إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفنان "ناقد يوسف رحمة" ورحلته بين ربوع "العتابا" و"الموليا" و"الربابة" ..محمد القصير ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفنان "ناقد يوسف رحمة" ورحلته بين ربوع "العتابا" و"الموليا" و"الربابة" ..محمد القصير ..

    "ناقد رحمة"... "العتابا" و"الموليا" و"الربابة"

    محمد القصير

    أول ربابة عزف عليها كانت مصنوعة من "التنك" بدلاً من الخشب وجلد الماعز، ووجد أن باستطاعته تلمس طريق للمعيشة من خلال هذه الموهبة ومن هنا بدأت رحلته في دخول عالم الحفلات والأعراس.

    هو "ناقد يوسف رحمة" الفنان الريفي المولد والممارسة، الذي التقته مدونة وطن eSyria بتاريخ 9/10/2012 وحاورته لإلقاء الضوء على تجربته مع الموسيقا من خلال الآلات الفلكلورية بشكل خاص.

    المكان الذي تربى فيه كان له الأثر الهام في تبلور ملامح العازف عنده، وهنا تحدث عنه الفنان الشعبي "محمد خضر عثمان" قائلاً: «نحن في قرية "بري الشرقي" التي تربى أهلها على سماع "العتابا" و"المولية"، و"ناقد" ابن أختي الذي لازم كل جلساتنا الريفية وكذلك الأفراح التي كنا نحييها، وقد تعلم عزف الربابة من خلال انتباهه الفطن، كذلك قمت بتعليمه كيفية التعامل مع هذه الآلة الشعبية التي كان لها انتشار واسع في ريفنا، كما أنه ورث الصوت الجميل عن والده، لكن شق طريقاً مختلفاً من خلال العزف على آلة "المجوز" وأصبح له اسماً لامعاً في كل المنطقة».

    عن بدايته قال "ناقد": «أتذكر أنني كنت في الصف الرابع الابتدائي عندما صنّع لي والدي ربابة صغيرة الحجم تناسب حجمي، وأنا الذي كنت معجباً بصوت خالي المطرب
    ناقد رحمة
    الشعبي المعروف، وكذلك أبي».

    وفي مرحلة الشباب بدا على "ناقد" أنه يسير في خطا ثابتة وواثقة للانتقال من مرحلة التعلم إلى مرحلة استثمار هذا الفن، يقول: «أول ربابة عزفت عليها كانت مصنوعة من "التنك" بدلاً من الخشب وجلد الماعز، ووجدت أن باستطاعتي أن أتلمس طريقاً للمعيشة من خلال هذه الموهبة من هنا بدأت دخول عالم الحفلات والأعراس، ما زال البعض ممن يقيم الأعراس يبحث عنا خاصة في القرى، وبات "عازف المجوز" عملة نادرة لهذا يتحول إلى حالة متميزة في أعراس وحفلات هذه الأيام، فيما مضى من وقت كان العرس يدار على مدار الأسبوع وفي كل يوم يتجدد اللقاء، وهذا يتطلب جهداً مضاعفاً».

    أما صعوبة العزف خاصة أنها تعتمد على التنفس، يقول: «الكل يعجب بالعزف، والكل يتمنى أن يصبح عازف مجوز ولكن الواقع أصعب من الأمنية، وكثر هم الذي يسألون عن كيفية التنفس، والحقيقة التنفس يكون بشكل مقلوب، أي استخدام الفم للشهيق والأنف للزفير وهو خلاف العادة».

    أما الفن بالنسبة له فهو كالروح مع المجوزلا يستطيع الابتعاد عنه، وهنا يقول: «إضافة لشهرتي على استخدام "المجوز" يعرفني الجميع بعزفي الجيد على "الربابة" وكذلك تصنيعها وبيعها، وقد وصلت الربابة التي أصنّعها إلى دول الخليج العربي، إضافة إلى كافة المناطق السورية».

    والمعروف عن "ناقد" روحه الدمثة وأخلاقه الحميدة، فهو رجل محبوب من قبل أبناء بلدته يتسم بالطيبة وحب الآخرين وهذا ما جعله أميناً على تقديم تراث منطقته بالشكل اللائق، يقول في ذلك: «دائماً وأبداً يحتاج الفنان الشعبي للبحث في بطون التاريخ ومن خلال كبار السن عن تراثنا الغنائي المتنوع والذي كثيراً ما كان مرتبطاً بمفردات الحياة العملية والمتركزة أساساً على الزراعة، هذا الشيء يدعوني للسؤال الدائم، والسؤال كثيراً ما يؤدي غرضه».

    ويتابع: «فعلى الفنان الاستمرارية وعدم الاستسلام لعائق ما، وتدوين التراث من قبل جهات نذرت نفسها لذلك أمر في غاية الأهمية، كما أنه مسؤولية وطنية كبرى».

    الموسيقي "نزيه عيسي" يجد في "ناقد رحمة" الشخص الذي يمسك بالفلكلور حتى لا يهرب من بين أصابعه، ويضيف: «رغم أهمية آلتي "الربابة" و"المجوز" الموسيقي نزيه عيسيفي ماضينا القريب إلا أن التوجه العام كان للآلة الغربية، حتى نغمات هاتين الآلتين تم تحميلها على "ديسك" لتعزف من قبل عازف "الأورغ"، هذا يعني أن لهما وجود ملموس حتى يومنا هذا وإن اختلف الشكل، وقلة هم من يتقنون العزف عليهما و"ناقد" من هؤلاء القلة».

    يذكر أن "ناقد رحمة" هو من مواليد بلدة "بري الشرقي" في العام 1978.
يعمل...
X