حسن إبراهيم

الشاعر : حسن إبراهيم

هوايته:الشعر بشكل خاص , والأدب عامة, وكل ما يتعلق بالفنون الإنسانية , وأخبار الهندسة الرقمية والنانوية ,




كم أحبــك

كم أحبك ...؟
إني أحبك أكثر من عطر الورودِ
أكثر من طلعة الآمال ِمن حضن الوعودِ
أكثر من بسمة الفل في ليل وجودي

كم أحبك ...؟
أخشى على نبضِك الراكض ِ
والقلب الشغوفِ
كم أحبك ...؟
لو تنصتين لهمس شفاهي
وبوح حروفي.
حبك السحر الحلال
ومشرق روحيَ بعد كسوفِ
أنت أنتِ
وإن ْ عدَّدْتك طيوفي
أنت ثغرُ الفجر حين يقبِّـل وجه الهضابْ
أنت أوّل جرحي وآخر رحلات نزيفي
أنت حبات الندى المستريح ِ
على خد الترابْ
أنت عطر الأرض حين تشرّع أبوابها
لرسول السحابْ
أنت موج البحر
لمَّا يرتمي في رمل صدريْ فيورق في عمري الأنينْ
حبك نورٌ يمشط أهداب الضبابْ

كم أحبك ...؟
لولاك ما تهتُ أصطاد المعاني
ولا زارني الحبُّ
وأفلتَ في الشعر عِناني
ولا الفلُّ تعرّى
لحدِّ البياضِ ليلبس من لونك ظلا ّ
ولا خَجـِـل الجوريْ النديْ
حينما لم يجدْ قربك للعطر محلاّ...ولا
كان للشمس جدائل نور ٍ تتدلّى
يا حياتي تجلّى الربيع بخديك فوَلّى.
واستراح الصبح نورا ً في محياك فحلاّ
وأتي بين شهديك العبير مُـجِـلاّ.
كم أحبك ....!
أجمل ألاّ تعلميْ
كي تظلي كل يوم ٍ تسألينْ
كي أظلَّ بدفء سؤالك هيمانَ سنينْ
أجمل ألا ّ تعلمي . . .
كم أحبكِ
والأجمل لو أخبرتُ
ألا تعلمـيْ . . . .


نشرت في جريدة الوحدة عدد رقم 5978 تاريخ :

14/1/2005


قصيدة (يا أمنا) كاملة
- يا أمَّــنا
سِرْتُ الهوينى
دندنْتُ من مهد الطفولةِ
أغنياتٍ للأملْ
لكنّه صوت ٌ حزينٌ جاءَ
تـبَّـلَــه الألمْ :
كل الأماني في بلاد العرب ِ صادرها الفحِـــلْ
وقعى يبول على الرمِــــلْ
تِبْــرُ الجدودِ وتبر منْ سار الهوينى
لمْ يُسْــأل ِ المرياعُ هل هذا المسير لنا كلينا
أم وحدُنا يا سيدي المملوك قد جئنا السفينَ
لكنــه صوت ٌ حزين عادني.....:
لا تشتري الأعرابَ إلا والعصا معها
فلسْتَ بصانع ٍ من مائهم ورمالهمْ طينا عجينا.
- يا أمــنا
لم يعرفوك ِ بأنك الأولى
فكيف أخاطبُ الجهَــلَهْ
لم يقرؤوك ولم يشمّوا العطر في قمصانك الأحلى
فكيف أصافح القتلـــــهْ
وقميص عطرك فك َّ أسرارَ الحبقْ
لكنـَّه أنفٌ أصمٌّ ساءَه سِـفـْــرٌ العبقْ
أعوذ بالحبِّ الذي خـلـَّــقتِه من شرِّ ما خلق ْ
- يا أمــنا
نحن الصغار المهزلـَــــهْ
من غير أثقال ٍ كواهلـُـنا العتيــــدة مثقلَـــهْ
أفكارنا صدأ ٌ , وإنْ لمعت فحد ُ المقصلَــهْ
أسرارُنا كفضيحة ٍ متنقـلـَــهْ
وإلهنا مندوبه في الأرض ِ
شيخ ٌ مفتن ٌ
والأعور الدجال أقنيـــة ٌ
لفتوى مائلـَــــهْ.


- يا أمـــنا , فلْـيعلموا :
أنت البداية والنهاية ُ, والرحيمة والشديدة , والحكيمة والرشيدة, والبسيطة والكبيرةُ والحقيقة ُ ,والصباحُ بما انبثق ْ.
أعوذ بالحبِّ الذي خـلـَّــقتِه من شرِّ ما خلق ْ
- يا أمـــنا ,
كم أشتهي هذا الرُّقادْ
صليتُ جدا ً كي يباركنا الرّمادْ
صليت جدا ً كي يغلفنا السوادْ
كي يطلعَ الفينيقُ طيرا ً من ألـَقْ
ويطـهِّـرَ الأرحامَ من ْ بئس العَــلَـقْ
صدأ ٌ صدأ ْ , صدأ ٌ صدأ ْ
مالٌ خسيس ٌ في ضمائرنا مَرَقْ
وعلى فراش العُرْب إبليسُ العدالةِ
شاء ما شاؤوا ,وشاؤوا ما يشاءُ
فوافق َ الشِّــن ُّ الطـَبَــقْ
أعوذ بالحبِّ الذي خـلـَّــقتِه من شرِّ ما خلق ْ.
- يا أمـــنا ,
سرقوا جمالك للتجارهْ
سرقوا الخميرة َ واستطابوا خبزنا
تموزُ يا ضرع َ السماءْ
أمطِرْ , فإن مياهنا ليستْ بماءْ
وهواءَنا أمسى هباءْ
أمطرْ , فهذا عهدُ سـُـرّاق ِ الحضارهْ
سرقوا سنابل قمحنا , ونهود سيدتي
وأردافَ السماءْ
سرقوا لنا موسى , وعيسى , والأمين,
وعشتروت , وأحرفا ً خطَّتْ لكل لغاتهم
تاريخ ميلادْ
سرقوا البلادْ .
يجتاحني الغضب المقدس ُ
ما بصدري من فؤادْ
بركان قهر ٍ في دمي يبغي الحصادْ
تموز شىء كيلا أشاءْ
تموز شىء كيلا أشاءْ
كيلا أشــيِّدَ من جماجم ِ خزيهم أبراج بابلَ, مجدَ مولانا بنوخذ نصَّرٍ
يسبي صحاري, كم تجيد رمالها
استمناء نفط ٍ أسود ٍ,
وملوكَ دمٍّ منْ دمى , مصنوعة في الغرب ِ
حيث الشمس تغرب والنجوم ودمّنا , أحلامنا
شرف السماءْ
كيلا يمزّق طائري القدّوسُ
صمت بغائهمْ
دولٌ وأعلامُ حريرٌ
والحشايا من ْ خِرَقْ
أعوذ بالحبِّ الذي خـلـَّــقتِه من شرِّ ما خلق ْ.

دمشق 2-10-2011


(منشورة في صحيفة الاسبوع الأدبي السورية)
— ‏مع ‏‏طائر الفينيق‏ و ‏‎Yasser Sakr‎‏ و ‏سالم زهران‏