تويت
Amira Salamehحماد الحسن
بطاقة شكر
أجملُ أوقاتي أمضيها مع بناتي عندما يعدْنَ من مدارسهنّ، وتبدأ كل واحدةٍ منهن تروي لي حكايات يوم مضى، فهنّ يعرفن كم أُحب الحكايا، اليومُ بدأت ابنتي اليسار ذات الاثني عشر ربيعاً حكايتها قبل الجميع، فقلبها مزدحمٌ بالكلام، وبريق السعادةِ في عينيها يضيء قلبي، جلست أمامي لتشعرني بأهمية ما سترويه وقالت بالحرف وبدون تصرف :
- اليوم يا ابي حضرت الينا مدرسة اللغة الانكليزية اسمها أميرة واللهِ أميرة.
فضحكتُ وقلتُ:
- أصدقكُ.
فتابعت قائلةً:
- لاااا أقصدُ أنها أميرة.
- أصدقكِ.
- بابااااااااا أقصدُ أنها أميرةٌ في أناقتها ، تحركها بيننا، كلماتها، تعاملها مع الطالبات، وهي تنطق اللغة بطريقة رائعة، كأنها حضرت للتو من انكلترا، شعرتُ أنّ درسها لم يتجاوز العشر دقائق ، ورفيقاتي أكّدن لي هذا .
ابتسمتُ لها :
- يا صغيرتي أنا أعرفها ، هي أميرةٌ واسمها أميرة وكلامك صحيح.
فنظرت لي وصاحت :
- باباااااااااااا؟!!!
( بطاقة شكرٍ للمدرسة المحترمة أميرة سلامة ، وقد يتساءل البعض لم هذا النص؟!!! فأجيب : تعودنا في هذا المجتمع أن ننقب عن العيوب ونشهر بها ، ونسينا وسط هذا الزحام أنه يوجد الكثير من القامات الجميلة في وطننا يعملون بصمت طوال الوقت لتبقى شعلة الوطن مضاءة ، لا ينتظرون ولو كلمة شكر .)
تأخرت قليلاً في ارسال البطاقة ، ظننت أنه يمكنني أن اصقله أكثر ، لكنّ عفوية ابنتي اليسار وبساطتها في التعبير جعلني لا أبدل فيه أي كلمة.