إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التشكيلي ( راغب حواضري ) من مدينة حماة في سورية..حواران مع ( تمام كحيل - لؤي آدم )..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التشكيلي ( راغب حواضري ) من مدينة حماة في سورية..حواران مع ( تمام كحيل - لؤي آدم )..

    التشكيلي راغب حواضري

    حوار مع الفنّان التشكيلي
    راغب حواضري
    أمين سر اتحاد الفنّانين التشكيليين في حماة

    لؤي آدم
    «تغيب النزعة الهندسيّة بشكل كبير، لصالح العناصر النباتيّة اللينة الطاغية والمسيطرة، لكن دون أن يتخلى الفنّان كليّاً عن وجود الإنسانيّة التي ظلّت حاضرة وواضحة، إنما عالجها بروحيّة النبات،الأمر الذي خلق حالة عالية من الانسجام والتوافق بين عناصرها الشاغلة لمساحتها كاملة، إنما بإيقاعات متنوعة،
    وتقسيمات مختلفة حملت روح الرقش العربي، وطلاوة وطراوة النبات والمياه وحركة النسيم المنعشة، ولأن الألوان كدرجة وإيقاع واكبت هذه العناصر، وانسجمت معها، شكّلت أعمال هذه الفئة، وليمة لونيّة وخطيّة ساحرة، لعينٍ تنشد متعة التغلغل في جماليات الطبيعة والاغتسال بها من صدأ الحياة اليومية ورتابتها المملّة» هذا ماكتبه الدكتور محمود شاهين في جريدة تشرين 9/9/2009 وذلك في معرض حديثه عن لوحات الفنان التشكيلي «راغب حواضري» الذي أطلعني على عدد من لوحاته.‏
    فوجدتها تمتاز بكثافة تكوينية وغزارة لونيّة، محاولاً فيها، عبر تعبيريته الرمزية، إنجاز توليفات مقنعة تنهض من مخزون شرقي ثري بالعناصر الأصيلة، ولهذا لاتجد أي أثر للعفوية في أعماله بل هناك الهيمنة الكلية للمسة العقلية مسبقة التفكير، وغير الخاضعة للمصادفة أو العبثية، بل ترى شخصيته الدقيقة في كل جزء من لوحته.‏
    في مقر اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين بحماة، تابعنا حواراً بدأناه مع «رئيس الاتحاد» حول قضايا الفن التشكيلي، فكان الحوار التالي:‏
    - من المعروف أنّ أبرز الفنّانين التشكيليين السوريين ينتمون إلى محافظة حماة، فهل تحدثنا عن تاريخ الحركة التشكيلية في محافظة حماة، كيف بدأت وإلى أين وصلت؟‏
    - وهب الله محافظة حماة طبيعة ساحرة وجميلة حيث ينساب نهر العاصي عند دخوله المحافظة... وكذلك الطبيعة الجبليّة ذات الخضرة شبه الدائمة والبادية ذات الطبيعة شبه الصحراوية... ألهمت أبناء المحافظة من الفنانين حيث تناولوا هذه المواضيع التراثية بنهم وحرارة... وكانت نسبة الفنانين كبيرة بالنسبة إلى محافظات أخرى..‏
    بعد هذه المقدمة لابد لي أن أذكر أن هناك بعض الفنانين والحرفيين الذين كانوا يتقنون الرسم مع الدهان ويرسمون على جدران الحمّامات وفي بعض البيوت التي تسمح لهم حالتهم الماديّة بذلك، أذكر منهم: عز الدين وظافر السراقبي وعبد الرحيم وعبد الرزاق الصابوني- وبدر كنعان ودرويش الكيالي وحمدي الكردي، ومنير مشعلجي.‏
    وفي عام 1933 حضر إلى حماة الفنّان الفرنسي «جان ميشليه» وأمضى فيها ستة أشهر، رسم من مناظر مدينة حماة، وقد كان يرافقه في جولاته الفنّان الرائد «شريف أورفلي» الذي ولد عام 1914 وبعد تخرّج عدد من فناني المحافظة من الجامعات التي تدرّس الفن بشكل أكاديمي، نذكر مشاركتهم في معارض الدولة الرسميّة منذ قيامها، حيث شارك الفنّان المشهور «شريف أورفلي» في هذه المعارض منذ عام 1951 وحتى وفاته عام 2002 أمّا «علي الصابوني وبسّام صبّاغ وزهير علواني وجورج نحّاس وعبد الرحمن عسلي» فقد شاركوا منذ عام 1959، أمّا «نشأت الزعبي» فهو مشارك منذ عام 1955 وهؤلاء كانوا في الحلقة الفنيّة التي تأسست في حماة عدا «شريف أورفلي»... هذه الحلقة التي تأسست من قبل «غسان الجاجة وحمدو زلف وعمر عرفة ومحمد شمالي» وكانت أوّل تجمّع فنّي في حماة ثمّ تتالى انضمام الفنانين لها. نذكر منهم: «مصطفى النشّار وبديع العوّير وحسن فتوى وماجد صابوني وغيرهم...»‏
    ثم أصبح «أنور عدي» المسؤول الإداري والفنان المرحوم «سهيل الأحدب» المسؤول الفنّي،وأقامت الحلقة عدداً من المعارض في ثانوية ابن رشد-عائشة حالياً.. وكنت ترى ازدحاماً منقطع النظير أيام افتتاح المعارض.‏
    هذه هي بدايات الحركة التشكيليّة في المحافظة، وبعد ذلك خرّجت محافظة حماة عدداً كبيراً من الفنانين التشكيليين الذين وصل بعضهم إلى العالميّة مثل: مصطفى النشّار وعبد اللطيف صمودي وزهير علواني وخزيمة علواني ومن الجيل الذي يليهم صفوان داحول وحمود شنتوت ونزار علوش «رحمه الله».‏
    ولابد لنا أن نذكر أنّ هناك من أصبح مدرساً في كليّة الفنون الجميلة مثل الدكتور «محمود شاهين» «عميد كلية الفنون الجميلة حالياً» وهو ناقد ونحات.. وكذلك علي الصابوني وصفوان داحول وغيرهم.. وكان أول فنان تشكيلي يعمل مهندس ديكور في التلفزيون السوري منذ افتتاحه: الفنان (مهندس الديكور) يحيى العظم الذي تخرج من مصر.‏
    ولقد أقام اتحاد الفنانين التشكيليين بحماة بالتعاون مع عدد من الفنانين المستفيدين (مراسم للفنانين) في حي الطوافرة.. فلقد حصلنا على أرض المراسم بمساعدة فرع الحزب والمحافظة والتربية.. الذي هو إنجاز لم يتحقق في محافظة أخرى وهذا النذر اليسير من الحركة الفنية التشكيلية في المحافظة.. وأنا آسف إذا سلوت عن ذكر أسماء بعض الفنانين لأن عددهم كبير والحمد لله.‏
    ـ بما أنك فنان تشكيلي أكاديمي قبل كل شيء, وأمين سر اتحاد الفنانين التشكيليين بحماة, فلابد لك من امتلاك الدراية والمعرفة بالفنانين التشكيليين الذين ظلمتهم ظروفهم أو ظلمهم الإعلام, ولم يأخذوا فرصتهم ونصيبهم من الاهتمام والشهرة والانتشار, فمنهم من مات مقهوراً ومنهم من ينتظر؟‏
    من هم هؤلاء وماذا بشأنهم؟‏
    إن بعض الفنانين المستفيدين من المراسم التي أقامها اتحاد الفنانين لديهم فسحة مبيع لوحات فنية للسياح الأجانب الذين يمرون في المدينة, وبهذا الشكل حاول الاتحاد مساعدة الفنان ولو بشكل بسيط من رفع مستوى مبيعاته ودخله.. ولكن نجد أن نسبة الفنانين الذين في المراسم لاتتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة, مع أنها مخصصة لـ12 فناناً, ولكن الفن التشكيلي يلاقي اعتراضات ونقداً من قبل الكثير من المشاهدين والزوار, وقبول الكثير من أفكار الفنان أمر صعب, فالناس تختلف بالأمزجة والذوق والأحاسيس والإدراك المعنوي والمغزى في أي لوحة يراها الشخص وهذا يدل على نقص في ثقافة المتلقي, فكثير من الناس, مثلاً يعدون مادة التربية الفنية, مادة ثانوية في الدراسة مع العلم أن أي مبدع في أي مجال لابد له أن يكون قد (اطلع) على الفن التشكيلي في حياته لأن الفن التشكيلي يجعل المتابع له ذا ذوق رفيع ومشاهدة صحيحة للأشياء التي حوله, أما بالنسبة للفنان الذي لادخل له إلا العمل الفني (فالمصيبة أكبر), وخاصة من يعمل في الديكور, فهو الذي يدفع التزاماته للاتحاد وليس له معاش تقاعد أو مساعدة طبية عند مرضه أو..... مع العلم أن أغلب دخل (اتحاد الفنانين التشكيليين بحماة) هو من أعمال مهندس الديكور.. فلقد صدر قانون اتحاد الفنانين التشكيليين ولم يبق إلا....!!!‏
    فالفن التشكيلي السوري يعاني هو الآخر من شخصية وأمزجة أصبحت تطول جميع المؤسسات الثقافية، ولكن اللوم في ذلك يقع على عاتق المؤسسات الرسمية التي سوف تنصف الفنان.. قبل أن يموت قهراً.. فالقانون عند الانتهاء من الدراسات المالية (التي تدرس منذ عام 2004) سوف تنصف الفنان.‏
    ـ لماذا يصرّ اتحاد الفنانين التشكيليين بحماة على إقامة معرضه السنوي (اليتيم) على هامش مهرجان الربيع عوضاً عن استقلالية معرضه السنوي لفناني المحافظة في وقت آخر, وبالتناوب بين مدن المحافظة (حماة, سلمية, مصياف, سقيلبية, محردة) ويرافق المعرض توزيع جوائز ودروع وبطاقات تقديرية أسوة بمهرجان المسرح ومهرجان الأغنية الشعبية ومهرجان الشعر... وبعدها يمكن أن ينتقل هذا المعرض بين المحافظات؟‏
    أبداً, لايصرّ اتحاد الفنانين التشكيليين بحماة على معرض يتيم كما تسميه, ولكن هناك معارض كثيرة خلال السنة, فمثلاً الآن هناك في صالة الاتحاد معرض للوحة الصغيرة, وبعده معرض لبعض الفنانين من حماة بالتعاون مع جمعية العاديات, وقبلها كان المعرض المشترك لفنانين اثنين من حمص وحماة.. ولكن أقولها بصراحة:‏
    هناك تقصير من الإعلام في تغطية المعارض في محافظة حماة, فمثلاً أنا أمين سر للاتحاد منذ فترة ليست قصيرة لم أشاهد التلفزيون السوري يهتم بالمعارض عندنا مع العلم أن التلفزيون السوري يتابع المعارض خارج المحافظة حتى لو كان المعرض في صالة خاصة!! في حين نجد أن هناك محطات تلفزيونية عربية متواجدة في بعض المعارض كمعرض الربيع.. لقد اتخذ فرع الاتحاد بحماة قراراً بأن يكون معرض الربيع معرضاً متجولاً في المحافظات, لهذا حجزنا صالة الشعب بدمشق للعرض بعد عيد الربيع, وهذا المعرض سيكون متنقلاً بعد أن تقيّم الأعمال لجنة مختصّة لاختيار الأعمال التي تراها مناسبة لتمثل المحافظة في باقي المدن السورية.. وسوف نكرّم بعض الفنانين المميزين في هذا المعرض الذي نتمنى أن يكون مميزاً هذه السنة.‏
    ـ إلى متى سيبقى الفنان التشكيلي مهيض الجناح في معارضه التي تقيمها المراكز الثقافية, فلا تصرف له أية مبالغ مالية يستحقها أكثر من زميله الأديب الذي يقف خلف المنابر مراراً بنصوص مكررّة ومنشورة مراراً أيضاً ودائماً : ليس دون مقابل (!!) في حين تتذرع وزارة الثقافة بأن الفنان (قد) يبيع لوحاته, ومردودها يكفيه!! وكأن الوزارة لاتعلم أنّ بيع اللوحة الفنية كقدوم السنة الكبيسة, ولايتم ذلك إلا بعمليّة قيصرية في أحسن الأحوال, وذلك في مجتمع يعتبر (الفن) حالة من الرفاهية أو البطر أو العبث أو (الفزلكة) الفارغة, في حين تفتخر الأمم المتحضرة بفنانيها وأعمالهم الخالدة! فإلى متى سيظلّ الفنان التشكيلي السوري يعاني من الإجحاف بحقه على الرغم من تفوّق الفنان التشكيلي السوري على أقرانه العرب وحصوله على جوائز ومراتب عليا على الصعيد الدولي, في حين نجده مهملاً من قبل وزارة الثقافة أولاً وربما من قبل اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين أيضاً(!!) ألا تعتقد معي أنّ من أبسط واجبات الاتحاد مواجهة واقع الفنان التشكيلي بمسؤولية أكثر لأجل مستقبل الفن التشكيلي في سورية, والذي يعتبر أهم بكثير ـ من وجهة نظري ـ من الدراما التلفزيونية والفرق الاستعراضية؟‏
    -وزارة الثقافة تقوم باقتناء بعض لوحات من المعرض السنوي, وبأسعار منخفضة مع العلم أن الأعمال المعروضة في المعرض من أحدث لوحات الفنّانين وأفضلها (في رأي الفنّان) وعادة تشتري الوزارة الأعمال التي تراها مناسبة, لذلك نرى أن عدداً كبيراً من أسماء الفنانين المعروفين غير موجودة في معارض الوزارة.‏
    لا أدري ما سبب هذا الإجحاف بحق الفنان التشكيلي.. هل هذا الموضوع مزاجي أم هو موجة.. مع العلم أنّ الفنان عندما تعرض لوحاته خارج البلد يكون لها التأثير الكبير على المشاهد وتكون أسعارها مميزة.‏
    فزميلنا الدكتور (صفوان الداحول) بيعت له لوحة في دبي, تعد هي اللوحة الأعلى ثمناً بالنسبة للفنانين العرب, ولقد كان من الـ/100/ شخصية عربية مؤثّرة, ولكن هناك بعض التقصير من فنانينا الذين لايبحثون عن صالات عرض أو إقامة المعارض الخاصة للفنان .. وتقصير من بعض الجهات الأخرى.‏
    ـ أنت فنان تعبيري, ترسم ماتراه, أو ماتريده أن يكون واقعاً.. مؤكد أن هذا ينسحب على تفكيرك, فهل تعتقد أن من الواقعية تورّط الفنان التشكيلي مع الصالات الخاصة وتجار الفن لضمان مستقبله المادي والفنّي أمام الفراغ الذي تركته وزارة الثقافة منذ سنوات حول واقع الفنان التشكيلي السوري, أهذا هو الحل الواقعي برأيك؟‏
    -إن الحل الأجدى لحل أزمة الفنان التشكيلي هي تفعيل القانون رقم /5/ الذي يحفظ حقوق الفنّان, لأن بعض الجهات المعنية بذلك لا تتفاعل مع القانون, وإنّ بعض الزملاء الفنانين كذلك لا يتفاعلون مع القانون, فيجب عليهم جميعاً دون استثناء أن يوفوا بالتزاماتهم نحو الاتحاد وعدم التهرّب من مستحقات الاتحاد المالية من نسبة المبيعات التي يحاول الفنان في كثير من الأحوال التهرّب منها بطريقة أو أخرى.. إلا أن الالتزام بها يعطي فسحة جيدة للارتقاء بالعمل الفني والتكافل بين أعضاء الاتحاد.‏
    تعقيب:‏
    في هذا الحوار حاولنا تناول (بعض) القضايا التي تهم الفنّان التشكيلي السوري، لهذا ابتعدنا قليلاً عن أجواء (الفن) , ولكن عذرنا في ذلك: أنّ لا فن إن لم يوجد الفنّان.‏
    بطاقة الفنان:‏
    ـ راغب حواضري.‏
    ـ خريج كلية الفنون الجميلة عام 1984 , قسم (عمارة داخلية) ديكور.‏
    ـ أمين سر اتحاد الفنانين التشكيليين بحماة.‏
    ـ أقام العديد من المعارض, كما شارك في معارض وزارة الثقافة ومعرض الربيع (بشكل دائم) ومعارض مشتركة.‏
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    التشكيلي "حواضري" أحاسيسي ترسمها لوحاتي

    تمام كحيل



    «الفكرة عبارة عن مشاعر وأحاسيس تدعونا لقراءتها، وبث روح الإبداع فيها، ومن هنا تتشكل فكرة اللوحة الفنية التي تميزها عن باقي الوحات».
    بهذه الكلمات بدأ الفنان "راغب حواضري" حديثه عندما التقاه موقع eSyria يوم الأربعاء 19 آب 2009 وكان الحوار التالي:

    * ماذا عن نشأة "راغب حواضري" والبدايات في ميدان الفن التشكيلي؟

    ** «ولدت سنة 1957، حيث كان والدي من سكان "بيروت" فقد لعب دوراً أساسياً في تنمية موهبتي حيث أعطاني أنا وإخوتي الحرية الكاملة في الرغبة باختيار العمل الذي نرغب به، فهذا الشكل من الوعي التربوي زاد الرغبة في تنمية موهبتي خلال متابعتي لدراستي الإبتدائية والإعدادية والثانوية، فبدأت موهبتي تتطور بعمر الثالثة عشر، حيث كنت أتردد إلى مركز "سهيل الأحدب" التابع لوزارة الثقافة، فكان لهذا المركز دور هام في توجهي نحو الفن».

    ويتابع حديثه قائلاً: «دخولي لعالم الفن بعمر صغير، دفعني لتسجيل كلية الفنون الجميلة قسم التصميم الداخلي في
    لوحة لإحدى حارات حماه القديمة
    "دمشق" عام /1977/، وتخرجت عام /1982/، بعدها مارست العمل في العاصمة لمدة /12/ عاماً، ثم انتقلت إلى "حماة" عام /1987/، وحالياً أنا أمين سر في نقابة الفنانين التشكيليين».

    * ما السبيل الفني لأن يميز المتلقي بين الأشكال الفنية ذات الجمال السطحي والأشكال النادرة ذات البعد العميق؟

    ** «الفن عبارة عن حالة مزيج داخلي، فأنا أرسم ما يجول بداخلي من مشاعر وأحاسيس، وأترك الحرية للمتلقي، هذا الذي يميز الفن الحديث، فحالة التميز للشكل الفني يرجع لثقافة متلقي الفكرة».

    * متى تبدأ اللوحة عند الفنان "حواضري"؟

    ** «اللوحة هي عبارة عن هاجس مستمر بداخلي، تتطور أثناء الرسم، أبدأ بشيء وأنتهي بشيء آخر، حسب الحالة الداخلية، فعندما مرضت أمي أخذت اللوحة شهوراً طويلة حتى انتهت، فالمرجعية نفسية أولاً وأخيراً».

    * الفنان راغب أثناء الرسموصف "أفلاطون" الفنانين الحقيقيين بأنهم الذين ينشئون حقيقة جديدة لم تحدث من قبل، كيف تقرأ ذلك؟

    ** «لكل فنان حالة تعبيرية يعبر بها عن معاناته إما بالرسم أو الموسيقا، فهي تنفيس مخزون كامل، فعن طريق هذا المخزون يتم إنشاء حقيقة جديدة بإسلوب جديد من قبل الفنان، فرسمت لوحة تعبر عن مأساة الشعب العراقي الصامد أثناء الحرب، فالفكرة أتت نتيجة موقف عبر عن فكرة حقيقية غير مسبقة التفكير».

    * هل طغت صفة الفنان التشكيلي على صفة الرسام؟

    ** «الرسام عبارة عن منفذ لموقف معين أي (مصور)، أما الفنان التشكيلي هو الذي يضع الفكرة نتيجة معاناته، وتستطيع أن تشد لها مشاعر أكثر، فهي ذات تأثير أكبر على المشاهد».

    * هل أصبح الشكل الفني غاية بحد ذاته؟

    ** «الشكل
    الفنان مع لوحته
    الفني ليس غاية بحد ذاته، فمرجعيتك الثقافية والقومية تفرض عليك التأثر بالوسط المحيط حولك من حروب وظلم، فهذا السبب الذي دفعني لرسم أم الشهيد تصرخ رافعةً رأسها عالياً، أعتقد أن تجريد الفن من الفكر هي عملية فاشلة حكماً، لذلك فالشكل على أهميته لا يستطيع أن يكون فناً بدون فكرة أو مضمون إنساني».

يعمل...
X