إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من جديده القصصي قرأ القاص ( جعفر العقيلي ) قصتين هما "شَعرة" و"دَوَخان"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من جديده القصصي قرأ القاص ( جعفر العقيلي ) قصتين هما "شَعرة" و"دَوَخان"

    العقيلي يقرأ من جديده القصصي في الزرقاء
    قرأ القاص جعفر العقيلي قصتين من جديده، هما "شَعرة" و"دَوَخان"، في الأمسية التي نظمها مركز الملك عبدالله الثاني الثقافي في الزرقاء، ضمن برنامج "لقاء الأبعاء"، وأدارها الشاعر جميل أبو صبيح.

    تطرح القصتان أسئلة ذات صلة بالوجود، والتمرد. وجاء سرد قصة "شعرة" وفق ضمير المتكلم، الشخصية الأساسية في القصة، والذي التفت إلى شعرة ناتئة في حاجبه، تولّد لديه وعياً جديداً حيال الذات وقيم الحياة، ويتوالى السرد تصاعدياً بدءاً من إدراكه لوجود هذه الشعرة، مروراً بالأسئلة التي تستثيرها في دواخله وانتهاء بسقوطها؛ الشعرة، وانطلاقته؛ الكاتب.

    من أجواء القصة: "بدت في مساء اليوم نفسه ملأى بالحيوية، بل وجدتُها تسلّقت الهواء بنشاط في حركةٍ رياضية مدرّبة. تتبعتُها ولم ينصرف نظري عنها قسطاً من الوقت، وأكذبُ لو قلت إنّي كنت راضياً كلّياً عما يجري، لكنها، تلك الشَّعرة ذات العنفوان، نجحت بِقُدرة قادر في استئثار نصيب من اهتمامي ما كنتُ لأمنحه لأخرى سواها.. ورأيتُ في سلوكها وهي تندفع في انحناءة لطيفة إلى أعلى ما يمكن أن يعلّمَ الحكمة".

    أما "دَوَخَان" فتأتي ضمن أجواء البحث عن الذات، وهذه المرة على لسان جماد هو "الساعة"، التي تروي بضمير المتكلم رحلتها في الوجود، وتستعرض شقاءها بسبب التكرار الرتيب لحركتها اليومية، لتكتشف في نهاية الأمر أن قيمة حياتها الحقيقة هي في منح الآخرين قيمةً لوقتهم.

    من القصة: "ما معنى النهاية، ما البداية؟ لا مفهوم قارّاً لديّ حول ذلك، ولا أظنني سأحظى به في وقت لاحق، هل قلتُ: وقت. نعم. أقصدها. ولا أدّعي الحكمة. أنا التي أمنح الوقت معناه، وأمضي حياتي دون شعورٍ به. يا لها من مفارقة. فلستُ في آخر المطاف، سوى ساعة. مجرد ساعة، تُضيع وقتها لتمنح أوقاتكم معنى!".

    وكان الشاعر أبو صبيح استهل الأمسية بتقديم العقيلي، مشيراً إلى تشكّل وعي القاص تجاه الأدب بوحيٍ وإلهام من أجواء الريف.

    وقال أبو صبيح إن ما يميز قصص العقيلي، تقاطع الهزائم الصغيرة التي تحدث للإنسان العادي، مع الهزائم الكبيرة التي تحيق بالمجتمع والأمة، لتؤشر على خسران إنسان العصر الحديث جزءاً كبيراً من حسه الإنساني بسبب الحروب والنزعات المسلحة ولهاثه خلف ثورة التكنولوجيا بما يخدم أغراضه الشريرة، ونواياه السيئة. وهو ما يتضح في مجموعة العقيلي "ضيوف ثقال الظل".

    وأوضح أبو صبيح أن العقيلي يعتمد تقنية الحكي المباشر والمترابط، مستخدماً لغة حازمة ومؤثرة، قادرة على التعبير مباشرة عن الموقف المرصود، بحيث تخلو قصصه من المواقع المترهلة، في ظل حرص فني جلي على توريط القارئ، وإشراكه في صوغ الصورة الشاملة.

    تلا القراءات القصصية، حوار ونقاش بين الجمهور والكاتب حول قضايا تخص واقع الثقافة بعامة، والسرد على وجه الخصوص، ومنها قضية مستقبل القصة القصيرة كجنس أدبي، حيث رأى العقيلي أن القصة القصيرة، شأنها شأن فنون التعبير المختلفة، تلتقي مع الكائن الحي في خاصة النمو، وتختلف معه في مسألة (النهاية)، فالكائن إلى زوال، وهذا مصيره، أما الفن فيواصل مسيرته، ربما يشهد شيخوخة ما، وربما تتجدد خلاياه، وفي أسوأ الأحوال قد يتوقف نموه، وشتان ما بين هذا وبين الموت.

    واتفق العقيلي مع الأطروحة التي ترى أن القصة قطعت شوطاً لا بأس به من التطور. موضحاً أنها تلازم الإنسان منذ الأزل، إذ لم يعد خافياً حضور فنون السرد بعامة، ومن بينها القص، في التراث العربي.

    وفي ما يخص تقنيات القصة وتطورها، قال العقيلي إنه من الطبيعي أن تتطور التقنيات، أو تتعدد تقنيات السرد، أو يتخلص الزمان في النص المسرود، من تسلسله الطبيعي المألوف، أو أن يضطلع المكان بالبطولة، أو تجري أنسنة الجمادات وإسناد دور البطولة لها..

    ولفت العقيلي إلى التأثير الإيجابي المتبادَل بين إبداعه القصي وعمله الصحفي، متحدثاً عن المؤثرات التي تلقي بثقلها في تجارب الكتّاب في الأجيال الجديدة، داعياً إلى دراسة أثر الخيبات في حياتنا المعاصرة، وفي المنتَج الإبداعي.

    عُرف العقيلي من خلال مجموعته القصصية "ضيوف ثقال الظل" التي تضمنت سبع قصص، بمثابة منتخَبات من مجمل ما كتبه العقيلي خلال التسعينيات، وهي تكشف عن تجربة ذات خصوصية، لقاصٍّ له صوته المنفرد المغرّد خارج السرب، بحسب أبو صبيح.

    كما أصدر العقيلي مجموعة شعرية في العام 1995، بعنوان "للنار طقوس وللرماد طقوس أخرى"، كانت كافية لتجعله واحداً من الأصوات البارزة في جيل التسعينيات الشعري بالأردن، كما قال أبو صبيح، ففي هذه المجموعة من قصائد التفعيلة، يمجّد العقيلي الحرية، ويرصد التحولات التي حدثت للمجتمع الأردني بعد إلغاء الأحكام العرفية، والانفراج الديمقراطي (1989). وتبدو قصائده على تماس مباشر بالقضايا الإنسانية، باحثةً عن المدينة الفاضلة، وعن الذات البشرية بصيغتها الأولى.
يعمل...
X