إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في دير الزور صناعة الفخار معلم تراثي تعود بدايتها للألف السادس قبل الميلاد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في دير الزور صناعة الفخار معلم تراثي تعود بدايتها للألف السادس قبل الميلاد

    صناعة الفخار في دير الزور
    معلم تراثي تعود بدايتها للألف السادس قبل الميلاد


    دير الزور - سانا

    تقرير: معاوية طعمةصناعة الفخار.. من أقدم وأهم الحرف التقليدية التراثية في محافظة دير الزور والتي تعكس براعة صانعها وذوقه من خلال دقة انحناءات المنتجات الفخارية وصقلها وتناسق أبعادها ودرجة نقاوتها من الشوائب وجمالية زخارفها والألوان الداخلة فيها.
    وتبين التنقيبات الأثرية التي جرت في حضارات الفرات الأوسط مثل ماري ودورا اوربوس وقرقيسياء أن صناعة الفخار بدأت في تلك الحضارات منذ الألف السادس قبل الميلاد باستخدام الطين غير المشوي والمصنوع من مزيج الغضار النهري والماء وكان يتم تشكيل الأواني الفخارية باليد إلى أن صنع الإنسان الدولاب الخشبي في الألف الرابع قبل الميلاد وفي الألف الأول قبل الميلاد استخدم الإنسان الفراتي مواد زجاجية مذابة لطلي سطوح الأواني الفخارية ثم ازدهرت صناعة الفخار في هذه المنطقة في العصر العباسي.
    الباحث الآثاري ياسر شوحان أوضح أن الأواني الفخارية كانت تصنع وفق ثلاثة قياسات الصغيرة وتستخدم لحفظ العطور والأدوية والمتوسطة للطبخ أما الكبيرة فتستعمل لتخزين المواد الغذائية والحبوب وكان الشكل السائد في صناعة الأواني الفخارية هو الشكل المدبب من الأسفل العريض من البطن والضيق في العنق مع اتساع الفوهة وكان يصنع من الفخار أيضا الكرات الحربية التي تضرب بواسطة المنجنيق وكانت تحشى بالزجاج المكسر أو المواد الحمضية.
    وأشار إلى أن الفنون التزيينية على الأواني الفخارية تم استخدامها منذ الألف الرابع قبل الميلاد حيث كانت ترسم صور الإنسان والطيور والأسماك والزواحف إضافة إلى بعض الأشكال الهندسية كالخطوط المنحنية والمستقيمة والمتقاطعة فيما ساد اللونان الأسود والأحمر القرمزي في طلاء الأواني الفخارية فيما استخدمت بقية الألوان في العصور اللاحقة.
    ويشرح الحرفي عبد الله الحسن طريقة صناعة الأواني الفخارية قائلا إنه يتم الحصول على الطين وهو المادة الأساسية لهذه الحرفة من التربة الغضارية المنتشرة على ضفاف نهر الفرات ويشير إلى أن العمل في حرفة صناعة الفخار يحتاج إلى دقة وحذر في التعامل مع الطين كي لا يتحول إلى قطع أثناء تشكيله موضحا أن الأدوات المستخدمة في هذه الحرفة هي نفسها المستخدمة منذ الأزل وهي الدولاب اليدوي.
    وأشار إلى أن أهم الأواني الفخارية التي تصنع في محافظة دير الزور هي المزامل التي تستخدم لحفظ الماء باردا والخوابي والجرار لحفظ السمن والزيوت وأحواض زراعة النباتات إضافة إلى المنتجات الفخارية المعدة للزينة لافتا إلى إقبال السواح الأجانب على شراء الأواني الفخارية خاصة الصغيرة منها كالصحون والكؤوس وأواني الزينة.
    من جهته قال عبد القادر سلامة مدير الثقافة في دير الزور إن صناعة الفخار تشكل تراثا عريقا في المحافظة وجزءا من موروثها الثقافي والحضاري والشعبي عبر الزمن ولكنها بدأت تشهد تراجعا نوعا ما بسبب دخول الأدوات المنزلية الحديثة وانحسار استخدامها في البيوت القديمة التي لا تزال تحافظ على التراث القديم وتتمسك بعادات الاستخدام المنزلي التقليدية لأدوات الطبخ والتبريد والتخزين.
    وأشار مدير الثقافة إلى أهمية دعم هذه الحرفة عبر تعليمها للأجيال من خلال إنشاء معهد متخصص لتعليم هذه الحرفة وإدخال الأساليب الحديثة في صناعتها وابتكار منتجات جديدة فيها بما يسهم في الحفاظ على هذا النوع من الموروث الشعبي في المحافظة وتنشيط السياحة الثقافية والتراثية فيها.
يعمل...
X