إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بقلم : ديمة الغزاوي : ٢٩ أيلول ؟ ...فنجان قهوة ينتظر على الشرفه سيدة مثلي .

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بقلم : ديمة الغزاوي : ٢٩ أيلول ؟ ...فنجان قهوة ينتظر على الشرفه سيدة مثلي .

    ديمة الغزاوي





    ٢٩ أيلول ؟ ..... بقلم : ديمة الغزاوي
    فنجان قهوة ينتظر على الشرفه سيدة مثلي .. كن قد إجتمعن من التاسعه ووصلت أنا في الحادية عشرة
    .. كلهن عازبات ومتفرغات لقراءة الفناجين في صبحية كل سبت .. جلست البصارة متصدرة محدقة في العيون الحالمة والفناجين المحاطة بأحمر الشفاه .. لا مكان لي بينهن فماذا يفعل النخل بين الزهور النديه .. وماذا بقي لي من العمر لتقرأه لي تلك الشقية .. وجاء دوري رغماً عني وأمسكت بفنجاني .. لم أعرها أي إنتباه .. فأنا لا أكاد أؤمن بالقهوة كمنبه صباحي حتى أؤمن بالطحل ليكون قدري ومستقبلي .. فطالما رسمت أحلامي على أكتاف الغيم ... وعلى عتبات الليل ... وعلى أجنحة الصباح ... وكثيراً ماكان يسعفني القدر بقليلٍ منها حتى أبقى على أمل ... طلبن مني الجلوس والإصغاء .. وأي جلسه تلك التي تسترق سمعي ... لايطربني من شفاهها لا عزف ولا غزل ... ولا ناقة لي بين اليافعات ولا جمل .. أمسكت إحداهن بيدي وأرغمتني على الإستماع فجلست .. تكلمت واستفاضت بأشياء أعرفها عني وأشياء لا تشبهني بتاتاً ... وبالنسبة للحب هناك خاتم في أيلول .... نظرت إليها بإستغراب وقلت : أيلول !! قالت نعم بعد الغد يبدأ أيلول ... ضحكن جميعهن و طلبن منها المتابعة ... سقط هاتفي من يدي ولملمت أجزاؤه وأنا أدقق في تفاصيل كلامها دون أن يلحظن إهتمامي ... جاء بعد الغد ، قضيت وقتاً طويلاً في الفراش لا أريد لأيلول أن يبدأ ... وكان الصباح الذي رفع عن نافذتي الستارة وعن قلبي أيضاً ... في العمل حدثت زميلاتي عن الأمس وفنجان الأمس ... وشددن على يدي لأن أمنح أيلول فرصته .. وكل من يدق قلبي فرصته .. وكل من يطلب فرصة فرصته ... وبدأ وبدأت :
    كان لي صديقاً جيداً أسوةً بما أسمعه وما يقال على ألسنة الفتيات عن الرجال ... بدأت أستلب منه حيزاً من قلبي لأمنحه لأول طارق وحيزاً من مخيلتي لأملؤه بصاحب الخاتم .. بدأ يلحظ التغير بملامحي وكلامي ولهفتي إليه .. يقول لي : أراكِ أكثر جمالاً وشباباً لكن أراك تبتعدين عني فما هكذا عهدتك .. أهرب من الإجابة ومن عينيه لأن أي جواب سيكون سخيفاً بنظري فكيف بنظره ... وهو الرجل الواعي المتزن .. وأنا التي لا أؤمن بهذه الجلسات .. وأكتفي بالقول ستعرف قريباً .. قريباً يعني قبل نهاية هذا الشهر .. أول شخص تلقى بطاقة دعوة من قبلي .. هو السيد محمود والذي أستجلبته من خيوط الذاكرة عله يكون هو ... رفعت سماعة الهاتف وطلبت لقائه .. هذا الرجل العازب حديثاً بعد وفاه زوجته بسرطان الرئة ... وكثيراً ما كنت أشعر بالحنو في نظراته وإهتمامه فقررت أن أبادله الإهتمام .. وبالفعل زرته مرة وإثنتين وثلاثة ... كنت أدرس أركان البيت هنا سنجلس هنا سنسهر هنا سأطهو له عشاءاً وهنا سأغلي القهوة وستكون الصبحيات عندي .... بدأ يلحظ إهتمامي وبدأ يعقد الطعم ليصطادني فما إعتاد أن ترقص سمكة في مياهه الراكدة ... توترت العلاقة مع صديقي المقرب على أمل أن يكون هذا الرجل هو من عنته السيدة الضخمة ذات الملامح الطفولية ... بدأ يقدم عروضه العرض تلو العرض .. ولكنني شعرت أنني أمام مسرحية لا أمام إقبال على زواج ومراسم ... نظرت إلى التقويم لقد مرت سبعة أيام ... لا ليس هو أجابني عقلي الباطن وأومأ لي بذلك قلبي أيضاً ... ولاح لي الأمل في الأفق لايزال لديك الوقت وكثير من الرجال ... خرجت كالعاده في يوم الأحد مع صديقي بقلبٍ هش قابل للكسر في أي لحظة .. يمسك بيدي أحس يده جبلاً على صدري ويضع يده على شعري ليطير من الجهة المقابلة ... لا أنا لست لك ... في اليوم التالي ومع بدء إسبوعٍ جديد وبينما أنا أتصفح البريد الإلكتروني وصلتني رسالة من الشاب عماد ... ذلك المراهق الإلكتروني المزعج ... نظرت إلى صورته وجدت أني أعرفه وربما ذات يوم حلمت به وكأن من عنته هو عماد وأرسلت له تحية ... فرد على الفور .. فهو يمتهن الإيقاع بالمغرمات دون أن يراهن ... كيف أعطيته رقمي لا أدري ... وإتصل بحنان صوته وعشت الأمل عبر الهاتف وفي المساء خرجنا للعشاء ... يا إلهي أي جنون هذا لا يمكن أن يكون هو ... خجلت من أن يمر أحداً أعرفه ليجدني أجلس بعد هذا العمر مع مراهق ... إختار مكاناً للسهر لا يناسب البيئة التي تربيت فيها .. ألوان صاخبة .. جنون يملأ المكان فتيات لايشبهن الفتيات .. إنسحبت باكراً لأجد فراشي الدافئ ينتظرني ليلفني ببطانيته القديمة وتعانقني الوحدة النقية .... إتصل بي صديقي ولم أستطع أن أرد خفت أن يلحظ شيئاً غريباً سرق النوم من عيوني ... بقيت بصدمة ثلاثة أيام ... ثلاثة أيام مرت مسروقة من العمر ومن شهر أيلول ... إستيقظت والحزن يملأ عيناي حاولت كثيراً تجاهل التقويم ، لكن فضولاً شدني لأعرف بأنه لايزال لدي عشرين يوماً ... يخلق الله بهما ما يشاء ... ولكنني قررت أن أنسى ذلك الفنجان وأن لا أخسر صديقي المخلص فمن يريد أن يأتي يأتي لوحده هكذا تقول النسوة في الحي ... كان يوماً جميلاً أحببت فيه الحياة ونظرت إلى الشمس ولمع فلان في أعماقي ... عامر ؟؟ نعم عامر الموظف الجديد .. منذ سنة ولم يدخل مكتبنا موظفاً جديداً لابد وأنه القدر والخاتم والفنجان والصباح ... إرتديت فستاناً أحمر وسرحت شعري بعناية ولازمتني الأناقة طوال النهار ... شيئاً ما كان في غير مكانه نظرات من حولي .. نظرات عامر الخجوله .... والورطة التي أنا بها فعامر لم يبدي أي شعور ولم يحدثني عن حياته الشخصية فكيف أقدم له بطاقة الفرصة ... لم أفكر بهذا أبداً كل ما فكرت به لون السوار والساعة وأحمر الشفاه .... كان عامر قد غلى القهوة بيده كان وسيماً كعادته وكان يوماً مناسباً لأتحدث إليه على إنفراد فزميلتي هند في إجازة ومعن مشغول بكومة الأوراق التي لايخرج منها أبداً ... عرف أن هند ليست هنا وقال : خبئوا لها قطعة الشوكولا للغد ففي الأمس عقدت قراني على ابنة خالي طالبة الثانوية ... انتظرت كثيراً نجاحها حتى وافق والدها وإعذروني كانت حفلة إقتصرت على الأقارب .... سافر سمعي بعد ذلك ولم أعد أذكر ماذا أكمل ولكن في قلبي كان للحديث بقية ..... مر يومين وبقي من الشهر ثلاثة عشر يوماً .. لبيت لمدة إسبوع كل دعوات الأفراح وأعياد الميلاد وحتى عزاء الشهداء كنت لا أوفره ... كل من دعاني لحضور فيلم سينمائي ... كل من دعاني للتعارف وللتنزه ... حتى مقابلات العمل الطوعي التي كنت أؤجلها وحفلات التكريم وجلسات الإستماع للعزف والموسيقا ... حتى مواعيد أطباء الأسنان التي لم أكن أحبها وإجتماعات النقابات التي كنت أملها ..... وعدت متعبة فلم أعتد على إرتداء الكعب العالي ولم أعتد على ارتداء الحلي والمجوهرات حتى بشرتي تعبت من التزين والسهر .... حتى صديقي لم يعد يكلمني فقد عرف بأنني أبدأ المشوار بعيداً عنه ... أرد على كل رسالة وبريد ودعوة وانتهت بطاقات الدعوة الممهورة بالأمل ... وصرت أكثر ألماً وأكثر تعباً وتساقط الفرح من أعماقي كورق أيلول ... ونمت باكراً فلا أريد لأيلول أن ينتهي .
يعمل...
X