبه مسدّساً، وحشاه بالرصاص وقال:
    -سأسامحك هذه المرَّة، لأنّك لا تعرف إنّي شريكك في عقد الإيجار.
    وركضت مثل أرنب برِّي نحو ملفٍّ لأوراقي الرسميّة، وفتحت على عقد الإيجار، فلم أجد له اسماً فيه، وقلت:
    -ها هو عقد الإيجار، باسمي وحدي!
    قال بخيلاء الطواويس:
    -لكنَّ نسختي من العقد تقول إنّنا شركاء.
    ومنذ ذلك الحين، أصبحنا شركاء في كلّ شيء في المنزل، أعني منزلي، إلى أن جاءت أسرته التي بعث في طلبها، فاستأذن منّي بالبقاء هو والأسرة فقط، لأنّ المنزل لم يعد يتّسع للجميع، فقلت له:
    -ولكنَّنا شركاء. شركاء بموجب نسخة العقد الذي بحوزتك.
    قال:
    -أبداً. العقد باسمي وحدي. وأستطيع أن أثبت ذلك أمام المحاكم.
    وعاد فأخرج مسدَّسه مرَّة أخرى، وأمرني بالخروج الفوري، مفضِّلاً ذلك على الوقوف أمام المحاكم، فخرجت، وأوكلت قضيَّتي لمحامين، كانوا يفوزون بقرار من المحكمة يقضي بأحقيَّتي في البيت، لكنَّ المحكمة أشبعتني ورقاً وقرارات، وأنا ما أزال خارج بيتي.
    *من مجموعة "حلم حارس ليلي".
يعمل...
X