إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

" نزهة في فناء البيت الأبيض" ترجمة علي مدن - د. حسن مدن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • " نزهة في فناء البيت الأبيض" ترجمة علي مدن - د. حسن مدن


    بريهان


    من ترجمة علي مدن: " نزهة في فناء البيت الأبيض" لباتريشيا هايسميث:
    نقد ساخر للحقبة الريغانية وسياسات اليمين الأمريكي المتطرف

    في إلتفاتة نادرة في الترجمة من الانجليزية إلى العربية قام الكاتب والمترجم البحريني الشاب علي مدن بترجمة مجموعة قصصية للكاتبة الأمريكية باتريشيا هايسميث التي تعد من أبرز روائيي الجريمة في القرن العشرين.
    يذكر انه صدر للمترجم نفسه مؤخراً أيضا ترجمة لمجموعة من المقالات المهمة لجورج أورويل، في كتاب بعنوان: " لماذا أكتب"، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت ووزارة الثقافة في البحرين، كما صدر له قبل ذلك كتاب في النقد السينمائي بعنوان:"زيارة إلى صالة فارغة" عن مركز الشيخ إبراهيم الخليفة في البحرين.
    الترجمة العربية للمجموعة القصصية لباتريشيا هايسميث التي صدرت مؤخراً عن دار "إقرأني" في أبوظبي حملت عنوان "نزهة في فناء البيت الأبيض"، وهو عنوان إحدى قصص المجموعة، التي كانت آخر ما صدر للمؤلفة، ضمن مجموعاتها القصصية السبع، وتحمل في الأصل عنوان: "حكايات كوارث طبيعية وغير طبيعية"، وهي إحدى تجاربها القليلة في الهجاء الاجتماعي الساخر، المثال الواضح الآخر الوحيد لذلك هو روايتها " أولئك الذي يطرقون على الأبواب" التي انتقدت ظاهرة اليمين الديني في الثمانينات في الولايات المتحدة.
    في قصص:"نزهة في فناء البيت الأبيض"، تواصل ياتريشيا هايسميث نهجها الهجائي، عبر نقد ثمانينات الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان بشكل ساخر ومباشر، متناولة قضايا التلوث البيئي وأخطار الاشعاع النووي وخطر اليمين الديني، وحال الدول "النامية" و سياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
    عندما بدأت هايسميث تجاربها الأدبية في منتصف الأربعينات من القرن الماضي كانت عازمة على كسب رزقها عبر الكتابة الروائية وتجنبت تعلم أي مهارات ستجعلها مقيدة لوظيفة أكثر شيوعا للنساء آنذاك مثل السكيرتاريا. وهكذا جاءت روايتها الأولى "غريبان على قطار" عام 1950 في القالب البوليسي.
    أعمالها التالية في الخمسينات لم تبتعد عن هذا القالب ومنها أول رواية في سلسلتها الشهيرة عن البطل الساقط "توم ريبلي". لكن ما يقصده البعض عندما يصفون حبكة أو قصة ما بأنها تذكرهم بروايات باتريشيا هايسمث، يتمثل بشكل نموذجي في ثلاث روايات متلاحقة أصدرتها في نهاية الخمسينات وبداية الستينات وهي "مياه عميقة"، "هذا المرض العذب"، و"صرخة البومة" .
    لا تجري أحداث هذه الروايات الثلاثة في الولايات المتحدة فحسب، على خلاف أغلب رواياتها اللاحقة وسلسلة ريبلي، ولكن تتحدث عن ضواحي المدن، المكان الذي شكل محط لأغلب النقد الاجتماعي الذي حمله أدب الفترة، والمكان الذي اظهر داء العصر بشكل أبرز: "الامتثال القسري". لم تعالج هايسمث في هذه الروايات أي قضية اجتماعية آنية، لكن أسلوبها البارع وقدرتها على تصوير حالات متوترة وتطويرها ببطء وتدرج صوَّر حالة الاحتقان في المجتمع الأمريكي الذي سينفجر بأشكال عديدة خلال العقد اللاحق. وصف غراهام جرين هايسمث بأنها: "كاتبة خلقت عالما يخصها- عالم يُشعر المرء برهاب الأماكن المغلقة ويعج بلا منطق والذي ندخله كل مرة مستشعرين خطرا يمسنا شخصيا... هايسمث هي شاعرة الخشية (التوجس)."
    في الستينات انتقلت هايسمث إلى منفاها الاختياري في أوروبا حيث عاشت حتى وفاتها، في إيطاليا ثم بريطانيا ثم فرنسا وأخيرا سويسرا. في الستينات عرفت أعمالها تحولا، حيث اتسمت بهجائية أحيانا ومواضيع أكثر تنوعا ، كما تراجعت شعبيتها في الولايات المتحدة جراء عدم قدرة الناشرين على تصنيف أعمالها، التي لم تعد تبدو كروايات بوليسية، وفي الوقت ذاته عرفت شعبية لدى القراء الأوروبيين الذين وجدوا لديها حسا ديستوفيسكيا لا يقاوم.
    من رواياتها البارزة من هذه الفترة " سارد الحكايا" التي تتحدث عن كاتب أمريكي محدود الموهبة متزوج من فتاة بريطانية ويحاول شق طريقه في كتابة سيناريوهات درامية للتلفزيون، ولكن بنجاح محدود. الرواية تبدأ كرواية هزلية لكنها تتطور إلى قصة غموض بطريقة مفاجئة. وتبدو هايسمث كما لو كانت تهجي مقاربتها للكتابة في هذه العمل. أيضا أصدرت روايات مثل "أولئك الذين يرحلون" و "رجفة التزوير" و"يوميات أديث".
    عند تصنيف أدب هايسمث عادة ما تذكر إلى جانب رايموند تشاندلر وديشل هاميت. لكن قدرتها على التجول في فضاءات لاعقلانية بسهولة تضعها في مقارنة مع أمريكي آخر ، أدجار آلان بو، والذي لاقى نفس الجفاء في بلده الأم. تذكر هايسمث كل من كونراد وكافكا وجيد وديستوفسكي وبروست ككتاب أثروا في تطورها كأديبة. وعندما سألت في مناسبة ما عن كتابها المفضل ذكرت القاموس : "إنه كتاب لا يكذب أبدا.......................
    من صفحة الصديق د. حسن مدن
يعمل...
X