إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بمناسبة مرور 150 عاماً على ميلاد شاعر الهند الكبير رابندرانات طاغور 1861-1941

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بمناسبة مرور 150 عاماً على ميلاد شاعر الهند الكبير رابندرانات طاغور 1861-1941

    احتفالية بمناسبة
    مرور 150 عاماً على ميلاد طاغور



    دمشق - سانا
    بمناسبة مرور 150 عاما على ميلاد شاعر الهند الكبير رابندرانات طاغور 1861-1941 أقامت وزارة الثقافة بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب وسفارة جمهورية الهند بدمشق احتفالية في مكتبة الأسد الوطنية سلط المشاركون فيها الضوء على هذا الشاعر الكبير وأبعاد تجربته الإبداعية في مختلف حقول الشعر والأدب والفن والفلسفة.
    وحاول المحاضرون نذير العظمة وماري شهرستان ومالك صقور في الجلسة الأولى التي أعقبت الافتتاح الرسمي للاحتفالية الإجابة من خلال مداخلاتهم عن عدة تساؤلات تتعلق بتجليات شعر طاغور إلى جانب ماهية الإصلاح الاجتماعي لديه فضلا عن تحديد مفهوم الكونية التي تميز بها كشاعر وأديب وقيمتها في العمل الأدبي.
    وبدأ الدكتور العظمة مداخلته "التجربة الإبداعية والبعد الحضاري عند طاغور" بالإشارة إلى أن طاغور كان مؤسسا ومقاوما حضاريا بفكره وقيمه مشيرا إلى أنه لم يهتم بالشكل بل بمضمون الإنسان وصلته بجذوره منطلقا منها لتكوين الهند الحديثة مازجا بين قيم مجتمعه وقيم الحضارة الغربية معا أما عن شعره فرأى العظمة أن الكثافة في المعنى لدى طاغور تعانق الشفافية في الصورة.
    وأوضح أن طاغور الذي ينتمي إلى البراهمية كان يتسامى بالحب والانفتاح واحترام الحق كطريق إلى الذات الكبرى وأطلق عليه غاندي لقب منارة الهند لافتا إلى أن صلتنا بطاغور ليست صلة تراث وإنما صلة واقع حضاري حيث طرح الأخير مسألة الهوية والاستلاب الثقافي الذي عاشته الهند فترة الاستعمار الإنكليزي في روايته "غورا" كما طالب في هذه الرواية بحرية المرأة التي كانت تنتمي للطبقة المنبوذة بالهند وعالج فكرة المرأة الأيقونة الشرقية كرمز خرافي مقابل المرأة كمفهوم إنساني.
    من جهتها تناولت الدكتورة شهرستان في مداخلتها بعنوان "رسالة طاغور في الاصلاح الاجتماعي" محطات من حياة طاغور ونشأته مشيرة إلى تأثير محيطه الراقي وثقافة عائلته التي شاركت في حركات الإصلاح الديني ويقظة الفكر القومي على نظرته للحياة والفن واحترامه للتراث إضافة إلى تأثره بحضارة البلدان التي زارها واهتمامه بقضايا معاصرة كالحرب والسلام وتحرير المرأة وتنمية الريف والتعليم ومحاربة الفقر ومكافحة النزعات الطائفية والعنصرية.
    وأوضحت أن طاغور اهتم بالطبقات المسحوقة في البنغال وقرر العمل لإصلاح الأمور بمساعدة بعض الشبان المتطوعين الذين نجحوا بإنشاء بعض الطرق والمدارس ومحطات الصرف الصحي وتحسين الإنتاج الزراعي وتنشيط الصناعات الريفية ونشر الموسيقا الشعبية بين الناس إضافة إلى اهتمامه الكبير بالتربية والتعليم ومساهمته بافتتاح مدرستين انتهج فيهما طرائق جديدة في التعليم.
    واختتم صقور الجلسة بحديثه عن الجانب الإنساني لدى طاغور كظاهرة إنسانية خالدة وأهميته كمبدع ومنارة للعلم أنارت وتنير طريق الأجيال لتصل لمناهل الحرية والنور والحب والجمال والمعرفة والأدب لافتا إلى أن سر طاغور يرجع إلى أنه كان يتأمل بصفاء وبعمق ويكتب ببساطة وصدق وهو بذلك قبض على لب مادة الفن الحالية ألا وهي الإنسان.
    وقرأ صقور بعض القصص لطاغور المليئة بالعبر مشيرا إلى أن ديوان طاغور الشعري المعنون "جينتي جالي" هو مناجاة طويلة يتضرع من خلالها للخالق الذي هو المحبة لافتا إلى أن قصائده جاءت شفافة تلامس القلب والروح معا.

    وكانت الاحتفالية قد افتتحت بكلمة لمعاون وزير الثقافة الدكتور علي القيم الذي تحدث عن القيمة الأدبية والفكرية والفنية والحضارية التي يتمتع بها طاغور كشاعر وفنان وأديب شمولي مؤمن بالإنسان وبعطائه وتجدده ويستحق أن يحتفل به العالم لافتا إلى أن طاغور أعجب بالأدب العربي والموسيقا العربية خلال مسيرته ورأى بوجود وشائج مشتركة بين الأمتين العربية والهندية.
    وتناول الدكتور حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب العرب المحن المتتالية في حياة طاغور والتي ساهمت بتفجير مواطن الإبداع لديه بدءا بفقده لأمه وتعويضه عنها بمحبته للطبيعة واندماجه بها بروحه الصافية التي ورثها عن والده وفلسفة الهند الروحانية الخالصة وإرثها الاجتماعي والحضاري مرورا بفقده لزوجه وأبيه وثلاثة من أولاده ما زاده توقا إلى الحلم والكمال في الروح الإنسانية والبحث عن سر الكون والوجود.
    وأشار جمعة إلى أن حب طاغور للطبيعة كان جزءا من حبه للإنسان ومحبته للذات الإلهية فعبر بشعره كله عن هذه المعادلة الروحية منوها بأهمية تجربته الشعرية لانطلاقها من جوهر الروح الإنسانية المنشغلة بهموم أبناء وطنه وهموم البشر جميعا.
    أما في بي هرن سفير جمهورية الهند بدمشق فتطرق إلى جانب الرسم عند طاغور لافتا الى أن فهم أدب طاغور وتجربته يحتاج إلى فهم الظروف التي كانت سائدة في المجتمع الهندي أثناء ولادته وخلال فترة حياته حيث ولد بعيد الحرب الأولى للاستقلال والتحرر من الاستعمار البريطاني إضافة إلى ظروف المرأة في زمانه والتي دفعته للمساهمة بتحريرها بعد أن كانت النساء ممنوعات من الذهاب إلى المدارس كالفتيان.
    وأوضح هرن أن طاغور كان متعدد الاهتمامات والمواهب حيث عرف في الثلاثين سنة الأولى من حياته كروائي وشاعر ومصلح اجتماعي وموسيقي فحصل على جائزة نوبل سنة 1913 كما ربطته صداقة عميقة بغاندي وكان رافضا لعبادة التماثيل والمبادئ الهندوسية حتى سن الخامسة عشرة ثم حرص على دمج طقوسها بمذهبه وفكره وأخيرا فقد قال قبل وفاته بسنوات إن رسومه تتجاوز حواجز الكلمات وقد خلف أعمالا فنية ما تزال محفوظة في المعارض الفنية المشهورة بالهند.
    يذكر أن إنتاج طاغور الإبداعي المتنوع يشتمل على أكثر من 200 أغنية وأكثر من ألف قصيدة شعرية وحوالي 25 رواية وكتابا والعديد من المسرحيات كما أنجز في سن الستين أكثر من ثلاثة آلاف لوحة فنية وأقام معرضا فنيا في باريس نال الإعجاب الكبير.
يعمل...
X