تويت
بريهان
Αγάπη δίχως μέτρο – ديمتري أڤييرينوس
حبٌّ بلا مقياس
إلى ندره اليازجي، معلِّمي
هل بوسعك أن تلامس قلبًا اعترتْه الظلمة في جَوَّاه؟ هل بوسعك أن تحبَّه بما يكفي للسماح له بأن يرتمي بين ذراعيك؟ هل بوسعك أن تكون مكشوفًا تمامًا، غير متراصٍّ، مخلخل الأوصال، شاعرًا بضياع لا يطاق، بينما حكمة تفتُّحه الداخلي تتكشف لكما عن جوهرها العميق؟ هل يجرؤ قلبك أن يكون مساحة يمكن للمشاعر والانفعالات التي كُبتت في الأغوار القصية لذاك الإنسان طوال عمر كامل أن تعتمل فيها؟
Το μόνο μέτρο της αγάπης είναι να αγαπάς δίχως μέτρο.
كي تحبَّ أحدهم على هذا النحو، عليك أن تلامس كلَّ ما ظل معقودًا فيك لم يتخلخل – كلَّ حزنك المسكوت عنه، كلَّ عارك المطرود، كلَّ أساك المقصيِّ، كلَّ وحشتك المهجورة. فهل أنت متأهب لعدم البقاء بعدُ آمنًا على جانب الطريق؟ هل أنت متأهب لتُشرِعَ نفسك لريح تعصف بكلِّ رتابتك؟ لمطر تتغلغل رطوبته فيك حتى العظم؟
هل لك إذ ذاك أن تنحِّي حاجتك إلى تغيير الآخر، إلى جعله مختلفًا، إلى شفائه من دائه، إلى تضميد جراحه، مع كلِّ ما ينطوي عليه ذلك من رضا عن نفسك؟ هل لك أن تقاوم إغراء الكلام لإقناعه بالعدول عن مساره، لتعزيته في مُصابه، لإخباره بأن كلَّ شيء سيكون على ما يرام، لانتهاك الإبداع المختبئ في قلبه المنبوذ؟ هل لك أن تبيح لقلبك بأن ينكسر معه، دون أيِّ رغبة في تجميع ما كان كما كان؟ هل لك أن تهوي إلى المجهول معه، فتضمَّه إليك جاعلاً من صدرك مأوى لهوانه وانكساره؟
رعايتك للآخر ولنفسك وللعالم على هذا النحو تقتضي تجذُّرك الروحي في كلِّ نفس. يتلاشى اهتمامك بإنهاء الشقاء والبلبلة والعُصاب، إذ ترى أن هذه أجزاء هادرة لا تنفصل عن المسار الإنساني نفسه. وفيما يتحول انتباهك إلى عالم المفاهيم، تحاول أن تعيده إلى فطنة جسدك الفطرية: ففيها تفعل المحبة فعلها خلف الكواليس، فتلد الرحمة من قلب البلوى.
في مصنع المحبة ذاك، الدائر في هيكل جسدك، يكشف عاملٌ قدسيٌّ عن سرِّ الشفاء: ليس من “آخر” ثمة، ولم يكن من “آخر” قط، ولن يكون. هناك فقط صور متعددة تعكس وجهك أنت بالذات.
إذ ذاك تتناول المحبة قطع قلبك المتناثرة واحدةً واحدة… وتَجبُر بها جرح العالم أمام ناظريك.