إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشاعر مقداد كاظم عبد - الإخوة بين وهج المشاعر.. ورحاب آل البيت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشاعر مقداد كاظم عبد - الإخوة بين وهج المشاعر.. ورحاب آل البيت



    الشاعر مقداد كاظم عبد

    الإخوة بين وهج المشاعر.. ورحاب آل البيت
    لـم تحظ ثورة في العالـم ، باهتمام من باحثين ، ودارسـين ، ومؤرخين ، في عمق تاريخ الإنسانية ، كما حظيت به ثورة الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام لعظم أهدافها ، التي جسدت أهداف الإسـلام ومبادئه وقيمه ، في بناء مجتمع إســلامي تسـوده العدالة ، ويحكم فيه كتاب الله وسنة نبيه الكريم بعد أن أخذ التدهور الاجتماعي والتردي الاقتصادي ، والتراجع ألقيمي ، فـي المجتمع الإسـلامي دوراً كبيراً فـي تصاعـد القهـر والظلم والتعسف والانحراف عن المبادئ الحقيقية للإسلام 0
    ولــم تحفل شخصية في العالم ، وعلى امتــداد أكثر من ثلاثة عشر قرنا ونصف ، كما حفلـت به شخصية قائد الثورة ، الحسين عليه السلام، من اهتمام ،واستذكار وإحياء مسـتمر ومتصاعد ، ذلك أن الحسين عليه السـلام ، ابن بنـت رســول الله صلى الله عليه وآله ، وريحانتـه ، وابن علي بن أبي طالب ، ابن عم خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله، ووصيه ، وخليفته من بعده ، وان واقعة ألطــف التي أجهضت الثورة ، كانت بتفاصيل لا إنسانية مرعبة ، هــزّت العالم ، وشغلت الفكــر الإنساني على مــدى تلك القــرون ، ومازالـت ، فأوجـدت نوعـاّ خاصاً من الأدب ، ســمّي بتسميات متعــددة منهـا : الأدب الحسيني و أدب ألطـف و الأدب الكر بلائي وغيرها 0 انتساباً إلى الثورة ، وقائدها 0
    ونجد إن الشعر ، الفصيح والعامي ، قد احتل مسـاحة واســعة من الأدب الحسيني فـي بيان أهــداف الثورة العظيمـة ، و مبادئ قائدها الحسـين عليـه السـلام التـي لخصها بقولــه : ( لـم أخـرج اشـراً ، ولا بطـراً ، ولا ظالماً ، ولا مفسداً 00 إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدّي ، وأريد أن آمر بالمعروف ، وأنهى عن المنكر ) ،وبيـان أخلاق آل البيت ومكانتهم ، وقيمهم ، فأطلق عليه شعر المديح ،وفي تصوير فاجعة يوم ألطف، وما رافقها من تداعيات ، وما تبعها من مآسي فسمي بشعر الرثاء 0
    ولأهمية الحسين وال البيت ، روحياً ، ودينياً، ووجدانياّ ، وإنسانياً ، الذين طهّرهم الله بقولـه تعالى : ( اِنَّما يُريدُ لِيُذهِـبَ عَـنكُـمُ الرُّجسَ أَهـلَ البَيتُ ويُطَهُّرَكُـم تَطهيـراً ) الأحزاب /33 ، فقد اختص كثير من الشعراء،في أن يكتبوا في مدح الحسين،وال البيت ورثائهم ، وان يتشرفوا بان ينسبوا أنفسهم للأدب الحسيني ، بتسمية ( شــاعر حسيني )
    وكان من بين أولئك الذين أحبهم الله ، وجعـل فيهم الموهبة، والشعور الفياض فـي أن يكتبوا في الأدب الحسيني ، هو الشاعر الحاج مقداد كاظم عبد الأخوة الخفاجي 0
    وأنا في غمرة القراءة في قصائد ديوان (وهج المشاعر) ، للشاعر الخفاجي الــذي أهداه لي الدكتور سعد الحداد ، وهي في مدح ورثاء آل البيت ، وإذا بالشــاعر والباحث المبدع صـلاح اللبان ، يهـدي لي نسخة مـن ديوان ( في رحاب آل البيت عليهم السلام) الذي أعده بقصائد الشاعر الخفاجي نفسه 0
    وحيث أن ديوان (وهج المشاعر) ، اختص بالشـعر العمودي الفصيح ، فورد فيه (426) بيتاً ، وزعت في (31) قصيدة ، اختص ديوان ( في رحاب آل البيت ) بالشـعر العمودي العامي فتضمن (901) بيتاً وزعت في (76) قصيدة ، وقطعة 0
    وعرفت من ترجمة الدكتور سعد الحداد في كتابه ( تراجم شعراء بابل فـي نصف قرن 1960م ــ 2010م) ، إن للخغاجي ديواناً بعنوان ( مهج القلوب) ، كما أشــار إليه الشــاعر اللبّـان فـي مقدمتـه لـديوان (فـي رحاب آل البيت) ، وانه من الشـعر العمـودي الفصيح ، وقد اختار الدكتــور الحـداد قصيدة (صوت الحق) ، لتكون بين قصـائد كتابـه (الحسين في الشعر الحلي 00تراجم وقصائد ) 0
    وبين (وهج المشاعر) و(في رحاب آل البيت) ، اســتذكرت جواب الشاعر الكبير مظفر النواب عندما سؤل : ( أين تجد نفسك وأنت تكتب الشـعر العامي" الشعر الشعبي العراقي"والشعر بالعربية الفصحى ؟ ) فأجاب قائلاً : ( للشـعر العامي مزاياه وعالمـه ، وللشعر الفصيح أيضاً مزاياه وعالمه ،إن ذلك يشبه الشغل على مادتين مختلفتين تماماً ، فعندما تنحت على الصخر تختلف عما إذا كنت تشكل تكوينات بواسطة الطين ) ، وكان تشبيهاً جميلاً من النواب ، يظهر فيـه صعوبة اللغـة الفصيحـة ومطواعيـة اللغـة العامية (اللهجة) ، وفي هذا وذاك ، كان للشاعر مقـداد كاظم الخفاجي ، مقدرة كبيرة في تطويع اللغة الفصيحة ، واللغة العامية (اللهجة) ، لتوظيفها في قصائـده ، التي اختصـت بـرثاء أل البيت ، ومدحهم ، وهو شاعر فطري ، كما وصفه الأسـتاذ اللبّان في مقدمته لـديوان (في رحاب آل البيت) ، مؤكدا عدم امتلاكه مسبقاً لأدوات تعينه في صقل موهبته 0
    وإذا محمـد بن إدريـس الشـافعي (150هـ / 766م ـــ 204هـ / 820م)، صاحـب المذهب الشافعي قال :
    إن كان رفضاًّ حـبّ آل محمـد فليشـهد الثقلان إنيّ رافضي
    فالشاعر مقداد كاظم عبد الإخوة الخفاجي يقول في قصيدة (الروح والريحان) فـي ديوان (وهج المشاعر) :
    يا بؤس من عادى الأئمة جاحدا فـي حقهـم ولآلهـم مترصــدا
    يا بئس من عادى النسيم تمردا وبحــر ما لتهب اللهيب تبردا
    وحيث إن مدح آل البيت ، ورثائهم لم يكن إلاّ تقرباً ، ورضاً ، لله ولرســوله لقوله تعالى :(قُل لا أسالُكُم عَلَيهِ أجراً إلاّ المَوَدَّةَ في القُربى) الشورى /23 ، فالخفاجي يقول في قصيدة (هالات أهل البيت) في ديوان (وهج المشاعر) :
    حب الحسين وصحبه يا سادتي عنــد الإلــه لحـجــة وصــلاة
    والخفاجي إذ يكتب عن آل البيت ،يعلن عن نهج إيمانه، وإيمان أمثاله من الطيبين المخلصين لعقيدتهم ، فيقول في قصيدة (الصبر على المصاب) في ( وهج المشاعر) :
    نحــن آمنّـا بـرب ، ورســـول ، وإمـام وكـــتاب لا نحـــابــي
    ليـس إلا ماهــديتــم كالســحاب وســواه كـذبة مثل السـراب
    وهو إذ يجسد فاجعة كربلاء ، في واقعة ألطف ، يقــول فـي قصيدة (الرمــح فــي صدره) ، في الديوان نفسه :
    الله أكبــــر ياجـراحك كـــــربلا الله أكبــر صرت صوتاً هادرا
    جسد الحسين مضرج بـدمائـه في صـدره رمح تحـدّر غائرا
    ثم في قصيدة ( وين المرتضى وين ) قي ديوان (في رحاب آل البيت) يقول :
    نصر لو موت دمنه سيوف ســاجين ندري ابكربله عـــدنه العلم زين
    جسد من غير راس ابطف يظل وين فوك الرمل بالحـر جسم الحسين
    وزينــــب تلــــم أيتــام ونســاويـــن ســكينه ادموعها تتـجاره نهرين
    وگمــر هاشم جسـد من غير جفيــن وراســه بالعمــود انجسم نصين
    وفي قصيدة (حنه بالدم ) في ديوان (في رحاب آل البيت) ينادي الخفاجي العبـاس بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قائلاً :
    يعباس شــهل مصيبه ابكربله حنه بالــدم كل جسـد عدوانه
    يعباس شصاب سكنه محصنه ليش حرگوهه الخيم عدوانه
    وعن البكاء لمصائب آل البيت ، التي لم يشهد لها التأريخ مثيلاً ، يقــول الخفاجـي في قصيدة (كيف لا نبكي) في ديوان ( وهج المشاعر ) :
    كيــف لا نبكـي ؟ فقدنا سـؤددا يحكم الدنيا افترضنا ــ محكما ــ
    إنمــا فقـــد حظــوظ محضـهـا إنمــا فقــــــد جــــــراح بلســـما
    وفي رائعة (قسماً بتربتك) في الديوان نفسه يقسم الخفاجي قائلا : ً
    قسماّ بتربتك التي فيها الفـــدا مازال يجــري بالــدماء معمــدا
    قسماً بأنك في ســـمائك تعتلي وحضيضهم يزداد تحتك أجـردا
    0000000000
    تبقى الــديار ديار آل محمــــد في كل أفق ، والقباب شـــواهدا
    نعم 00 والله ياخفاجي ، كأنك تقرأ ما في عقولنا ، وتشعر بما في قلوبنا وتأخذ من على ألسـننا ، فتصبه فـي قوالبك الشـعرية العفويـة ، فتقول في قصيـدتك (الصبـر عـلى المصاب) في ديوان (وهج المشاعر) :
    كلنا أتبـاعُ أهـــل البيت لــولا هم لضعنا حيــث روّاد الصـواب
    إنَّ تقــوى الله زادُ المـؤمنين الطّيّبين الــروح أوراد الــرحاب
    ليس تقوى دون حبِّ لحسينٍ فهوَ أصلُ الخَطْب فينا والخطاب
    و أبـدع الحاج مقداد ، في وصف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، ابن عم خاتم الأنبياء ،وزوج ابنته الزهراء بقصائد عدة في ديوان (في رحاب آل البيت) فيقول في مكانته في قصيدة (عتبة علي) الذي افتتح فيها الديوان :
    الله أكبـــر يا عــلي عتبـة الجنــة اعتابك
    والكعبه نيشان السمه منها وتطير أحبابك
    وفي علم الإمام علي عليه السلام ، الذي قال فيه الرسول الكريم : (أنا مدينة العلـم وعلي بابها) يقول الخفاجي في قصيدة ( علي علم الرسول ) :
    جاز بيك الـگول انته ياعلي علم الرسول
    حفظ للقرآن صدرك واصبحت كل الشمول
    وفي شجاعته التي أذهلت حسّاده،وقضت على أعداء الإسلام وأعدائه يقول الحاج مقداد الخفاجي في قصيدة ( راعي الأيتام) :
    ضـرب مرحب قلــع خيبـر نصــل ســام
    فــــدائي نعــــرف بفــراش الــنبــي نام
    وفــي قدرة إبداعــية رائعـة ، استطاع الخفاجي أن يشــكل من ابتداءات الاشــطر المتتابعة في قصائد : ( المشجر العلوي) ، و ( الختم ويانه) ، و (مصابيح الهدى) جمل جميلة ،ففي الأولى :(علي بن أبي طالب أول الناس إسلام ، ولي الله ، زوج بنت رسول الله)، وفي الثانية : (أسد الله الغالب علي بن أبي طالب ، باب مدينة العلم ، أبو السـبطين الحسين والحسين سيدا شباب أهل الجنة ) ، وفــي الثالثة ذكـر الله ، ورسوله ، والأئمــة المعصومين (علي ، فاطمة ، الحسن ، الحسين ، السـجاد ، الباقر ، الصادق ، الكاظـم ، الرضا ، الحوا د، الهادي ، العسكري ، المهدي ) 0
    لم نجد تأرخة لقصائد ديوان (وهج المشاعر) ، كما وجدنا لقسم من قصائد ديوان ( في رحاب أهل البيت) ، فقد وجدنا أقرب تأريخ قصيدة (گيش وطيش) في 11/آذار/ 1997 ، وتأريخ قصيدة (غصن الزيتون) هو 10 كانون ثاني 1997 ، وليس كما ورد في 1979م ، لمقارنة التأريخ الهجري الملازم مع الميلادي ،واستناداً لإشارة الشــاعـر اللبّان ، في مقدمته للديوان ، من أن بدايات الخفاجي الشعرية ، ولدت بعــد أحــداث عام 1991م التي شهدها المجتمع العراقي ، بعد أن رأى الخفاجي في عالــم الرؤيا انه يقول الشعر وينشد :
    أعيــدك يوم تمـــور الجبــال وأحييك فــي الــــرجعة الأول
    ونحــن إذ نردد مع الشـاعر مقـداد الخقاجي ماورد بقصيدة (راية علي) في ديوان (في رحاب آل البيت)
    أحب وأكتب حبر من دمع عيني وبولاية عــلي يكتمـــل دينـي
    نشارك الشاعر الخفاجي ،توسله لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام حين يقول في قصيدة (عتبة علي)
    خليني خــادم عتبتـك خادم بظــل اگبابك
    أمسح العتبة ابـگصتي وغسل بدمعي اعتابك
    ثم نختم بقول رسول الهدى ، وســيّد الكائنات ، وخاتم الأنبياء ، محمـد بن عبد الله صلى الله عليه وآله : ( مثل أهــل بيتي كمثل سـفينة نوح من ركبها نجا ومن تعلق بها فاز ومن تخلف عنها زج في النار )
    وإنشاء الله نحن من الفائزين ، برحمة أرحم الراحمين .

    محمود كريم الموسوي
    أنا بنت الهاشمي أخت الرجال
    الكاتبة والشاعرة
    الدكتورة نور ضياء الهاشمي السامرائي
يعمل...
X