إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كلمات قصيدة / كفى بك داء أن ترى الموت شافيا / - من شعر: المتنبي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كلمات قصيدة / كفى بك داء أن ترى الموت شافيا / - من شعر: المتنبي

    كفى بك داء أن ترى الموت شافيا - من شعر: المتنبي


    كفى بكَ داءً أنْ ترَى الموْتَ شافِيَا ** وَحَسْبُ المَنَايَا أنْ يكُنّ أمانِيَا
    تَمَنّيْتَهَا لمّا تَمَنّيْتَ أنْ تَرَى ** صَديقاً فأعْيَا أوْ عَدُواً مُداجِيَا
    إذا كنتَ تَرْضَى أنْ تَعيشَ بذِلّةٍ ** فَلا تَسْتَعِدّنّ الحُسامَ اليَمَانِيَا
    وَلا تَستَطيلَنّ الرّماحَ لِغَارَةٍ ** وَلا تَستَجيدَنّ العِتاقَ المَذاكِيَا
    فما يَنفَعُ الأُسْدَ الحَياءُ من الطَّوَى ** وَلا تُتّقَى حتى تكونَ ضَوَارِيَا
    حَبَبْتُكَ قَلْبي قَبلَ حُبّكَ من نأى ** وَقد كانَ غَدّاراً فكُنْ أنتَ وَافِيَا
    وَأعْلَمُ أنّ البَينَ يُشكيكَ بَعْدَهُ ** فَلَسْتَ فُؤادي إنْ رَأيْتُكَ شَاكِيَا
    فإنّ دُمُوعَ العَينِ غُدْرٌ بِرَبّهَا ** إذا كُنّ إثْرَ الغَادِرِين جَوَارِيَا
    إذا الجُودُ لم يُرْزَقْ خَلاصاً من الأذَى ** فَلا الحَمدُ مكسوباً وَلا المالُ باقِيَا
    وَللنّفْسِ أخْلاقٌ تَدُلّ على الفَتى ** أكانَ سَخاءً ما أتَى أمْ تَسَاخِيَا
    أقِلَّ اشتِياقاً أيّهَا القَلْبُ رُبّمَا ** رَأيْتُكَ تُصْفي الوُدّ من ليسَ صافيَا
    خُلِقْتُ ألُوفاً لَوْ رَجعتُ إلى الصّبَى ** لَفارَقتُ شَيبي مُوجَعَ القلبِ باكِيَا
    وَلَكِنّ بالفُسْطاطِ بَحْراً أزَرْتُهُ ** حَيَاتي وَنُصْحي وَالهَوَى وَالقَوَافِيَا
    وَجُرْداً مَدَدْنَا بَينَ آذانِهَا القَنَا ** فَبِتْنَ خِفَافاً يَتّبِعْنَ العَوَالِيَا
    تَمَاشَى بأيْدٍ كُلّمَا وَافَتِ الصَّفَا ** نَقَشْنَ بهِ صَدرَ البُزَاةِ حَوَافِيَا
    وَتَنظُرُ من سُودٍ صَوَادِقَ في الدجى ** يَرَينَ بَعيداتِ الشّخُوصِ كما هِيَا
    وَتَنْصِبُ للجَرْسِ الخَفِيِّ سَوَامِعاً ** يَخَلْنَ مُنَاجَاةَ الضّمِير تَنَادِيَا
    تُجاذِبُ فُرْسانَ الصّباحِ أعِنّةً ** كأنّ على الأعناقِ منْهَا أفَاعِيَا
    بعَزْمٍ يَسيرُ الجِسْمُ في السرْجِ راكباً ** بهِ وَيَسيرُ القَلبُ في الجسْمِ ماشِيَا
    قَوَاصِدَ كَافُورٍ تَوَارِكَ غَيرِهِ ** وَمَنْ قَصَدَ البَحرَ استَقَلّ السّوَاقِيا
    فَجاءَتْ بِنَا إنْسانَ عَينِ زَمانِهِ ** وَخَلّتْ بَيَاضاً خَلْفَهَا وَمَآقِيَا
    تجُوزُ عَلَيهَا المُحْسِنِينَ إلى الّذي ** نَرَى عِندَهُمْ إحسانَهُ وَالأيادِيَا
    فَتىً ما سَرَيْنَا في ظُهُورِ جُدودِنَا ** إلى عَصْرِهِ إلاّ نُرَجّي التّلاقِيَا
    تَرَفّعَ عَنْ عُونِ المَكَارِمِ قَدْرُهُ ** فَمَا يَفعَلُ الفَعْلاتِ إلاّ عَذارِيَا
    يُبِيدُ عَدَاوَاتِ البُغَاةِ بلُطْفِهِ ** فإنْ لم تَبِدْ منهُمْ أبَادَ الأعَادِيَا
    أبا المِسكِ ذا الوَجْهُ الذي كنتُ تائِقاً ** إلَيْهِ وَذا اليَوْمُ الذي كنتُ رَاجِيَا
    لَقِيتُ المَرَوْرَى وَالشّنَاخيبَ دُونَهُ ** وَجُبْتُ هَجيراً يَترُكُ المَاءَ صَادِيَا
    أبَا كُلّ طِيبٍ لا أبَا المِسْكِ وَحدَه ** وَكلَّ سَحابٍ لا أخُصّ الغَوَادِيَا
    يُدِلّ بمَعنىً وَاحِدٍ كُلُّ فَاخِرٍ ** وَقد جَمَعَ الرّحْم?نُ فيكَ المَعَانِيَا
    إذا كَسَبَ النّاسُ المَعَاليَ بالنّدَى ** فإنّكَ تُعطي في نَداكَ المَعَالِيَا
    وَغَيرُ كَثِيرٍ أنْ يَزُورَكَ رَاجِلٌ ** فَيَرْجعَ مَلْكاً للعِرَاقَينِ وَالِيَا
    فَقَدْ تَهَبُ الجَيشَ الذي جاءَ غازِياً ** لِسائِلِكَ الفَرْدِ الذي جاءَ عَافِيَا
    وَتَحْتَقِرُ الدّنْيَا احْتِقارَ مُجَرِّبٍ ** يَرَى كلّ ما فيهَا وَحاشاكَ فَانِيَا
    وَمَا كُنتَ ممّن أدرَكَ المُلْكَ بالمُنى ** وَلَكِنْ بأيّامٍ أشَبْنَ النّوَاصِيَا
    عِداكَ تَرَاهَا في البِلادِ مَساعِياً ** وَأنْتَ تَرَاهَا في السّمَاءِ مَرَاقِيَا
    لَبِسْتَ لهَا كُدْرَ العَجاجِ كأنّمَا ** تَرَى غيرَ صافٍ أن ترَى الجوّ صَافِيَا
    وَقُدتَ إلَيْها كلّ أجرَدَ سَابِحٍ ** يؤدّيكَ غَضْبَاناً وَيَثْنِيكَ رَاضِيَا
    وَمُخْتَرَطٍ مَاضٍ يُطيعُكَ آمِراً ** وَيَعصِي إذا استثنَيتَ أوْ صرْتَ ناهِيَا
    وَأسْمَرَ ذي عِشرِينَ تَرْضَاه وَارِداً ** وَيَرْضَاكَ في إيرادِهِ الخيلَ ساقِيَا
    كَتائِبَ ما انفَكّتْ تجُوسُ عَمائِراً ** من الأرْضِ قد جاسَتْ إلَيها فيافِيَا
    غَزَوْتَ بها دُورَ المُلُوكِ فَباشَرَتْ ** سَنَابِكُها هَامَاتِهِمْ وَالمَغانِيَا
    وَأنْتَ الذي تَغْشَى الأسِنّةَ أوّلاً ** وَتَأنَفُ أنْ تَغْشَى الأسِنّةَ ثَانِيَا
    إذا الهِنْدُ سَوّتْ بَينَ سَيفيْ كَرِيهَةٍ ** فسَيفُكَ في كَفٍّ تُزيلُ التّساوِيَا
    وَمِنْ قَوْلِ سَامٍ لَوْ رَآكَ لِنَسْلِهِ ** فِدَى ابنِ أخي نَسلي وَنَفسي وَمالِيَا
    مَدًى بَلّغَ الأستاذَ أقصَاهُ رَبُّهُ ** وَنَفْسٌ لَهُ لم تَرْضَ إلاّ التّنَاهِيَا
    دَعَتْهُ فَلَبّاهَا إلى المَجْدِ وَالعُلَى ** وَقد خالَفَ النّاسُ النّفوسَ الدّوَاعيَا
    فأصْبَحَ فَوْقَ العالَمِينَ يَرَوْنَهُ ** وَإنْ كانَ يُدْنِيهِ التّكَرُّمُ نَائِيَا
يعمل...
X