Announcement

Collapse
No announcement yet.

الشاعر ( سميح الشريف ) أديب وباحث أردني

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • الشاعر ( سميح الشريف ) أديب وباحث أردني

    سميح الشريف
    ولد سميح الشريف في بلعا، طولكرم، عام 1931، يعمل في حقلي التجارة والصحافة، وهو عضو في اتحاد الأدباء والكتاب الأردنيين، ورئيس سابق لنادي أسرة التعلم الثقافي في الزرقاء.

    مؤلفاته:
    1. خطوات (شعر)،1980
    2. الاجتياز (شعر)، 1980
    3. هاشميتان (شعر).
    4. في خدرالعروس اللامية.
    5. أرض بلاجهات.
    6. أفاويق.
    7. العقل لعبة الطبيعة، د.ن، 2002

    تراتيل كنعانية
    شعر سميح الشريف
    بيتُ كنعان أبي معبد الماء في المتوسط ، لا يبرح الماء معبده، لا،
    وليس أبي ذاك من يوشك الآن أن يبرحه.
    غنِّ كنعان ترانيمك في معبد الماء، تهدر أمواجه في الأعالي مسبّحةً،

    ثمّ تسجد خاشعةً في محاربيه، تلثم الأضرحة.
    والفضاء المموّه بالضوء ينشر أجنحة الطير سقفاً لبيت أبي،

    والرياحُ زِحامٌ على ضوعة العطر فوق مباخرهِ،
    ساعداً كالتسابيح من ورق البرتقالِ
    أفق يا صباح فلسطينَ،
    من خشعة الوهم، من غشية الحلمِ
    من بسمةٍ مُترحة.
    عُشْبةُ الأرضِ كافورُ الصبحِ في بيت كنعانَ، هذا الوليُّ،

    وزيتونة الحقلِ في يده مسبحة.
    مَنْ تُرى يسمهع الآن صوت أبي،

    صاعداً من كُوى أورِ سالَم،
    من بيت (ملكي الجليل)، مهيب الصدى،
    قادماً كالرعود البعيدةِ،
    مَن يشهد الصبحَ في بيته طالعاً،
    بيته فلَكٌ لا تغيب كواكبُهُ،
    والمساءُ سِيالٌ على صبحه الأزليّ،
    اكتبي يا بذور البقاءِ ملاحمه، فالعصور القباحُ ترمِّمُ فيه ملامحها،
    والغريب الذي أتعب التّيهُ أقدامَه، ينزع الآن أسمال غربتهِ،
    ويزيّفُ في سِمتهِ ملمَحه.
    للغزاةِ زمانٌ يمرُّ، كما رجفةُ الريح تشهق إعصارَها، ولك الأزمنة،
    يداً تستردُّ بها الأمكنة،
    وأبي جالسٌ في غضارتها،
    مثلما يجلس الصخرُ في الماءْ،
    مثلما يجلس الرعبُ في أعين الجبناءْ،
    بيت كنعان في بهْوِهِ فرس النارِ تزفر حقدَ القرونِ وتبغي صواعَقها الأجنحة.
    إيهِ فينيقُ، هيّا انتفض من رمادكَ

    لا تحترق بعدُ ثانيةٌ،
    إنه يوشعُ القبليُّ يحرِّمُ بالسيف والنار وجهَكَ،
    لا ترتفق يا أبي ساعداً خذلَك،
    لا تقاتل بيدٍ ليست يدكْ،
    ذات يومٍ قاتلت عنك قتالا قتلك،
    لا تراهن على فرسٍ ليس لكْ،
    أنت عمّدت بماء النار فينا حسدكْ
    حاذر الآن مَن معك،
    القبائل من خارج السور معك،
    حاذرِ الآن مَنْ معك،
    القبائل من داخل السور معك،
    كلهم في بيتكَ راحابُ، وراحابُ معك.
    يا أبي، لا تُعرْ أحداً مسمعك
    لا تصدق لهم أعيناً ذرفت أدمعك،
    ربما تلك أدمعُهم، ربما تسكب الدمعَ عيونٌ فرِحة.
    زغردي يا رياحَ الأعاصير بين جناحيه،

    من زهرة النار حينينَ
    من جمرة الثأر في دير ياسين، فاتحة الشهداء،
    فالسماء هناك السماءُ التي لم تغادر مراتبها،
    والضياءُ سرارُ النجوم على درج الأنبياء، يردّث عليه ذوائبها،
    والرياح هناك الرياح التي لم تفارق ملاعَبها،
    والبقاءُ رهانٌ مع الصخر، يصنع فوق التراب ترائَبها
    يا أبي، عائدٌ أنتَ،

    كي تستردْ السنين التي أزهرت بدماء الفداء،
    فالدماءُ تنادي الدماءْ،
    إنها حارسُ الكبرياء،
    يا أبي، لا تصالح على الكبرياء،
    لا تصافحْ يدَ المذبحة...
Working...
X