إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفنان "حسين القطلبي".. ريشة تطفو على سطح الماء .. أروى غندور ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفنان "حسين القطلبي".. ريشة تطفو على سطح الماء .. أروى غندور ..


    الفنان حسين القطلبي
    "حسين القطلبي".. ريشة تطفو على سطح الماء

    أروى غندور


    يسكن الريف في لوحاته وكأن الطبيعة تبتسم لالتقاط صورة لتفاصيلها المنسية، التي يذكرنا بها الفنان "حسين القطلبي" بألوانه المائية الشفافة والقادرة على تصدير روح التراب ومكونات حياة البسطاء إلى عين المتلقي.
    مدونة وطن eSyria وبتاريخ 12/11/2012 التقت الرسام "حسين قطلبي" الذي حدثنا عن بداية موهبته الفنية بقوله: «لا أدري منذ متى بدأت الرسم، ولكن أذكر أن أول لوحة رسمتها بعمر خمس سنوات، طبعاً تأثرت بأخوالي الذين كانوا يهوون الرسم، لكن الموهبة تخلق وتولد مع الشخص».

    يرى "القطلبي" نفسه باللون المائي أكثر من الزيتي فعرف عنه لوحاته المائية، وعن أسلوبه بالرسم يقول: «أنا أرسم بأسلوب بدأته من الصفر فأخذت أطوره حتى وصلت لمرحلة يشعر بها المتلقي بعدم وجود الألوان على اللوحة، فلا سماكة تفصلها وكأن الألوان ممزوجة بالكرتون».

    يتطلب الرسم بالألوان المائية سرعة حركة الريشة، فهناك من يعتبر هذه الألوان هي الضلع القاصر في معادلة الفن التشكيلي إذا ما قارناها بالألوان الزيتية، يقول "القطلبي": «اللون المائي شفاف وأقرب إلى الطبيعة على عكس الألوان الزيتية فهي قاسية بالنظر، وتناسب لوحات غير الطبيعة، خلال فترة لا تتجاوز 10 سنوات رسمت حوالي 3000 لوحة مائية، وأصبح لي قدرة على الرسم بطريقة سريعة فزيادة الرسم مائياً يعطي الرسام مهارة وقدرة على التحكم بالألوان لأن الرسم المائي عفوي وسريع، وأقصى حد لتكون اللوحة جاهزة هي ساعتان من الزمن أي قبل أن يجف الماء عن الكرتون وإلا تتلف اللوحة».

    ويضيف: «الرسم المائي يجذب إليه ابن الريف أكثر من ابن المدينة لكونه من بيئته، وهدفي من تكرار الرسم بهذا الأسلوب أن يكون لي خصوصية لنفسي فيه، أي من يرى
    الريف في لوحاته لوحاتي يدرك أنها لوحات "حسين قطلبي" دون أن يبحث عن توقيع أو اسم».

    عندما نرى لوحات "القطلبي" نلاحظ تركيزه على المدرسة الواقعية أكثر من تركيزه على الحالة التعبيرية أو الأفكار، وفي ذلك يقول: «هذا أسلوبي بالرسم وأنا مقتنع به، فأحب أن تعبر اللوحة عن نفسها بشكل بسيط ومباشر فالبيئة الريفية رسمت كثيراً لكنها لم ترسم بتفاصيلها، أما أنا فسبب موهبتي هي الطبيعة ولها انطباع كبير في شخصيتي، بينما الإنسان لم يشدني لأن أرسمه، وبرأيي هذا النمط من الألوان يلفت عين الناظر فتنطبع في ذاكرته أكثر».

    يبحث الفنان عن مواضيعه وأحياناً نجدها تبحث عنه متنكرة بزيّ المصادفة، فعلى أي أساس يختار "القطلبي" موضوعه؟: «الموضوع دائماً يفرض نفسه، وأنا أختار المواضيع التي تتناسب مع هذا النمط من الألوان ولا أخفي أن أغلب لوحاتي كانت بسبب مشاهدات رأيتها بالواقع وطبعت في ذاكرتي ودفعتني لأرسمها، الواقع ومقاربته وإعادة إنتاجه فنياً هي قضية طالما شغلت الفنانين وشكلت هاجساً بالنسبة لهم».

    تطرق رسامنا في لوحاته للتفاصيل المهملة، فرسم ساعة الكهرباء، مزراب الماء، حائط الطين وانعكاسات الضوء عليه، العشب الأخضر الذي ينمو ويتصاعد على الحائط، وعنها يحدثنا بقوله: «برسم الزوايا المنسية أعطي اللوحة والطبيعة حقها، وهذا أيضاً بعيد عن التكرار فهناك تفاصيل في بيئتنا لا نراها بل نعتبرها ركاماً قديماً، ولكن وجودها في لوحة هو أمر لافت للنظر غير أن ذلك تسويق لبيئتنا الريفية الجميلة والتي تبهر من لوحاتهالعين، الاهتمام بالتفاصيل يوفر عنصر الادهاش في اللوحة ويجعلنا نعيد تشكيل علاقاتنا مع الأشياء المحيطة بنا والتي لا ننتبه لها على الأغلب لشدة قرينا منها، وهنا تكمن مهمة الفنان».

    ولم يسعَ "القطلبي" لإقامة معرض خاص به ولكنه شارك في معارض جماعية، في ذلك يقول: «أول معرض شاركت به مع مجموعة رسامين، قدمت حوالي 16 لوحة من البيئة الريفية في "سلمية" وتطرقت خلالها للبيت القديم والقبب وغيرها، ومنذ أكثر من 10 سنوات شاركت بعدة معارض في "دمشق" و"حلب" ومن المؤكد أن هذه المعارض لها فضل في تنمية موهبتي».

    لم يسوق "القطلبي" نفسه تجارياً على الرغم أن معظم لوحاته تم بيعها فكان رأيه في ذلك: «أعتقد أن الرسم بالألوان المائية غير رابحة تجارياً، بخلاف اللوحات الزيتية والتي لها سوق أكبر، أما الاعلام والتسويق والشهرة فهي عملية مكملة للفن، والعمل من أجل تحقيق العامل المادي فقط، يقتل الابداع والفن».

    من وجهة نظر الرسام "القطلبي" أن الانسان إذا وصل لمرحلة معينة من النجاح فعليه أن يتوقف وكان هذا ما جعله يترك الرسم منذ أربع سنوات فيقول: «أنا وصلت للمستوى المطلوب بالنسبة لي فكنت أرسم أفكاري وأكررها وأطورها حتى رضيت عن نفسي وبشهادة الكثيرين ولقد توقفت عن الرسم لكنني لم أترك الفن فاتجهت للتصوير الفني أي توثيق الطبيعة بجميع نواحيها من خلال عدسة الكاميرا، والآن استمتع بلوحاتي وكأنني لست من رسمها».

    الفنان التشكيلي "غسان جعفر"

    والذي اطلع عن قرب على تجربة "حسين قطلبي" حدثنا عنه قائلاً: «يتمتع "حسين" بشخصية تشبه ما يرسمه، وهو فنان يعمل باستخدام أسلوب اللون المائي الشفاف ويمتلك مهارة وحرفية فيه، يستمد موضوعاته من الريف في "سلمية" وذلك بسبب علاقته الحميمية مع هذه الطبيعة، والمادة التي يتناولها ناجحة لأنها مستمدة من الواقع بحرفيته وأدق تفاصيله وهذا ما أعطاه خصوصية في الرسم».

    الجدير بالذكر أن "حسين قطلبي" من مواليد 1970 متزوج ولديه طفلان "محمد وحلا" ويعمل مهندساً في المؤسسة العامة للمطاحن في "سلمية".
يعمل...
X