تويت
عصام طنطاوي.. عين الطفل على المدينة
مرسم الفنان التشكيلي الأردني عصام طنطاوي
عصام طنطاوي.. عين الطفل على المدينة
ع.جو- يملك من يتأمل لوحات الفنان التشكيلي عصام طنطاوي أن يحسم أمرين: الرجُل يهجس بالمدينة عمرانيا واجتماعيا، كما أنه يترك سجيّته تقوده حيثما أرادت، دونما افتعال أو اكتراث كبير بمعايير النقّاد وحساباتهم الدقيقة.
المدينة حاضرة لدى طنطاوي بطابع بات "ماركة" مسجّلة له، إن جاز التعبير؛ إذ يطلّ من قلب المدينة على علوّها وتدرّج مبانيها ووحداتها السكنية، بحميمية، وبأطياف لونية متدرجة هي الأخرى، ومتنوعة بين لوحة وأختها؛ ذلك أنها تكون بألوان ترابية دافئة تارة، لتنقلب تارة أخرى إلى رمادية باردة.
لا يتوقف رسم المدينة لدى طنطاوي على تصوير ملامحها العمرانية فحسب، بل هو يتعدّاها ليكشف حجم الجماليات التي تنطوي عليها عشوائيتها في مرات، كذلك حجم الخلل والتناقض الذي تفرزه هذه العشوائية في مرات أخرى.
عين الطفل لا تنفكّ ترصد المدينة في لوحات طنطاوي، ليس من خلال حضور وجهه في بعضها فقط، بل بعين الدهشة التي كان يرقب فيها عمّان إبّان طفولته في الزرقاء، وببهجته التي تُسبغ على ملامحها العمرانية ألوانا زاهية.
يحضر الطفل في لوحات طنطاوي بنكهة أخرى؛ إذ يعبث بجملة ألوان دونما تخطيط، بل هو يزيد عليها كل قليل وكأنّما هو يركّب لوحة فوق أخرى، ليتعدّى عبثه اللوحة التقليدية، فيطال حتى تلك المصممة غرافيكيا: خطوط ضخمة وأخرى رفيعة، ودرجات لون فاقعة تخرق كآبة المشهد، وتشكيلات مبهمة كثيرا ما يطلّ منها ما يشبه الرأس، الذي يخاله المتأمل ساخطا في حين وراضيا في حين آخر..
مرسم طنطاوي، المولود في القدس في العام 1954، يربض في اللويبدة على شارعين، ليطلّ على مشهد عمّاني يرصده صباحا ومساء، ليس من خلال لوحاته التشكيلية فحسب، بل ومن خلال عدسته التي تلتقط مشاهدا لا تقل فنية عن تلك التي يسعى لتخليدها عبر لوحاته. يقنص طنطاوي مشاهد الشروق والغروب، كما يتبع ملامح الوجوه وخطوطها حتى لو لم تكفه عمّان، فتكون حينها السلط وجرش والبتراء وأم قيس وأروقة البيوت القديمة.
يُذكر بأن طنطاوي شارك في معارض عدة عربيا وعالميا، كما عمل في حقل التصميم الغرافيكي، ليتفرّغ للفنّ في مرسمه حاليا، وليكتب مقالات ساخرة في صحف أردنية عدة، تتقاطع بنقدها اللاذع ومشاغبتها اللافتة مع لوحاته، التي لا يلبث من يسبر غورها يقرّ بحجم العمق الذي تنطوي عليه تحت غلالة الطفولة المهيمنة فيها.
مرسم الفنان التشكيلي الأردني عصام طنطاوي
عصام طنطاوي.. عين الطفل على المدينة
ع.جو- يملك من يتأمل لوحات الفنان التشكيلي عصام طنطاوي أن يحسم أمرين: الرجُل يهجس بالمدينة عمرانيا واجتماعيا، كما أنه يترك سجيّته تقوده حيثما أرادت، دونما افتعال أو اكتراث كبير بمعايير النقّاد وحساباتهم الدقيقة.
المدينة حاضرة لدى طنطاوي بطابع بات "ماركة" مسجّلة له، إن جاز التعبير؛ إذ يطلّ من قلب المدينة على علوّها وتدرّج مبانيها ووحداتها السكنية، بحميمية، وبأطياف لونية متدرجة هي الأخرى، ومتنوعة بين لوحة وأختها؛ ذلك أنها تكون بألوان ترابية دافئة تارة، لتنقلب تارة أخرى إلى رمادية باردة.
لا يتوقف رسم المدينة لدى طنطاوي على تصوير ملامحها العمرانية فحسب، بل هو يتعدّاها ليكشف حجم الجماليات التي تنطوي عليها عشوائيتها في مرات، كذلك حجم الخلل والتناقض الذي تفرزه هذه العشوائية في مرات أخرى.
عين الطفل لا تنفكّ ترصد المدينة في لوحات طنطاوي، ليس من خلال حضور وجهه في بعضها فقط، بل بعين الدهشة التي كان يرقب فيها عمّان إبّان طفولته في الزرقاء، وببهجته التي تُسبغ على ملامحها العمرانية ألوانا زاهية.
يحضر الطفل في لوحات طنطاوي بنكهة أخرى؛ إذ يعبث بجملة ألوان دونما تخطيط، بل هو يزيد عليها كل قليل وكأنّما هو يركّب لوحة فوق أخرى، ليتعدّى عبثه اللوحة التقليدية، فيطال حتى تلك المصممة غرافيكيا: خطوط ضخمة وأخرى رفيعة، ودرجات لون فاقعة تخرق كآبة المشهد، وتشكيلات مبهمة كثيرا ما يطلّ منها ما يشبه الرأس، الذي يخاله المتأمل ساخطا في حين وراضيا في حين آخر..
مرسم طنطاوي، المولود في القدس في العام 1954، يربض في اللويبدة على شارعين، ليطلّ على مشهد عمّاني يرصده صباحا ومساء، ليس من خلال لوحاته التشكيلية فحسب، بل ومن خلال عدسته التي تلتقط مشاهدا لا تقل فنية عن تلك التي يسعى لتخليدها عبر لوحاته. يقنص طنطاوي مشاهد الشروق والغروب، كما يتبع ملامح الوجوه وخطوطها حتى لو لم تكفه عمّان، فتكون حينها السلط وجرش والبتراء وأم قيس وأروقة البيوت القديمة.
يُذكر بأن طنطاوي شارك في معارض عدة عربيا وعالميا، كما عمل في حقل التصميم الغرافيكي، ليتفرّغ للفنّ في مرسمه حاليا، وليكتب مقالات ساخرة في صحف أردنية عدة، تتقاطع بنقدها اللاذع ومشاغبتها اللافتة مع لوحاته، التي لا يلبث من يسبر غورها يقرّ بحجم العمق الذي تنطوي عليه تحت غلالة الطفولة المهيمنة فيها.