تويت
شجرة الهوهوبا ( الذهب الاخضر) بين القيمة الاقتصادية البيئية والطبية الغذائية
رغم تسميته بالذهب الأخضر(نبات الهوهوبا) ودخوله إلى سورية منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وتحديداً في بداية الثمانينيات،
إلا أنه لم يرتق بجدواه الاقتصادية إلى مصاف غيره من الثروات التي نالت ألقاباً وتسميات مشابهة كالذهب الأسود والذهب الأبيض؛ ويعود السبب في ذلك إلى عدم إجراء الدراسات التقييمية حول مدى نجاح زراعته في سورية، و ملاءمته للظروف المناخية، كما لم تدرس إنتاجيته في ظل الظروف المناخية المتباينة بين محافظة وأخرى، وجدواه الاقتصادية منذ إدخاله.
هذا النبات بميزاته العديدة وقيمته الاقتصادية العالية شكّل مضمون إحدى الدراسات التي أعدتها وزارة الدولة لشؤون البيئة حول نبات الهوهوبا؛ الذي يمثل نباتات البيئة الصحراوية التي تنجح زراعتها دون الحاجة إلى ري، وخاصة في تلك المناطق التي لا يزيد معدل الأمطار فيها عن 200 ملم، فهو من النباتات التي تكره الماء.. فهل ستبقى ميزاتها العديدة حبيسة الدراسات الورقية، أم سيكون لها حضور على ساحة الواقع ؟.
بطاقة تعريف
بصراحة، عندما سمعنا عن هذا النبات لم تكن لدينا أية معلومة أو فكرة عن أهميته البيئة والاقتصادية، وقد لعبت الصدفة دوراً في معرفة بعض التفاصيل حول تجربة زراعته في سورية، وبعد التقصي والبحث في هذا الاتجاه استطعنا الحصول على هذه الدراسة عن هذا النبات و ذلك نظراً لما ينفرد به من مميزات وصفات لا توجد في غيره من النباتات وهي: المقاومة للجفاف، ومقاومة الأراضي الهامشية ذات الملوحة العالية، بالإضافة إلى أن اكتشاف زيت البذور جعل الاهتمام به كبيراً في كل العالم..
وقد استحوذ هذا النبات على اهتمام الباحث والمزارع على حد سواء؛ لاحتواء البذور على زيت من نوع الشمع السائل فريد في صفاته من حيث استخداماته العديدة، ويمكن إحلاله محل زيت كبد الحوت الذي أصبح توفره قليلاً، الى جانب مقاومتة للجفاف والظروف القاسية؛ حيث يتحمل درجات الحرارة دون الصفر البيولوجي ودرجة الحرارة المرتفعة 50مْ، وهناك ايضا إمكانية نموّه في الأراضي الهامشية غير القابلة للاستزراع بمحاصيل أخرى، ومقاومته للملوحة، وعدم الحاجة للتسميد، و قلة التعرض للإصابة بالأمراض و الحشرات.
الجدوى الاقتصادية
تحتوي بذور الهوهوبا على نسبة عالية من وزنها زيتاً يتم استخراجه باستخدام معاصر الزيوت العادية المستخدمة لاستخراج زيت الزيتون حيث تدل بعض المراجع أنه يستخرج في العصرة الأولى حوالي 75% من الزيت وحوالي 10% في العصرة الثانية، أما الكمية الباقية والبالغة نحو 15% فيتم استخلاصها من خلال استخدام المذيبات الكيميائية، ويستخدم هذا الزيت في المحركات للتشحيم حسب ما دلّت بعض الدراسات، وذلك نظرا لاحتفاظه بلزوجته العالية تحت درجات الحرارة المرتفعة التي قد تصل إلى أكثر من 350م مما يطيل من عمر المحرك و يقلل الحاجة لتبديل الزيت، ويستخدم النبات أيضاً في مقاومة عوامل التعرية و تحمله للعطش الشديد والحرارة العالية، واستخدامه كمصدّات رياح لمنع زحف الرمال وتثبيت الكثبان الرملية وجوانب الطرق، إضافة إلى استخدامه كنبات رعوي، خصوصاً في المناطق الهامشية الجافة.
الأهداف والأهمية العلمية
واللافت ان دراسات الجدوى الاقتصادية لنبات الهوهوبا تقديرية وغير دقيقة؛ نظراً لقلة المعلومات الحقلية المتوفرة عن هذا النبات في العالم العربي عموماً، و انعدامها في الجمهورية العربية السورية خصوصاً حيث لم تجرَ عليه أية دراسة من حيث إنتاجيته في ظروف مناخات بلدنا، و لم تدرس أيضاً الجدوى الاقتصادية منذ إدخاله؛ لذلك عملت على دراسة ملاءمة النبات للظروف المناخية في ثلاث مناطق مختلفة الظروف المناخية ودراسة التركيب الكيميائي للزيت، ومعرفة مكوناته و صفاته الطبيعية، و دورها الغذائي والطبي، وخصوصاً في مجال صناعة الأدوية و الصناعات الأخرى كزيوت تشغيل المحركات مع صناعة مواد التجميل، و صناعة الورق، و تغليف حبوب الدواء، ودراسة مخلفات استخراج الزيت المستخدمة أحياناً لتغذية الحيوان، ودراسة التأثير السام للزيت فيما إذا كان له أي تأثير سام وفيما بعد استخلاص القيمة الاقتصادية.
دور البحث
ولاشك في أن أهمية الدراسة في خدمة التنمية الاجتماعية والاقتصادية تأتي من تشغيل الأيدي العاملة وتحسين الاقتصاد الوطني حيث يعتبر من مصادر الدخل القومي، كما له دور في التخفيف من تلوث البيئة وتشجير المناطق الصحراوية و المناطق المتدهورة، و تخضيرها و تلطيف الجو بما يؤدي إلى إعطاء منظر جمالي و سياحي لجوانب الطرق.
هذا عدا عن التخفيف من استهلاك المياه المستخدمة في السقاية.
من أجل البيئة
بالمحصلة النهائية نقول: سواء كانت شجرة الهوهوبا ذهباً اخضر أو أصفر أو أحمر فهذا لا يغير من حقيقة حاجتنا إلى مثل هذه الشجرة ذات الميزات البيئية والاقتصادية التي يمكن لها أن تساهم في التخفيف من بعض المظاهر البيئية السلبية التي استعصى حلّها على الجهات المعنية.
فهل يمكن لهذه الدراسة أن تطوي تلك السنوات الطويلة من الانتظار، أم ستكون مثل غيرها أقرب إلى فقاعات الصابون البيئية التي تتلاشى وتتبخر نتائجها الايجابية على أبواب الانتظار؟!.
البعث ميديا - البعث
رغم تسميته بالذهب الأخضر(نبات الهوهوبا) ودخوله إلى سورية منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وتحديداً في بداية الثمانينيات،
إلا أنه لم يرتق بجدواه الاقتصادية إلى مصاف غيره من الثروات التي نالت ألقاباً وتسميات مشابهة كالذهب الأسود والذهب الأبيض؛ ويعود السبب في ذلك إلى عدم إجراء الدراسات التقييمية حول مدى نجاح زراعته في سورية، و ملاءمته للظروف المناخية، كما لم تدرس إنتاجيته في ظل الظروف المناخية المتباينة بين محافظة وأخرى، وجدواه الاقتصادية منذ إدخاله.
هذا النبات بميزاته العديدة وقيمته الاقتصادية العالية شكّل مضمون إحدى الدراسات التي أعدتها وزارة الدولة لشؤون البيئة حول نبات الهوهوبا؛ الذي يمثل نباتات البيئة الصحراوية التي تنجح زراعتها دون الحاجة إلى ري، وخاصة في تلك المناطق التي لا يزيد معدل الأمطار فيها عن 200 ملم، فهو من النباتات التي تكره الماء.. فهل ستبقى ميزاتها العديدة حبيسة الدراسات الورقية، أم سيكون لها حضور على ساحة الواقع ؟.
بطاقة تعريف
بصراحة، عندما سمعنا عن هذا النبات لم تكن لدينا أية معلومة أو فكرة عن أهميته البيئة والاقتصادية، وقد لعبت الصدفة دوراً في معرفة بعض التفاصيل حول تجربة زراعته في سورية، وبعد التقصي والبحث في هذا الاتجاه استطعنا الحصول على هذه الدراسة عن هذا النبات و ذلك نظراً لما ينفرد به من مميزات وصفات لا توجد في غيره من النباتات وهي: المقاومة للجفاف، ومقاومة الأراضي الهامشية ذات الملوحة العالية، بالإضافة إلى أن اكتشاف زيت البذور جعل الاهتمام به كبيراً في كل العالم..
وقد استحوذ هذا النبات على اهتمام الباحث والمزارع على حد سواء؛ لاحتواء البذور على زيت من نوع الشمع السائل فريد في صفاته من حيث استخداماته العديدة، ويمكن إحلاله محل زيت كبد الحوت الذي أصبح توفره قليلاً، الى جانب مقاومتة للجفاف والظروف القاسية؛ حيث يتحمل درجات الحرارة دون الصفر البيولوجي ودرجة الحرارة المرتفعة 50مْ، وهناك ايضا إمكانية نموّه في الأراضي الهامشية غير القابلة للاستزراع بمحاصيل أخرى، ومقاومته للملوحة، وعدم الحاجة للتسميد، و قلة التعرض للإصابة بالأمراض و الحشرات.
الجدوى الاقتصادية
تحتوي بذور الهوهوبا على نسبة عالية من وزنها زيتاً يتم استخراجه باستخدام معاصر الزيوت العادية المستخدمة لاستخراج زيت الزيتون حيث تدل بعض المراجع أنه يستخرج في العصرة الأولى حوالي 75% من الزيت وحوالي 10% في العصرة الثانية، أما الكمية الباقية والبالغة نحو 15% فيتم استخلاصها من خلال استخدام المذيبات الكيميائية، ويستخدم هذا الزيت في المحركات للتشحيم حسب ما دلّت بعض الدراسات، وذلك نظرا لاحتفاظه بلزوجته العالية تحت درجات الحرارة المرتفعة التي قد تصل إلى أكثر من 350م مما يطيل من عمر المحرك و يقلل الحاجة لتبديل الزيت، ويستخدم النبات أيضاً في مقاومة عوامل التعرية و تحمله للعطش الشديد والحرارة العالية، واستخدامه كمصدّات رياح لمنع زحف الرمال وتثبيت الكثبان الرملية وجوانب الطرق، إضافة إلى استخدامه كنبات رعوي، خصوصاً في المناطق الهامشية الجافة.
الأهداف والأهمية العلمية
واللافت ان دراسات الجدوى الاقتصادية لنبات الهوهوبا تقديرية وغير دقيقة؛ نظراً لقلة المعلومات الحقلية المتوفرة عن هذا النبات في العالم العربي عموماً، و انعدامها في الجمهورية العربية السورية خصوصاً حيث لم تجرَ عليه أية دراسة من حيث إنتاجيته في ظروف مناخات بلدنا، و لم تدرس أيضاً الجدوى الاقتصادية منذ إدخاله؛ لذلك عملت على دراسة ملاءمة النبات للظروف المناخية في ثلاث مناطق مختلفة الظروف المناخية ودراسة التركيب الكيميائي للزيت، ومعرفة مكوناته و صفاته الطبيعية، و دورها الغذائي والطبي، وخصوصاً في مجال صناعة الأدوية و الصناعات الأخرى كزيوت تشغيل المحركات مع صناعة مواد التجميل، و صناعة الورق، و تغليف حبوب الدواء، ودراسة مخلفات استخراج الزيت المستخدمة أحياناً لتغذية الحيوان، ودراسة التأثير السام للزيت فيما إذا كان له أي تأثير سام وفيما بعد استخلاص القيمة الاقتصادية.
دور البحث
ولاشك في أن أهمية الدراسة في خدمة التنمية الاجتماعية والاقتصادية تأتي من تشغيل الأيدي العاملة وتحسين الاقتصاد الوطني حيث يعتبر من مصادر الدخل القومي، كما له دور في التخفيف من تلوث البيئة وتشجير المناطق الصحراوية و المناطق المتدهورة، و تخضيرها و تلطيف الجو بما يؤدي إلى إعطاء منظر جمالي و سياحي لجوانب الطرق.
هذا عدا عن التخفيف من استهلاك المياه المستخدمة في السقاية.
من أجل البيئة
بالمحصلة النهائية نقول: سواء كانت شجرة الهوهوبا ذهباً اخضر أو أصفر أو أحمر فهذا لا يغير من حقيقة حاجتنا إلى مثل هذه الشجرة ذات الميزات البيئية والاقتصادية التي يمكن لها أن تساهم في التخفيف من بعض المظاهر البيئية السلبية التي استعصى حلّها على الجهات المعنية.
فهل يمكن لهذه الدراسة أن تطوي تلك السنوات الطويلة من الانتظار، أم ستكون مثل غيرها أقرب إلى فقاعات الصابون البيئية التي تتلاشى وتتبخر نتائجها الايجابية على أبواب الانتظار؟!.
البعث ميديا - البعث