إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في ذكرى معركة المزرعة - بقلم: وليد أبو فخر - إعداد : فريد ظفور

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في ذكرى معركة المزرعة - بقلم: وليد أبو فخر - إعداد : فريد ظفور

    في ذكرى معركة المزرعة
    بقلم: وليد أبو فخر

    إعداد : فريد ظفور
    في الثاني من آب، حلت ذكرى معركة المزرعة المجيدة التي استطاع ثوار جبل العرب بقيادة المجاهد سلطان باشا الأطرش، أن ينتصروا بها على واحد من الجيوش الفرنسية المجهزة بأحدث الأسلحة في ذلك التاريخ من الدبابات والطائرات والمدفعية وألوية المشاة والخيالة المدربة جيداً على معارك الجبال. ذلك الانتصار الباهر الذي حدث في 1 و2 و3 آب عام ،1925 إذ نزل الجنرال ميشو في محطة إزرع للقطارات يقود جيشاً قوامه اثنا عشر ألف جندي وضابط لإخماد الثورة الناشبة في جبل العرب ولاستعادة هيبة فرنسا التي مُرّغت في التراب بعد إبادة حملة الكابتن فورمان في معركة "الكفر" ولتحرير الفرنسيين المحاصرين في قلعة السويداء.
    كان القتال يدور كرّاً وفراً بين الثوار والقوات الفرنسية، وكانت ليلة الثالث من آب عندما أحكم الثوار الحصار على الفرنسيين، ليلةً دامية قرب نبع المزرعة، وما إن طلع الصباح حتى كان المجاهدون يخترقون تحصينات العدو ويقتحمون متاريسه، وجرت اشتباكات بالسلاح الأبيض لشل عمل الطائرات والمدفعية ولتحول دباباته إلى هياكل معدنية محروقة على أديم الأرض وسياراته المصفحة مقلوبة إلى جانب جثث سدنتها وأطقمها.
    وما إن انتصف النهار حتى تحول الجيش الفرنسي إلى أشلاء ممزقة، وبات جنوده الذين نجوا من الموت بأعجوبة يهيمون على وجوههم، يحاولون الوصول إلى محطة قطارات إزرع، وكأن عقولهم قد خالطها الخبل لشدة المعركة، وما شاهدوه خلالها. فقد بلغت خسائر الفرنسيين في تلك المعركة عدة آلاف من الجنود والضباط إلى جانب المئات من الجنود الأسرى. وقد استشهد من الثوار ما يقارب الأربعمئة شهيد من خيرة المجاهدين وفرسانهم الميامين.
    يقول الدكتور عبد الرحمن الشهبندر في مذكراته عن معركة المزرعة "حاولت أن أحصي عدد الجثث طوال ساعتين وأنا أمشي في ساحة المعركة، فلم أستطع أن أحصيها، فهذه أهم معركة تحدث في تاريخنا الحديث منذ ذكر الواقدي أخبار الفتوحات الأولى".
    ومن نتائج المعركة:
    1- تدمير الجيش الفرنسي بقيادة الجنرال ميشو وجرح قائده، واستيلاء الثوار على كميات كبيرة من العتاد والسلاح، من بينها عدد من المدافع والرشاشات الثقيلة، أمدت الثوار بقوة في المعارك القادمة.
    2- ارتفاع معنويات الشعب بعد أن وصلت أخبار الانتصار إلى سائر أنحاء البلاد، وبدأ الاستعداد للثورة العامة في دمشق وحمص وحماة والجولان.
    3- وحدت الصفوف وجلبت إلى الثورة العناصر المترددة والخائفة، إذ وصل إلى موقع المعركة في 20 آب وفود تمثل حوران وبني صخر وبني الخرويشة، ووفود من الإقليم تعلن تأييدها للثورة واستعدادها للانخراط في العمل الثوري.
    إن معركة المزرعة المجيدة جديرة بالتقدير والاحترام وإيلائها الاهتمام والاحتفاء بها سنوياً، لما لها من أهمية في التاريخ الوطني الحديث .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    في ذكرى معركة المزرعة - بقلم: وليد أبو فخر - إعداد : فريد ظفور
يعمل...
X