إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بالريف (عنبر المونة )أو الخلية.. وسيلة تخزين الحبوب الرئيسية في أغلب "الريف السوري"،.كمال شاهين ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بالريف (عنبر المونة )أو الخلية.. وسيلة تخزين الحبوب الرئيسية في أغلب "الريف السوري"،.كمال شاهين ..

    "عنبر المونة".. من تخزين الحبوب إلى الذاكرة

    كمال شاهين


    لسنوات طويلة بقي "عنبر المونة" وسيلة تخزين الحبوب الرئيسية في أغلب "الريف السوري"، كما كان جزءاً من جهاز كل عروس، وكان العريس الشاطر يؤمن لعروسه هذا "العنبر"، فيكون من رجالات البلد المعتبرين.
    اليوم يكاد يختفي هذا "العنبر" ليس من الذاكرة فحسب، بل من الوجود الواقعي أيضاً، مدونة وطن "eSyria" حاولت توثيق وجود "العنبر" في عدد من القرى الريفية النائية في جبال الساحل، فوجدت أنه مازال يستخدم في بعض هذه القرى وعلى نطاق ضيق جداً، بسبب انتفاء الحاجة الفعلية إليه بعد انتشار وسائل التخزين الحديثة.

    "العنبر" هو عبارة عن صندوق مصنوع من الخشب وصفائح التوتياء، بأبعاد مختلفة حسب القدرة الاقتصادية.

    الباحث السوري "إياد السليم" تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 10/9/2013 عن "العنبر" فقال: «الحاجة أم الاختراع، ونتيجة للحاجة الماسة إلى تخزين الحبوب بشكل رئيسي، لكونها غذاء رئيسياً للناس في الأرياف، اخترعت فكرة "العنبر" الذي يعود تاريخ استخدامه في "سورية" إلى ما قبل الميلاد، وقد كان يصنع من خشب "السنديان"، وخلال فترة من الزمن بدأ الناس يستخدمون صفائح التوتياء في صناعته محلياً.

    يبلغ طول "العنبر" حوالي المترين بارتفاع يتراوح بين متر أو متر ونصف حسب الحاجة، أما عرضه فيكون عادة نصف متر، حيث يشكل متوازي مستطيلات، ويقسم الطول إلى ثلاث أو أربع "حجرات" بقاطع خشبي، تسمى كل واحدة منها "عينية"، ويغلف "العنبر" بصفائح الزنك وذلك لحماية الخشب من العوامل الجوية كالرطوبة والحرارة، وكان البعض يرسم على هذه الصفائح ما يشاء من المناظر والمشاهد والعلامات».

    وعن استخدام العنبر تتحدث السيدة "مريم ابراهيم" من قرية "بستان الحمام" في ريف بانياس فتقول: «في العادة نقوم بتخزين القمح والطحين والعدس والبرغل المجروش في "عينات العنبر"، حيث نفتح الغطاء وندلق الكميات في "العينات" إلى أن تمتلئ، وعندما نحتاج إلى أخذ كمية نقوم بفتحه عن طريق "البوابة" في أسفله، حيث نضع الطنجرة أو الوعاء فيتدفق الخير إلى الوعاء.

    هذه الفتحات في أسفل "العنبر" تصنع عادة حيث تستطيع اليد البشرية الدخول منها من أجل سحب الحبوب خارجاً، حين لا يكفي ثقل الوزن لدفع الحبوب إلى الأسفل، تبلغ أبعاد هذه الفتحات حوالي (15) سم طولاً وعرضاً عادة، وتصنع أغطيتها من الخشب أو من التوتياء المزود بأطراف خشبية، يمكن سحبها داخل مجرى مخصص يكون عادة من جسم "العنبر" نفسه ومدمجاً معه، ويكون أيضاً من السهل سحب هذه الأغطية في مجراها حتى لا تعيق عملية استخدام المخزون».

    كما تقول السيدة "مارية": « يشترط في تخزين أي مادة أن يكون قد تم تشميسها فترة كافية، حيث لا تصاب بعد فترة "بحشرة السوس" بالنسبة لمخزون الحنطة أو الطحين، أو بالرطوبة الزائدة التي تخرب المخزون بالنسبة للفواكه المجففة كالتين والزبيب والجوز، وبالتالي يوضع "العنبر" في مكان جيد التهوية قليل الرطوبة، كما هو الحال في بهو الدار أو في غرفة "المونة" المواجهة لشروق الشمس دوماً، ولتفادي التسويس كان البعض يعمد إلى وضع الحبوب في أكياس "خام" مصنوعة من القطن تحتوي ثقوباً دقيقة تسمح بتهوية المخزون، فلا يصاب بحشرة "السوس"».

    كان "العنبر" في يوم من الأيام جزءاً من جهاز أي عروس، تحدثنا السيدة "خدوج معلا" (72عاماً) من قرية "الدي" فقالت: «حتى اليوم مازلت أحتفظ "بالعنبر" الذي أهداني إياه زوجي، وقد كنت أعتز به ككل نساء قريتي، حيث كنت أقوم بتنظيفه من الخارج والداخل كل فترة، وأضع عليه قطعة قماش مطرزة بزهور كنوع من الزينة أتباهى به أمام بقية النساء الأخريات».

    لقد كان "العنبر" يحل محل "الفريزا" (الجمادة) هذه الأيام، حيث لا يخلو بيت منها تقريباً أو تكون جزءاً من البراد، فهو يحفظ المأكولات وأساسها الحبوب، موفراً طعاماً صحياً نظيفاً خالياً من كل أنواع الملوثات، ولا تدخله أية مواد حافظة، فالطبيعة تتكفل بذلك.
يعمل...
X