(حمص عبر التاريخ).. دراسة موسوعية تاريخية
وجغرافية لنسيج حمص المعماري والاجتماعي




دمشق - سانا
يعد كتاب( حمص عبر التاريخ ) للباحث محمد فيصل شيخاني الصادر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب دراسة موسوعية تاريخية وجغرافية ووصفية أثرية للنسيج المعماري والاجتماعي لهذه المدينة.
وركز الباحث في هذا الكتاب الذي راجعه الدكتور هشام سعيد الحلاق على أهم المعالم التاريخية لمدينة حمص وما ارتبط بها من شخصيات وأحداث بدءاً من العصور الإسلامية الأولى وما قبلها وحتى العصر المملوكي إضافة إلى بعض المعالم الحديثة.
ويسلط شيخاني الضوء على جماليات الأمكنة من حيث طراز بنيانها وأنواع حجارتها وكيفية استفادة سكان حمص من الأحجار البركانية السوداء ومن الكلس والحوار في اشادة مآذنها المربعة إضافة إلى الحديث عما لحق بآثار المدينة من ترميمات وزيادات وتجميل.
ويمثل الكتاب جهداً فكرياً متميزاً استطاع مؤلفه أن ينجح في جعله ذاكرة لمدينته حمص بنكهة ممزوجة بعطر الماضي وأن يجعل منه سجلاً تاريخياً مهماً وبالتالي مرجعاً منهجياً لكل المهتمين بالدراسات والبحوث المستقبلية حول هذه المدينة أو حتى المدن الأخرى.
ويشير شيخاني في مقدمة كتابه إلى أنه أراد من هذه النصوص جمع كل ما يتعلق بحمص في التاريخ والجغرافيا والعمارة والآثار والاجتماع واللغة في صف متماسك ومنهج علمي مدروس لافتاً إلى أن ما ساعده على إنجاز هذا الكتاب هو مزاولته الكتابة ولسنوات طويلة في القضايا التاريخية والاجتماعية والمتحفية وإطلاعه على كل ما يخص العمارة في عدد من الدول العربية والأوروبية.
وقسم المؤلف كتابه الى أربعة أبواب شرح في الاول منها تاريخ حمص وجغرافيتها أما الباب الثاني فتحدث فيه عن العمائر العثمانية في سورية والجوامع والمساجد القديمة وجوامع ومساجد مبنية في أواخر العهد العثماني إضافة إلى المساجد والجوامع المجددة والحديثة في مدينة حمص ومثوى الأعلام فيها فضلاً عن الجوامع والمجمعات الحديثة والكنائس.
بينما سرد الباب الثالث في فصول أربعة تفاصيل الحي السكني ومفرداته المعمارية المختلفة وبعض العادات والتقاليد في المدينة ونسيجها المعماري في الوقت الحاضر إضافة إلى عرض معلومات عن أسواقها وخاناتها.
في حين خصص شيخاني الجزء الرابع من الكتاب للحديث عن أهمية حمص الاقتصادية والتجارية وعن أبرز أسواقها القديمة والحديثة لجهة أسمائها ومحتوياتها وطرق التعامل فيها إضافة إلى الحديث عن خانات حمص وطواحينها وحماماتها وتراثها المعماري الأصيل.
كما أفرد الكاتب ملحقاً كاملاً عن مخططات وصور مدينة حمص ضم مجموعة من أهم معالمها ومخططاتها المعمارية مع تدعيمها بالإشارة إلى مواقعها وبعض المعلومات الأساسية عنها.
باهل قدار