إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الجاسوس إيلي كوهين (بالعبرية אלי כהן)، الياهو بن شاؤول كوهين (1924-1965) يهودي من حلب .

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الجاسوس إيلي كوهين (بالعبرية אלי כהן)، الياهو بن شاؤول كوهين (1924-1965) يهودي من حلب .




    إيلي كوهين

    من ويكيبيديا

    إيلي كوهين (بالعبرية אלי כהן)، الياهو بن شاؤول كوهين (26 ديسمبر 1924 - 18 مايو 1965) يهودي ‏ولد بالإسكندرية التي هاجر إليها أحد أجداده سنة 1924. عمل جاسوسا لإسرائيل في سوريا، اكتشف أمره وأعدم عام 1965.

    في مصر

    في عام 1944 انضم كوهين إلى منظمة الشباب اليهودي الصهيوني في الإسكندرية وبدأ متحمساً للسياسة الصهيونية تجاه البلاد العربية. وبعد حرب 1948، أخذ يدعو مع غيره من أعضاء المنظمة لهجرة اليهود المصريين إلى فلسطين. وبالفعل، في عام 1949‏ هاجر أبواه وثلاثة من أشقائه إلى إسرائيل بينما تخلّف هو في الإسكندرية‏. ‏وقبل أن يهاجر إلى إسرائيل، عمل تحت قيادة (إبراهام دار) وهو أحد كبار الجواسيس الإسرائيليين الذي وصل إلى مصر ليباشر دوره في التجسس ومساعدة اليهود علي الهجرة وتجنيد العملاء‏،‏ واتخذ الجاسوس اسم جون دارلينج وشكّل شبكةً للمخابرات الإسرائيلية بمصر نفذت سلسلة من التفجيرات ببعض المنشأت الأمريكية في القاهرة والإسكندرية‏ بهدف إفساد العلاقة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية. وفي عام 1954، تم إلقاء القبض على أفراد الشبكة في فضيحة كبرى عرفت حينها بفضيحة لافون. وبعد انتهاء عمليات التحقيق،‏ كان أيلي كوهين قد تمكن من إقناع المحققين ببراءة صفحته إلى أن خرج من مصر‏ عام 1955‏ حيث التحق هناك بالوحدة رقم ‏131‏ بجهاز الموساد ثم أعيد إلى مصر‏ ولكنه كان تحت عيون المخابرات المصرية‏ التي لم تنس ماضيه فاعتقلته مع بدء العدوان الثلاثي على مصر في أكتوبر ‏1956. ‏
    تجنيده في إسرائيل

    بعد الإفراج عنه، هاجر إلى إسرائيل عام 1957‏ حيث استقر به المقام محاسباً في بعض الشركات‏ وانقطعت صلته مع الموساد لفترة من الوقت‏،‏ ولكنها استؤنفت عندما طرد من عمله‏ وعمل لفترة كمترجم في وزارة الدفاع الإسرائيلية ولما ضاق به الحال استقال وتزوج من يهودية من أصل عراقي عام 1959. وقد رأت المخابرات الإسرائيلية في كوهين مشروع جاسوس جيد فتم إعداده في البداية لكي يعمل في مصر‏،‏ ولكن الخطة ما لبثت أن عدلت‏،‏ ورأى الموساد أن أنسب مجال لنشاطه التجسسي هو دمشق‏.‏ وبدأ الإعداد الدقيق لكي يقوم بدوره الجديد‏،‏ ولم تكن هناك صعوبة في تدريبه علي التكلم باللهجة السورية‏،‏ لأنه كان يجيد العربية بحكم نشأته في الإسكندرية وكان طالباً في جامعة الملك فاروق وترك الدراسة فيها لاحقاً.‏

    رتبت له المخابرات الإسرائيلية قصة ملفقة يبدو بها سورياً مسلماً يحمل اسم كامل أمين ثابت هاجر وعائلته إلى لإسكندرية ثم سافر عمه إلى الأرجنتين عام 1946 حيث لحق به كامل وعائلته عام 1947. وفي عام 1952، توفي والده في الأرجنتين بالسكتة القلبية كما توفيت والدته بعد ستة أشهر وبقى كامل وحده هناك يعمل في تجارة الأقمشة.

    تم تدريبه على كيفية استخدام أجهزة الإرسال والاستقبال اللاسلكي والكتابة بالحبر السري كما راح يدرس في الوقت نفسه كل أخبار سوريا ويحفظ أسماء رجالها السياسيين والبارزين في عالم الاقتصاد والتجارة. مع تعليمه القرآن وتعاليم الدين الإسلامي. وفي3‏ فبراير ‏1961،‏ غادر كوهين إسرائيل إلى زيوريخ‏،‏ ومنها حجز تذكرة سفر إلى العاصمة التشيلية سانتياغو باسم كامل أمين ثابت‏،‏ ولكنه تخلف في بوينس ايرس حيث كانت هناك تسهيلات معدة سلفا لكي يدخل الأرجنتين بدون تدقيق في شخصيته الجديدة‏.‏

    وفي الأرجنتين استقبله عميل إسرائيلي يحمل اسم أبراهام حيث نصحه بتعلم اللغة الإسبانية حتى لا يفتضح أمره وبالفعل تعلم كوهين اللغة الإسبانية وكان أبراهام يمده بالمال ويطلعه على كل ما يجب أن يعرفه لكي ينجح في مهمته. وبمساعدة بعض العملاء تم تعيين كوهين في شركة للنقل وظل كوهين لمدة تقترب من العام يبني وجوده في العاصمة الأرجنتينية كرجل أعمال سوري ناجح‏ فكون لنفسه هوية لا يرقى إليها الشك،‏ واكتسب وضعا متميزاً لدي الجالية العربية في الأرجنتين‏،‏ باعتباره رجلاً وطنياً شديد الحماس لبلده وأصبح شخصية مرموقة في كل وتشير بعض الشائعات لتعرفه على العقيد أمين الحافظ، لكن توقيت استلام الحافظ منصب الملحق العسكري في بيونس آيرس كان قد تزامن مع سفر كوهين لسوريا مما ينفي أي علاقة مسبقة بين الرجلين [1]


    خلال المآدب الفاخرة التي اعتاد كوهين -أو كامل أمين ثابت- إقامتها في كل مناسبة وغير مناسبة‏،‏ ليكون الدبلوماسيون السوريون علي رأس الضيوف‏،‏ لم يكن يخفي حنينه إلى وطنه سوريا،‏ ورغبته في زيارة دمشق.‏ لذلك، لم يكن غريباً أن يرحل إليها بعد أن وصلته الإشارة من المخابرات الإسرائيلية ووصل إليها بالفعل في يناير ‏1962 حاملا معه الآت دقيقة للتجسس،‏ ومزودا بعدد من التوصيات الرسمية وغير الرسمية لأكبر عدد من الشخصيات المهمة في سوريا‏،‏ مع الإشادة بنوع خاص إلي الروح الوطنية العالية التي يتميز بها‏،‏ والتي تستحق أن يكون محل ترحيب واهتمام من المسؤولين في سوريا‏.‏ وبالطبع‏،‏ لم يفت كوهين أن يمر علي تل أبيب قبل وصوله إلي دمشق‏،‏ ولكن ذلك تطلب منه القيام بدورة واسعة بين عواصم أوروبا قبل أن ينزل في مطار دمشق.
    ‏التجسس

    أعلن كوهين أنه قرر تصفية كل أعماله العالقة في الأرجنتين ليظل في دمشق مدعياً حب الوطن. وبعد أقل من شهرين من استقراره في دمشق‏،‏ تلقت أجهزة الاستقبال في الموساد أولى رسائله التجسسية التي لم تنقطع علي مدى ما يقرب من ثلاث سنوات‏،‏ بمعدل رسالتين علي الأقل كل أسبوع‏.‏

    وفي الشهور الأولى تمكن كوهين أو كامل من إقامة شبكة واسعة من العلاقات المهمة‏‏ مع ضباط الجيش والمسؤولين العسكريين‏.‏ وكان من المعتاد أن يزور أصدقاءه في مقار عملهم‏،‏ وكانوا يتحدثون معه بحرية عن تكتيكاتهم في حالة نشوب الحرب مع إسرائيل‏‏ ويجيبون على أي سؤال فني يتعلق بطائرات الميج أو السوخوي‏،‏ أو الغواصات التي وصلت حديثا من الاتحاد السوفيتي أو الفرق بين الدبابة ت-‏54‏ وت-55 وغيرها من أمور كانت محل اهتمامه كجاسوس. وكانت هذه المعلومات تصل أولا بأول إلي إسرائيل‏ ومعها قوائم بأسماء وتحركات الضباط السوريين بين مختلف المواقع والوحدات‏.‏ وفي أيلول/سبتمبر ‏1962‏، صحبه أحد أصدقائه في جولة داخل التحصينات الدفاعية بمرتفعات الجولان‏.‏ وقد تمكن من تصوير جميع التحصينات بواسطة آلة تصوير دقيقة مثبتة في ساعة يده‏‏ أنتجتها المخابرات الإسرائيلية والأمريكية. ومع أن صور هذه المواقع سبق أن تزودت بها إسرائيل عن طريق وسائل الاستطلاع الجوي الأمريكية‏،‏ إلا أن مطابقتها مع رسائل كوهين كانت لها أهمية خاصة‏ سواء من حيث تأكيد صحتها‏،‏ أو من حيث الثقة بمدى قدرات الجاسوس الإسرائيلي‏.‏ وفي عام ‏1964،‏ زود كوهين قادته في تل أبيب بتفصيلات وافية للخطط الدفاعية السورية في منطقة القنيطرة‏.‏ وفي تقرير آخر، أبلغهم بوصول صفقة دبابات روسية من طراز ت-‏54 وأماكن توزيعها‏ وكذلك تفاصيل الخطة السورية التي أعدت بمعرفة الخبراء الروس لاجتياح الجزء الشمالي من إسرائيل في حالة نشوب الحرب‏.‏ وازداد نجاح كوهين خاصة مع إغداقه الهدايا على مسؤولي حزب البعث.
    القبض عليه

    في عام 1965، وبعد 4 سنوات من العمل في دمشق، تم الكشف عن كوهين عندما كانت تمر أمام بيته سيارة رصد الاتصالات الخارجية التابعة للأمن السوري. وعندما ضبطت أن رسالة مورس وجهت من المبنى الذي يسكن فيه حوصر المبنى على الفور، وقام رجال الأمن بالتحقيق مع السكان ولم يجدوا أحداً مشبوهاً فيه، ولم يجدوا من يشكّوا فيه في المبنى. إلا أنهم عادوا واعتقلوه بعد مراقبة البث الصادر من الشقة [2]. وقبض على كوهين وأعدم في ساحة المرجة وسط دمشق في 18 أيار/مايو 1965.
    الرواية المصرية

    تؤكد تقارير المخابرات المصرية ان اكتشاف الجاسوس الإسرائيلى إيلى كوهين في سوريا عام 1965 كان بواسطة التعاون مع المخابرات السورية و في نفس الوقت عن طريق الصدفة البحتة حيث أنه في أثناء زيارته مع قادة عسكريين في هضبة الجولان تم التقاط صور له و للقادة العسكريين معه ..وذلك هو النظام المتبع عادة لتلك الزيارات ..وعندما عرضت تلك الصور على ضباط المخابرات المصرية (حيث كان هناك تعاون بين المخابرات المصرية و السورية في تلك الفترة) تعرفوا عليه على الفور حيث أنه كان معروفا لديهم لأنه كان متهما بعمليات اغتيال و تخريب عندما كان عضوا في العصابات الصهيونية في مصر.

    و يحكى في رواية أخرى أنه كان بواسطة العميل المصري في إسرائيل رفعت الجمال أو رأفت الهجان:


    "... شاهدته مره في سهرة عائلية حضرها مسئولون في الموساد وعرفوني به انه رجل اعمال إسرائيلي في أمريكا ويغدق على إسرائيل بالتبرعات المالية.. ولم يكن هناك أي مجال للشك في الصديق اليهودي الغني، وكنت على علاقة صداقة مع طبيبة شابه من اصل مغربي اسمها (ليلى) وفي زيارة لها بمنزلها شاهدت صورة صديقنا اليهودي الغني مع امرأة جميلة وطفلين فسألتها من هذا؟ قالت انه ايلي كوهين زوج شقيقتي ناديا وهو باحث في وزارة الدفاع وموفد للعمل في بعض السفارات الإسرائيلية في الخارج،.. لم تغب المعلومة عن ذهني كما أنها لم تكن على قدر كبير من الأهمية العاجلة، وفي أكتوبر عام 1964 كنت في رحلة عمل للاتفاق على افواج سياحية في روما وفق تعليمات المخابرات المصرية وفي الشركة السياحية وجدت بعض المجلات والصحف ووقعت عيناي على صورة ايلي كوهين فقرأت المكتوب أسفل الصورة، (الفريق أول على عامر والوفد المرافق له بصحبة القادة العسكريين في سوريا والعضو القيادي لحزب البعث العربي الاشتراكي كامل امين ثابت) وكان كامل هذا هو ايلي كوهين الذي سهرت معه في إسرائيل وتجمعت الخيوط في عقلي فحصلت على نسخة من هذه الجريدة اللبنانية من محل بيع الصحف بالفندق وفي المساء التقيت مع (قلب الأسد) محمد نسيم رجل المهام الصعبة في المخابرات المصرية وسألته هل يسمح لي ان اعمل خارج نطاق إسرائيل؟ فنظر إلي بعيون ثاقبة:
    - ماذا ؟
    - قلت: خارج إسرائيل.
    - قال: اوضح.
    - قلت: كامل امين ثابت أحد قيادات حزب البعث السوري هو ايلي كوهين الإسرائيلي مزروع في سوريا واخشى ان يتولى هناك منصبا كبيرا.
    - قال: ما هي ادلتك؟
    - قلت: هذه الصورة ولقائي معه في تل ابيب ثم ان صديقة لي اعترفت انه يعمل في جيش الدفاع. ابتسم قلب الأسد واوهمني انه يعرف هذه المعلومة فأصبت بإحباط شديد ثم اقترب من النافذة وعاد فجأة واقترب مني وقال: لو صدقت توقعاتك يا رفعت لسجلنا هذا باسمك ضمن الأعمال النادرة في ملفات المخابرات المصرية.."

    وعقب هذا اللقاء طار رجال المخابرات المصرية شرقا وغربا للتأكد من المعلومة وفي مكتب مدير المخابرات في ذلك الوقت السيد صلاح نصر تجمعت الحقائق وقابل مدير المخابرات الرئيس جمال عبد الناصر ثم طار في نفس الليلة بطائرة خاصة إلى دمشق النقيب حسين تمراز من المخابرات المصرية حاملا ملفا ضخما وخاصا إلى الرئيس السوري أمين الحافظ.

    وتم القبض على ايلي كوهين وسط دهشة الجميع واعدم هناك في 18 مايو 1965.

    يقول رفعت الجمال.. " حضرت جنازته في إسرائيل بين رجال الموساد بعد أن اعلنت الصحف العربية نبأ القبض عليه وشاركت الأصدقاء السوريين الحزن عليه والمهم لسقوط (نجمنا) الأسطوري ايلي كوهين"[3].
    كوهين في الثقافة
    أنتج الفيلم الأمريكي الشهير جاسوس المستحيل (بالإنجليزية: The Impossible Spy ) سنة 1987م ، ببطولة جون شيا في دور كوهين الجاسوس الإسرائيلي الشهير ، وصورت في إسرائيل.[4]


    الإسم: ايلياهو بن شاؤول كوهين - الإسم المستعار: كامل أمين ثابت - محل الميلاد: الاسكندرية - مصر - الميلاد

    هل كان الرئيس السوري الأسبق أمين الحافظ يعلم أن الرجل الذي يجلس أمامه الآن في مكتبه في السفارة السورية في بيونس آيريس، سيكون له الدور الأكبر في تغيير مستقبل سوريا والشرق الأوسط لأكثر من خمسين عاما تالية؟ ففي العام 1961 استقبل أمين الحافظ الملحق العسكري في الأرجنتين كامل أمين ثابت، السوري المغترب والذي أصبح شخصية محبوبة في الأوساط السورية المغتربة هناك، بعد أن عبّر عن اشتياقه الكبير للعودة إلى وطنه سوريا، ورؤية شعبها الطيب، ورؤية شوارعها وتلالها وسهولها، كان يتحدّث بحرقة المخلوع عن بيئته وأرضه، وكان أمين الحافظ مشغولا بالتفكير في ما يحدث في دمشق، مع أنه ارتاح للصديق الجديد الذي لم يقصّر في دعوته إلى حفلات كثيرة، وهو الذي لم يخف يوما ولعه بالسهر واللهو.

    أما في دمشق، فقد كان "الضباط الشوام" كما سمّاهم جمال عبدالناصر وبقية المناهضين للانقلاب الذي وضع حدّا للوحدة ما بين سوريا ومصر، قد انطلقوا في مجموعة مكونة من 37 ضابطا في تحرك أرادوا من خلاله تصحيح مسار الوحدة، وإنهاء الاحتكار المصري للسلطة، وإيقاف الممارسات التي اعتبروها مهينة بحق الشعب السوري من قبل ضباط جمال عبدالناصر، وخاصة بعد صدور قرارات التأميم والأنباء التي تحدثت عن نقل احتياطي سوريا من الذهب إلى مصر، فكان لا بدّ -كما رأوا- من التحرّك عسكريا ضد استبداد عبدالناصر، الذي سارعوا فور نجاح تمرّدهم بإرسال الرسائل والوفود والتطمينات إليه رغبة منهم في أن تعود المياه إلى مجاريها، ولكن بشروط، الأمر الذي رفضه عبدالناصر رفضا قاطعا، وعاشت سوريا بداية اضطرابات كبيرة، ولكن السوريين حاولوا مع ذلك إعادة تركيب الدولة، فكتبت صحيفة الأيام في عددها رقم 7494 الصادر في 24 كانون الأول ـ ديسمبر من العام 1961 خبرا عن تسمية أعضاء اللجنة التي ستتولى وضع الدستور الدائم ومرسوم تشكيل حكومة جديدة صادر عن رئيس الجمهورية الدكتور ناظم القدسي بناء على أحكام دستور مؤقت، برئاسة معروف الدواليبي، وذلك بعد قبول استقالة الحكومة الانتقالية برئاسة عزت النص، وكانت انتخابات عامة جرت في الأيام الأولى من الشهر ذاته، للاستفتاء على الدستور المؤقت الجديد ولتشكيل مجلس نيابي جديد والذي ترأسه فور تشكله مأمون الكزبري، وهذه الحكومة هي ثالث حكومة تم تشكيلها بعد الانفصال في 28 أيلول ـ سبتمبر العام 1961، وبعد شهور من تلك التجاذبات، وفي 28 آذارـ مارس من العام 1962، قام قائد الانفصال عبدالكريم النحلاوي بانقلاب عسكري آخر، وقام بحل البرلمان وإقالة حكومة معروف الدواليبي، وقبل الانقلاب الثاني للنحلاوي بشهرين، وفي كانون الثاني ـ يناير من العام 1962 كانت التحضيرات قد اكتملت لوصول ضيف دمشق الجديد، الذي أرسل إليها لإعادة ترتيب الأوضاع من جديد، إنه "كامل أمين ثابت" أو "إلياهو كوهين".

    إلياهو كوهين والبدايات

    إلياهو بن شاؤول كوهين اليهودي ذو الأصل الحلبي السوري، والمولود في الإسكندرية التي هاجر إليها أحد أجداده؛ ولد إلياهو سنة 1924 وفي سن العشرين عام 1944 انضم الى منظمة الشباب اليهودي الصهيوني في الإسكندرية، وبعد حرب فلسطين في العام 1948 ازداد نشاطه كعضو أساسي في المنظمة وفي العام 1949 هاجر أبواه وثلاثة من أشقائه إلى إسرائيل بينما بقي هو في الإسكندرية، وكان كوهين يعمل تحت قيادة إبراهام دار وهو أحد كبار رجال الاستخبارات الإسرائيليين، وهو ذاته الشخصية الشهيرة "جون دارلينج" الذي شكل شبكة للمخابرات الإسرائيلية في مصر نفذت سلسلة من التفجيرات ضد المنشآت الأمريكية واستهدفت اليهود المصريين لدفعهم إلى الهجرة إلى إسرائيل، وفي العام 1954 تم إلقاء القبض على أفراد الشبكة في قضية "لافون"، حيث ألقي القبض على إلياهو ضمن المجموعة، ولكنه خرج بريئا بعد التحقيق معه، ليغادر مصر في العام 1955 إلى إسرائيل حيث التحق فيها بالوحدة 131 ضمن جهاز "أمان" لمخابرات جيش الدفاع الإسرائيلي الذي أرسله إلى مصر في مهمة جديدة، فاعتقلته المخابرات المصرية في أكتوبر ـ تشرين الأول من العام 1956، وتم الإفراج من جديد عن إيلياهو كوهين ليعود إلى إسرائيل ثانية بعد سنة من الإقامة في مصر!

    بدأ كوهين يشعر برغبة في الاستقرار بأرض الميعاد، فعمل محاسبا في إحدى الشركات، وانقطعت صلته مع جهاز "أمان" ثم عمل كمترجم في وزارة الدفاع الإسرائيلية، ثم استقال وتزوج من يهودية عراقية في العام 1959.

    عاد كوهين إلى العمل مع المخابرات الإسرائيلية، وقد كان القرار أنه هو الشخص المناسب لتنفيذ العملية الأكثر خطورة في هذه المرحلة، فالجارة القريبة "سوريا" لديها إشكالات كثيرة، وليس معروفا إلى أين ستصل بعد أن قطعت يد عبدالناصر عنها، ورسم السيناريو الخاص بمهمة كوهين معتمدا على أكثر الظواهر التي عرفتها سوريا، ظاهرة الهجرة والاغتراب، فعلى مدى أكثر من مئتي سنة مضت كان المهاجرون يتدفقون من المناطق السورية إلى كل مكان في العالم وبالأخص إلى الأمريكيتين الشمالية والجنوبية، وقد تقرر أن يكون كوهين أحد هؤلاء المهاجرين السوريين المسلمين الذين تحسنت أحوالهم في المهجر، ولديهم رغبة عارمة في العودة إلى أرض الوطن، وتم منحه اسم "كامل أمين ثابت" الذي تقول حكايته إنه "هاجر مع عائلته إلى الإسكندرية ثم سافر عمّه إلى الأرجنتين عام 1946 حيث لحق به كامل وعائلته عام 1947 وفي عام 1952 توفي والده في الأرجنتين بالسكتة القلبية كما توفيت والدته بعد ستة أشهر وبقي كامل وحده هناك يعمل في تجارة الأقمشة".
يعمل...
X