إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأداة التراثية ( الباطوس ) لعصر الزيتون واستخراج الزيت، .لمى الغسان - عاطف عفيف ...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأداة التراثية ( الباطوس ) لعصر الزيتون واستخراج الزيت، .لمى الغسان - عاطف عفيف ...

    "الباطوس".. الأداة التراثية لعصر الزيتون

    لمى الغسان - عاطف عفيف


    قبل وجود معاصر الزيتون بأجهزتها المتطورة كان أهالي قرى المنطقة الساحلية يستخدمون "الباطوس" في عصر الزيتون واستخراج الزيت، واليوم أصبحت تلك الأداة نادرة الوجود وكلمة شبه مجهولة المعنى.
    "مدونة وطن eSyria" التقت السيد "شبلي خرفان" من قرية "بحيصيص" بريف "طرطوس" بتاريخ 28/8/2013 الذي تذكر أيام عصر الزيتون في قريته فقال: «كان لموسم عصر الزيتون طابعه الخاص حيث تنشغل القرية صغارها وكبارها بهذا العمل، فبعد جمع حبات الزيتون وفرزها حسب جودتها وصلاحيتها للتخزين أم العصر كنا نقوم بسلق الزيتون ووضعه على أسطح المنازل حتى يجف وذلك لمدة أسبوع تقريباً وخلال تلك الفترة يتم تحريك وتقليب الزيتون المسلوق حتى لا يلحق به العفن بسبب الرطوبة، وبعدها ينقل إلى موقع الباطوس ليتم عصره على مراحل حسب كميته».

    وعن "الباطوس" يقول: «هو عبارة عن أداة كانت تستخدم لعصر الزيتون لاستخراج الزيت وتتألف من جرن حجري كبير يصل قطره إلى المتر أو أكثر وهو مكان توضّع الزيتون وفوقه حجر آخر اسطواني الشكل يدور فوقه ليقوم بكبس حبات الزيتون المسلوقة لتتحول إلى ما يشبه العجينة والتي تنقل بدورها إلى جرن كبير بعدما توضع بـ"العلايق" وهي عبارة عن أكياس مصنوعة من الخيش، حيث توضع العلايق ضمن الجرن وفوقها قطعة خشبية لتثبيتها وتثقيلها بحجر دائري كبير، ويوجد على أحد جوانب الجرن مجرى صغير لتجميع الزيت الناتج عن العصر الذي يسيل بعد كبسه، ومن ثم يتم جمعه وتصفيته وتعبئته بالخابيات المخصصة لتخزين الزيت».

    ويوضح "خرفان" أن الحجر الاسطواني الذي يدور فوق جرن الباطوس يحمل ذراعاً خشبية لتساعد على الدوران ومن الممكن أن تربط تلك الذراع بحبل إلى أحد الحيوانات كالحمار لسهولة التحريك، وقد تتم العملية بوجود شخصين الأول يدوّر الحجر الاسطواني والآخر يضع له الكميات المناسبة من الزيتون، إلا أن الأمر يحتاج إلى مهارة عالية وخاصةً فيما يتعلق بالتعامل مع الزيت، ويضيف: «ينتج عن عصر الزيتون بقايا تسمى "التمز" كان يجمع من قبل أهل القرية ليستخدم فيما بعد للتدفئة حيث يحرق ولكن خارج البيوت لما ينتج عنه من دخان ورائحة واخزة إلى حدٍ ما».

    أما "ماهر ابراهيم" من قرية "ضهر مطرو" فلا يعرف ما معنى كلمة "الباطوس" مع أنه يتذكر أن أجداده استخدموا الأدوات البدائية لعصر الزيتون التي لم تعد موجود اليوم إلا فيما ندر، ويقول: «هناك بعض المصطلحات القديمة لأشياء ربما لم تعد موجودة فنسي هذا الجيل معناها على الرغم من أهمية أن نسعى للحفاظ على مثل هذا التراث الذي أصبح يندثر شيئاً فشيئاً، ومعصرة الزيتون القديمة تعبر عن تراث الساحل السوري الذي يجب أن نعلمه لأولادنا جيلاً بعد جيل».

    وفي لقاء سابق مع السيد "أحمد سعيد" بتاريخ 21/1/2008 من سكان قرية "عرمتي" الذين عاشوا طقوس عصر الزيتون بالطريقة القديمة أثناء طفولتهم، وعن "الباطوس" قال: «هو عبارة عن حجر كبير محفور على شكل جرن في داخله حجر آخر يسمى الخريزة اسطواني الشكل ومثقوب في المنتصف ليوضع فيه ذراع خشبية لسهولة تحريكه ودورانه، الذي ينتج عنه ضغط وهرس حبات الزيتون الموجودة في الجرن»، مشيراً إلى أن موسم عصر الزيتون في الريف كان بمثابة حالة احتفالية جماعية، حيث يتلقي أهالي القرية حول "الباطوس" ويتشاركون في عملية العصر ويغنون ويعقدون حلقات الدبكة في الكثير من الأحيان.
يعمل...
X