إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أصبحت الحلويات حلماً بعيداً في العيد ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أصبحت الحلويات حلماً بعيداً في العيد ..


    في العيد ..الحلويات أصبحت حلماً بعيداً
    ملأت نظرات الدهشة والاستغراب وجهي ووجه صديقتي عندما لم نستطع أثناء جولتنا في الأسواق قبل العيد أن نجد سعر أي صنف من الحلويات أقل من 2000 ليرة ،

    فقد تجاوز سعر بعض الأصناف الـ5000 ليرة سورية ، في حين كان سعر تلك الحلويات أقل بجزء بسيط في بعض الأحياء الشعبية مع انخفاض كبير بمستوى جودة الصنع. فأضحت الحلويات في عيد الأضحى مادة كمالية لأصحاب الدخل العادي، ومادة خيالية لذوي الدخل المحدود ، ومادة يمكن للمهجرين مشاهدتها فقط على واجهات المحال وفي أحلامهم .
    90% انخفاض المبيعات
    ارتفاع أسعار المواد الأولية الداخلة في صناعة الحلويات وغياب الزوار والسائحين عن دمشق وغلاء المعيشة بشكل عام وأسباب عديدة كلها أثرت على صناعة الحلويات حسب ما أكده لنا أبو سعيد صاحب أحد محال الحلويات في دمشق، فقد ارتفعت أسعار الحلويات لهذا العام مقارنة بالعام الماضي بنسبة تتراوح ما بين 65 – 70% وتأثرت صناعة الحلويات بالأحداث التي يمر بها البلد ما أدى لانخفاض نسبة المبيع لحوالى 90% حتى في فترة الأعياد، وأوضح أن ارتفاع أسعار الحلويات ليس من صالح التاجر، لأن السوق حالياً تعاني ركوداً كبيراً، والمستهلك المحلي، الذي أصبح هو المستهلك الوحيد بعد غياب السياحة، لن يشتري بسبب ارتفاع الأسعار وانخفاض قدرته الشرائية، وخاصة أنه أصبح اليوم يعد الحلويات من الكماليات. واعتبر أصحاب المحال حركة السوق وإقبال المواطنين على شراء الحلويات ليس مقبولاً قياساً للسنوات الماضية ولعيد الفطر السابق ، كما يشير أصحاب المحال إلى أن انعدام حركة التصدير في مثل هذه الفترة من السنة أثّر بشكل كبير وسلبي على مدخولاتهم من بيع الحلويات ، كما برر أصحاب المحال ارتفاع أسعار الحلويات بارتفاع أسعار المواد الأولية والمحروقات.
    غلاء مخيف
    أثناء جولتنا في أحياء السكن الشعبية كانت روائح الحلويات الشهية المصنوعة في المنازل تزيّن أجواء الحارات ، فمع ارتفاع أسعار الحلويات الجاهزة استعاضت النسوة عنها بصنع حلويات العيد في البيوت، ولكي ترسم أم رائد البسمة على وجه أطفالها قامت بشراء بعض المواد الأولية لصناعة الحلويات في منزلها للتخفف من حجم العبء المادي الذي سيعترضها في حال قامت بشراء الحلويات الجاهزة، لكن وعلى حد قولها كانت أسعار تلك المواد مخيفة، لذا اكتفت بصناعة ربع الكمية التي اعتادت على صناعتها في الأعياد الماضية، حال الحلويات هذا العيد كحال المونة التي تقلص حجمها هذا العام بعد الغلاء الفاحش الذي عانينا منه.
    أما محمود وهو أب لأربعة أولاد ومن أصحاب الدخل المحدود حاله كحال الكثير من الأسر التي ألغت بند شراء الحلويات من قائمة مشترياتها قال: " إن ارتفاع الأسعار إلى الضعف وربما أكثر دفعني إلى الاستغناء عن الحلويات لأنها لا تتناسب مع مقدرتي الشرائية والاستعادة عنها بالحلويات التي تصنعها زوجتي في المنزل ، لكن حتى أسعار الطحين والسكر ارتفعت كثيراً وجعلتني أفكر بالاستغناء عن صنع الحلويات المنزلية في العيد القادم إذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن، أما هيفاء التي كانت تصنع الحلويات في منزلها قالت: "في السابق كنا نتنافس مع جيراننا أو أقاربنا في كمية الكعك التي نصنعها في منزلنا، أما اليوم فلا أحد يأتي على حديث الكعك، حيث أصبح يشترى بالكيلو ونصف الكيلو، وإذا رغبت ربة المنزل أن توفر وتصنعه في البيت فإنها سوف تصطدم بالتكلفة وبسعر المواد التي ستشتريها حيث إن الأسعار مرتفعة ولا طاقة لجميع الناس على تأمينها.
    إلغاء الحلويات
    رغم كل الظروف التي نمر بها حالياً إلا أننا لا نستطيع استقبال العيد إلا بشراء الحلويات التي تعتبر الأساس في ضيافة أي بيت، وأنا شخصياً اشتريت من الصنف الثاني كوني لا أستطيع تحمل أعباء شراء الصنف الأول نظراً لارتفاع أسعاره بشكل كبير لا يتناسب مع دخلي، هذا ما أجابنا به أبو أحمد عند سؤالنا له عن شرائه للحلويات ، أما باسل فاكتفى بالقول: في هذا العيد قمت بشراء كميات أقل نظراً لارتفاع الأسعار وأيضاً لتوقعي بأن زوار العيد والمهنئين به لن يكون عددهم كبيراً، لافتاً إلى أن الأسعار اختلفت بشكل كبير قياساً مع العيد الماضي بشكل لا يتناسب مع دخل الشريحة العظمى من المواطنين السوريين.
    رامي، من أصحاب الدخل المحدود، حاله كحال الكثير من الأسر التي ألغت بند الحلويات من قائمة مشترياتها، كان سابقاً من رواد أسواق الحلويات هو وعائلته، وارتفاع أسعار الحلويات، دفعه لأن يضع الحلويات ضمن بنود السلع المخيفة ، وأيده بالقول صديقه كرم مضيفاً"إن غلاء الحلويات جعلنا لا نقصد محال بيعها حتى في المناسبات، وبما أن العيد على الأبواب أصبحنا مرغمين على التحايل على أوضاعنا ، حيث نشتري المواد من السوق ونصنعها في البيت. أما أم إبراهيم قالت :"لم ولن أشتري أي نوع من الحلويات , مثلها مثل أمور كثيرة استغنينا عنها في الحياة في ظل هذا الغلاء الذي لم يرحم أحداً.
    بالانتظار
    مدير تموين محافظة دمشق جمال شعيب أكد لنا أنه تمت مناقشة الدراسة بشأن أسعار الحلويات في محافظة دمشق بحضور السيد عضو المكتب التنفيذي وأعضاء لجنة تحديد الأسعار ، ولانزال حتى الآن بانتظار صدور الجدول النهائي لأسعار الحلويات بنوعيها الحيواني والنباتي من المكتب التنفيذي لمحافظة دمشق.
    مراقبة مستمرة
    وأرجع شعيب سبب اختلاف أسعار الحلويات من منطقة لأخرى لاختلاف المواد الأولية الداخلة في صناعتها ، ففي الأحياء الشعبية تكون المواد الداخلة في صناعة الحلويات رخيصة وذات مواصفات أدنى لذا تكون أسعارها أرخص من مناطق أخرى ، وحول سبب انخفاض نسبة المبيع أوضح شعيب أن ذلك يعود لارتفاع أسعار الحلويات بأنواعها وتوجه المواطن لتأمين السلع الأساسية والضرورية للحياة، وأشار إلى استمرار الدوريات في مراقبة المحال بشكل عام وخلال فترة الأعياد يتم تنظيم الضبوط اللازمة "عدم الإعلان عن الأسعار مثلاً لمحال الحلويات.
    يبقى القول:إن الهم الوطني والمعيشي أكبر من الحديث عن قصة حلويات العيد في مثل هذه الظروف، فهموم المواطن السوري تزداد يوماً بعد يوم في ظل الغلاء الفاحش ، وأسعار الحلويات حالياً تحتاج إلى دخل مستقل، لأن بقايا الراتب لن تلبي شراءها.
    البعث ميديا - البعث
يعمل...
X