تويت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
عصام خليل
كانت سماوات دمشق على موعدٍ مع صوت فيروز ليرصّعها بالألق...وحاول بعض الصغار ان يعلقوا بأذيال ثوبها عندما شنّوا في إعلامهم الأصفر حملةً حاقدة لأنها ستغني في دمشق!!
لكنها جاءت وغنّت وكان لسيّدة الجلال...
صباحُ دمشق!!
___________________________
لفيروزَ...
سيّدةً للجلال...
وشبّابةً للعذوبةِ في مُسْتهلّ النّدى.
لفيروزَ...
وهي "تُبكّلُ " ثوب النجومِ،
تمشّطُ بالضوء شعرَ الصّباحِ
وتُرْخي جدائله في المدى.
لفيروزَ....
ما ينزفُ القلبُ من شجنٍ،
حين يهدلُ في البالِ،
ما خبّأتهُ العصافيرُ من زقزقات الطفولة،
فوق الجذوع العتيقةِ،
ماجرّحتْهُ السّنونُ البخيلةُ من حلمنا،
يومَ كنّا صغاراً على ضفّةِ الوقتِ،
نلعبُ بالبرْقِ،
نسرقُ كَوْمَ النجومِ،
ويسرقنا العمرُ،
يحبسنا في صداه الصّدى.
لفيروزَ..
تنهيدةٌ في شفاه الصّبايا،
يسيلُ بها الليلُ بين الزّواريبِ،
يَشْهَقْنَ إمّا تعثّرَ،
يهْمسْنَ: حاذرْ رسولَ القلوبِ،
فإنّكَ تحملُ أحلى بكاءٍ،
وأعذبَ جمرٍ،
واشهى ردى!!
لفيروزَ شجوُ القصبْ،
ونومُ القصيدةِ بعد التّعبْ،
حنانُ السّنابلِ
فوق المناجلِ،
تذرفُ قمحاً، وتهمي....ذهبْ!
لفيروزَ موتي الذي أشتهيهِ،
إذا رنّمتْ بُحّةٌ بالعتبْ!!
فيا صوتها الجرحَ:
لم يبقْ في القلب قلبٌ ليبكي،
ولم يبقْ في الرّوح بوحُ ليحكي،
سوى صُرّةٍ من غناء عتيقِ،
يخبّئها ليلكٌ...للشروقِ!
تعالَ إلى ما تبقّى من الورد،
متّكئاً فوق كتْفِ السّياجِ....
فإنّ الحدائقَ تَنْسِلُ من عسل الياسمينِ..
بياضَ قلوبٍ،
وخضرةَ عشقْ!!
لفيروزَ سيّدةً للجلالِ...
صباحُ دمشقْ.