تويت
الفنان علي الدليمي
فن الكاريكاتير..
فكرة وخط واسلوب وثقافة شمولية
حاورته- شدوان مهدي يوسف
الفنان علي إبراهيم الدليمي مواليد بغداد1963 خطاط، رسام، ومصمم يعمل في وزارة الثقافة دائرة الفنون... خريج معهد الفنون الجميلة قسم الخط العربي والزخرفة، يمارس كتابة النقد الفني والقصة القصيرة منذ عام 1980م، أقام المعرض الشخصي الأول للكاريكاتير في بغداد 1982... تميز بفن الكاريكاتير الذي يتطلب الجرأة والمصداقية في الطرح وتناول القضايا الساخنة التقيناه وسألناه:
*بدأت انطلاقتك سنة 1980 في جريدة الجمهورية والعراق والثورة ونشرت العديد من الرسومات فكيف وفقت بين رسم الكاريكاتير والخط والنقد التشكيلي وكتابة المقالات الصحفية؟-بدأت أقلد الخط في القراءة الخلدونية منذ الطفولة ثم اكتشفت حين كبرت أن هذا الخط العربي هو للخطاط هاشم البغدادي، صرت أقلد طريقة كتابة الحروف والرسوم وكلما كبرت كبر معي هذا الولع في كل المراحل الدراسية كنت حينها لا أميز أو اعرف أن للخط العربي أنواعا منها الثلث، الكوفي، الرقعة، الديواني، وحين تخرجت في معهد الفنون وتعينت في دائرة الفنون التشكيلية أحببتها لأنها دائرة فنية (قسم الإنتاج الفني) وضم هذا القسم مجموعة من الفنانين من خريجي كلية الفنون الجميلة ومعهد الفنون الجميلة تعلمت منهم وأخذت المعلومات عنهم ونشرت حينها في الصحف، ثم اشتركت في المعارض التي كانت تقيمها دائرة الفنون منذ عام 1980 حتى الآن.
* أتقصد أن لك مشاركات حديثة؟
-لدي مشاركات في المعارض وفي مهرجانات الخط العربي ومعارض الكاريكاتير، وشاركت في مهرجان تركيا الأخير.
* هل فن رسم الكاريكاتير يدرس في المعاهد أو الكليات؟
- لا هو فن اجتهادي برأيي فلا كلية الفنون الجميلة تدخله في مناهجها ولا المعاهد الفنية وكل رسام له ذوقه وأسلوبه في الرسم مثلاً خضير الحميري له أسلوبه المميز الخاص به، والكاريكاتير هو عبارة عن فكرة ثم خط.
*أيعد فن الكاريكاتير من الإبداعات الحرفية؟
- أكيد هو حرفي لابد أن يعطى فكرة هامشية إنما يكون الرسام صاحب ثقافة شمولية وفكرة وان يتابع مجريات الحياة اليومية لأن فكرة الكاريكاتير هي حدث إني إذ لا يمكن إعادة الفكرة لأننا نعيش في متغيرات.
* هل هناك حدود بالنسبة أليك لا يمكن تخطيها؟
-أنا امتلك الحرية في رسوماتي حريتي كبيرة جداً حين كنت انشر في جريدة بابل والجمهورية في السابق لم أتعرض للمضايقات أو أجد قيوداً أبدا وحين كنت اعمل في جريدة بغداد وهي تصدر باللغة الانكليزية أثرت رسوماتي في الجمهور الغربي إذ كانت الفضائيات الأوربية تتابعها باهتمام وكانوا يودون التعرف عليّ وحين زاروا العراق وتعارفنا استغربوا من تواضعي وبساطتي وقالوا أن مكتبتك بسيطة جداً عكس تصورنا اعتقدنا أننا سنجلس في مكتب راقٍ وفخم.
*عملت في جريدة المؤتمر بعد سقوط النظام البائد، فكيف كان تقبل الجريدة لرسوماتك؟
-كنت انشر أفكاري وبشكل يومي في جريدة المؤتمر ولم يعترض احد على رسوماتي أخذت حريتي وبشكل طبيعي وواسع جداً.
* ألم تضايق رسوماتك المسؤولين في بعض الأحيان؟
-أفكاري تحاكي الواقع بشكل مؤدب وهي أفكار توجيهية وبشكل غير مباشر.
* هل تعرضت للخطر بسبب رسوماتك؟
-نعم في الآونة الأخيرة شعرت بخطر وقبل استتباب الأمن كنت اشعر أني سأفقد حياتي ثمناً إذ لا قانون يحميك بشكل عام.
* كيف يستطيع الفنان الرسام أن يفلت من سلطة الرقابة؟
-الفنان كائن رقيق ورسام الكاريكاتير إذا لم يمتلك الحرية الكاملة والأرضية الثابتة ينتهي ويتلاشى ولا يمكن أن يتقدم أو يبدع أو يبتكر وليس الرسام فحسب كذلك الصحفي المخلص والأديب والفنان.
* ما رأي النقاد برسوماتك؟
-أي عمل فني يقوم به المبدع يخرج من بين يديه تكون هناك آراء مختلفة حوله فهناك المعجب والعكس وهذه أمور عادية إنما أعمالي بصورة عامة أرضت النقاد وقيل عنها جيدة جداً في السابق كان مديرو التحرير سابقاً يوجهون إلى أفكار معينة بالنسبة لي حقيقة هذا هو النجاح وحين تأتيني الفضائيات العربية والأجنبية وتريد التعرف على هذا يعني نجاحاً... ويقال أن رسوماتي تمتلك الإشارة وتشد الانتباه.
* أتجد جدوى من هذا الفن؟
-هو فن عالمي وراقٍ جداً في أوربا يهتمون ويقيمون له المهرجانات والمشاركات له إبعاده الفكرية وله مكانه في جميع الدول، ووجهت لي دعوات من بلجيكا وتركيا وغيرها، رغم أننا نمتلك المبدعين في العراق والمتخصصين فيه والذي يبهر الغرب إلا إننا لم نعطه حقه ومكانته وأهميته.
*برأيك رسم الكاريكاتير مهم بالنسبة للصحيفة؟
-هناك صحف لها مكانتها وهي ناجحة لكنها تفتقر لهذا الفن فهو ضروري ولا أعدها صحيفة ناجحة 100% إلا إذا كانت غنية برسوماتها.
* كيف يبدع ويتميز رسام الكاريكاتير؟
- ما لم يتحقق الأمن والحماية للفنان ويُعطى الحرية المطلقة له فليس هناك مبدع بهذا المجال، وتوفير الدعم المالي المناسب والذي يجب الاتفاق عليه مع الجريدة وحين تتوفر له هذه الأمور أكيد سيقدم وسيبدع ويقدم أحسن ما لديه.
* يقال الصورة بألف كلمة؟
- هذه حقيقة لأن الذين يشاهدون أكثر من القراء كذلك تحذي الانتباه لهذا تجدين أكثر الجرائد الناجحة والمهمة تعتمد ذلك الفن الراقي كثير من الدول العربية والأوربية تقدر فننا المحلي ويدعونا إلى بلدانهم بتميزنا عن الآخرين وفي العراق لا يلقى الاهتمام المنشود.
* هل حصدت الجوائز؟
-نعم... هل تصدقين أني افرح بمشاركاتي وليس المهم عندي أن أكون في الصدارة.