تويت
نزيه بدور.. تجربة فريدة في شتى أصناف الابداع الأدبي والفكري
سانا - 30/05/2015
ينفرد القاص الروائي الدكتور نزيه بدور بتجربة ابداعية جعلت منه علماً من أعلام حمص في مختلف أيقونات الثقافة الفكرية والأدبية والسينمائية والعلمية الذي لم يأل جهداً في إبراز الدور الحضاري لمحافظته في مختلف الظروف.
وعن تجربته الابداعية وانعكاس التعليم الأكاديمي على ثقافة المبدع أوضح بدور في حوار مع سانا أن التعليم الاكاديمي يؤثر في ثقافتنا ولكن واقع الحياة الثقافية في بلدنا يقدم لنا كثيراً من الأسماء اللامعة في الأدب من أطباء وفيزيائيين وغيرهم وهذا شائع في تاريخ الأدب عالمياً وخير مثال عليه الطبيب انطون تشيخوف وفي سورية الطبيب الروائي الراحل
عبد السلام العجيلي.
وأضاف بدور الاستاذ في جامعة البعث اختصاص هندسة جسور أن هناك عدة عوامل تؤثر في صقل ثقافة المبدع ومنها المؤسسات التعليمية والاعلامية وكذلك التربية المنزلية والبيئة الثقافية التي تحيط به فالتربية المنزلية لعبت دوراً في تشجيعه على القراءة ثم جاء الوقت الذي انتمى فيه إلى جمعيات ثقافية أهلية كنادي السينما وجمعية العاديات التاريخية كما أنه تأثر بشخصية الدكتور سمير ضاهر الذي غادر وترك عظيم الأثر في نفسه كعاشق للفن السابع ومتذوق للموسيقا وكذلك عالم الأثار ملاتيوس جغنون كمثل ومعلم.
ورأى ان التجربة الأدبية تنضج بالممارسة وعلى الكاتب أن يتفاعل مع العالم الذي يجمعه بالآخرين ويعمل على خلق عالم فريد من خلال فعل التخيل بلغة وأسلوب خاص به وهو شخصيا يحاول القراءة المستمرة والاطلاع على النظريات النقدية والاحتكاك بالوسط الثقافي في سورية من أجل تطوير تجربته السردية كي يحظى ببصمة خاصة تميزه عن غيره.
ووصف الرواية بنها سيدة الأجناس الأدبية وروايته “إعلان مقتل الدكتور علي” التي صدرت في عام 2006 والتي تتحدث عن آثار هجرة الأدمغة على المجتمع المحلي لاقت قبولا كبيراً من مختلف فئات المجتمع فبطل الرواية هو الحدث الروائي بحد ذاته والمصير التراجيدي لشخوصها والشحنات العاطفية الانفعالية في لغة السرد.
في حين أن مجموعته القصصية على شفا حب هي بمثابة إعلانات هزيمة مؤقتة للحب أمام ثقافة البورنو والمصلحة الانتهازية وثقافة الاستهلاك وأراد من خلال قصصها الخمس عشرة أن يغوص في حياة رجال الأعمال الميسورين ومن يدور في فلكهم من نساء وهناك قصص أخرى تتحدث عن الوسط الأدبي والإعلامي وعلاقاته الإنسانية والقوانين التي تحكم علاقة الجنسين في ذلك الوسط الذي يشكل أو ينبغي أن يشكل ضمير الأمة ووجدان التاريخ.
وحول أوجاع المشهد الثقافي في حمص قال بدور إن “المشهد الثقافي يعاني من آثار الأزمة ولكن المخلصين الأوفياء من أبناء حمص يرفضون الاستسلام ويتمسكون بأهداب الحياة الثقافية والمطلوب من المثقف الوقوف أمام ثوابت الوطن والمواطنة والإخلاص في ممارسته الثقافية لرموز السيادة ووحدة وطنه وقدسية ترابه فيما يقع على عاتق الجهات المعنية الانفتاح على الجمعيات الثقافية الأهلية المشهرة والمرخصة وهذا مابدأت مديرية الثقافة في حمص العمل عليه”.
وعبر عن ثقته بأن قوة إرادة أبناء حمص من المثقفين والناشطين الثقافيين تذلل جميع العوائق وتبث روح الحياة الثقافية فيها من جديد.
وأوضح بدور الذي يشغل منصب مدير النادي السينمائي بحمص أن جديد أعماله كتاب في النقد السينمائي الأدبي بعنوان تقنيات السرد بين الرواية والسينما لافتاً إلى أن نادي السينما بحمص هو من أهم نوادي السينما في سورية وهو النادي الذي لم ينقطع عن تقديم عروض الأفلام أسبوعياً منذ 15-1-2008 إلى يومنا هذا ونقل نشاطه إلى جامعة البعث عندما تعذر العرض في وسط المدينة ثم عاد إلى مكانه المعهود في صالة المركز الثقافي.
ولد نزيه بدور في قرية جنوب شرقي حمص تشتهر ببيوتها الطينية المطلية بالكلس والحوار على رأس واكتاف تل أثري يحوي في جوفه آلاف الرقم الفخارية وينام على ذكريات حضارة عمرها آلاف السنين ودرس الهندسة المدنية في مدينة لينيغراد الروسية حيث تأثر بفنون الثقافة فيها وما تكتنزه من متاحف للفنون والعمارة ومراكز للآداب والموسيقا ومسارح أوبرا وباليه وموسيقا كلاسيكية فعشق الأدب الروسي الكلاسيكي وكانت تجربته الأولى مع الأدب والنقد الأدبي فقام بترجمة كتاب الغموض في الشعر العربي المعاصر للقاص والناقد الدكتور دريد يحيى الخواجة من اللغة العربية إلى الروسية .
حنان سويد
سانا - 30/05/2015
ينفرد القاص الروائي الدكتور نزيه بدور بتجربة ابداعية جعلت منه علماً من أعلام حمص في مختلف أيقونات الثقافة الفكرية والأدبية والسينمائية والعلمية الذي لم يأل جهداً في إبراز الدور الحضاري لمحافظته في مختلف الظروف.وعن تجربته الابداعية وانعكاس التعليم الأكاديمي على ثقافة المبدع أوضح بدور في حوار مع سانا أن التعليم الاكاديمي يؤثر في ثقافتنا ولكن واقع الحياة الثقافية في بلدنا يقدم لنا كثيراً من الأسماء اللامعة في الأدب من أطباء وفيزيائيين وغيرهم وهذا شائع في تاريخ الأدب عالمياً وخير مثال عليه الطبيب انطون تشيخوف وفي سورية الطبيب الروائي الراحل
عبد السلام العجيلي.
وأضاف بدور الاستاذ في جامعة البعث اختصاص هندسة جسور أن هناك عدة عوامل تؤثر في صقل ثقافة المبدع ومنها المؤسسات التعليمية والاعلامية وكذلك التربية المنزلية والبيئة الثقافية التي تحيط به فالتربية المنزلية لعبت دوراً في تشجيعه على القراءة ثم جاء الوقت الذي انتمى فيه إلى جمعيات ثقافية أهلية كنادي السينما وجمعية العاديات التاريخية كما أنه تأثر بشخصية الدكتور سمير ضاهر الذي غادر وترك عظيم الأثر في نفسه كعاشق للفن السابع ومتذوق للموسيقا وكذلك عالم الأثار ملاتيوس جغنون كمثل ومعلم.
ورأى ان التجربة الأدبية تنضج بالممارسة وعلى الكاتب أن يتفاعل مع العالم الذي يجمعه بالآخرين ويعمل على خلق عالم فريد من خلال فعل التخيل بلغة وأسلوب خاص به وهو شخصيا يحاول القراءة المستمرة والاطلاع على النظريات النقدية والاحتكاك بالوسط الثقافي في سورية من أجل تطوير تجربته السردية كي يحظى ببصمة خاصة تميزه عن غيره.
ووصف الرواية بنها سيدة الأجناس الأدبية وروايته “إعلان مقتل الدكتور علي” التي صدرت في عام 2006 والتي تتحدث عن آثار هجرة الأدمغة على المجتمع المحلي لاقت قبولا كبيراً من مختلف فئات المجتمع فبطل الرواية هو الحدث الروائي بحد ذاته والمصير التراجيدي لشخوصها والشحنات العاطفية الانفعالية في لغة السرد.
في حين أن مجموعته القصصية على شفا حب هي بمثابة إعلانات هزيمة مؤقتة للحب أمام ثقافة البورنو والمصلحة الانتهازية وثقافة الاستهلاك وأراد من خلال قصصها الخمس عشرة أن يغوص في حياة رجال الأعمال الميسورين ومن يدور في فلكهم من نساء وهناك قصص أخرى تتحدث عن الوسط الأدبي والإعلامي وعلاقاته الإنسانية والقوانين التي تحكم علاقة الجنسين في ذلك الوسط الذي يشكل أو ينبغي أن يشكل ضمير الأمة ووجدان التاريخ.
وحول أوجاع المشهد الثقافي في حمص قال بدور إن “المشهد الثقافي يعاني من آثار الأزمة ولكن المخلصين الأوفياء من أبناء حمص يرفضون الاستسلام ويتمسكون بأهداب الحياة الثقافية والمطلوب من المثقف الوقوف أمام ثوابت الوطن والمواطنة والإخلاص في ممارسته الثقافية لرموز السيادة ووحدة وطنه وقدسية ترابه فيما يقع على عاتق الجهات المعنية الانفتاح على الجمعيات الثقافية الأهلية المشهرة والمرخصة وهذا مابدأت مديرية الثقافة في حمص العمل عليه”.
وعبر عن ثقته بأن قوة إرادة أبناء حمص من المثقفين والناشطين الثقافيين تذلل جميع العوائق وتبث روح الحياة الثقافية فيها من جديد.
وأوضح بدور الذي يشغل منصب مدير النادي السينمائي بحمص أن جديد أعماله كتاب في النقد السينمائي الأدبي بعنوان تقنيات السرد بين الرواية والسينما لافتاً إلى أن نادي السينما بحمص هو من أهم نوادي السينما في سورية وهو النادي الذي لم ينقطع عن تقديم عروض الأفلام أسبوعياً منذ 15-1-2008 إلى يومنا هذا ونقل نشاطه إلى جامعة البعث عندما تعذر العرض في وسط المدينة ثم عاد إلى مكانه المعهود في صالة المركز الثقافي.
ولد نزيه بدور في قرية جنوب شرقي حمص تشتهر ببيوتها الطينية المطلية بالكلس والحوار على رأس واكتاف تل أثري يحوي في جوفه آلاف الرقم الفخارية وينام على ذكريات حضارة عمرها آلاف السنين ودرس الهندسة المدنية في مدينة لينيغراد الروسية حيث تأثر بفنون الثقافة فيها وما تكتنزه من متاحف للفنون والعمارة ومراكز للآداب والموسيقا ومسارح أوبرا وباليه وموسيقا كلاسيكية فعشق الأدب الروسي الكلاسيكي وكانت تجربته الأولى مع الأدب والنقد الأدبي فقام بترجمة كتاب الغموض في الشعر العربي المعاصر للقاص والناقد الدكتور دريد يحيى الخواجة من اللغة العربية إلى الروسية .
حنان سويد