إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بقايا مدينة "القرشية" الأثرية بقصرها ومعابدها وأعمدتها الحجرية ومدافنها في طرطوس ... مملكة أعالي الجبال- حسن محمد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بقايا مدينة "القرشية" الأثرية بقصرها ومعابدها وأعمدتها الحجرية ومدافنها في طرطوس ... مملكة أعالي الجبال- حسن محمد


    "القرشية".. مملكة أعالي الجبال

    حسن محمد


    وسط بحر من التشكيلات الصخرية تطالعنا بقايا مدينة "القرشية" الأثرية بقصرها ومعابدها وأعمدتها الحجرية ومدافنها في مكان وعر بصخوره وجباله، ويعتبر موقعاً استراتيجياً قياساً لما حوله من مناطق مجاورة.

    مدونة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 20/1/2013 منطقة "القرشية" النائية في جبال القدموس حيث لاتزال بقايا المدينة الأثرية شاهدة على تاريخها، والتقت السيد "رامي علي" من قرية "النواطيف" فقال: «تبعد "القرشية" عن منطقة القدموس حوالي 17كم، وتقع ضمن مزارع قرية "بدوقة"، في حين أن الوصول إليها يتم عبر طريق زراعي ضيق مخصص "لمحمية القرشية" التي تقع المنطقة الأثرية ضمنها، ويبلغ طوله 3كم، وبعد ذلك نحتاج لمسير ربع ساعة سيراً قبل الوصول إلى المنطقة المذكورة، أما "مملكة القرشية" فيبلغ تقديري لمساحتها حوالي 3 هكتارات من الأرض، وارتفاعها عن سطح البحر 1100م.

    تتصف منطقة "القرشية" بكثرة التشكيلات الصخرية التي تنتشر حولها غابات واسعة، وقد اختار من بنى "مملكة القرشية" أعلى نقطة في الجبل لبناء هذه المملكة لكثرة التشكيلات الصخرية وضخامتها في هذا المكان، إضافة لكون الموقع استراتيجياً بكافة أبعاده الدفاعية حيث الأودية السحيقة المحيطة بالمكان، والارتفاع الذي يكشف الأراضي المحيطة لمسافات شاسعة».

    تتوزع أجزاء المنطقة الأثرية بين كتل الصخور حيث تظهر بقايا سكنية متعددة ثم تختفي بين الصخور ليظهر تجمع سكني آخر هنا وبقايا قصر ملكي هناك، ومدافن وغيرها من مكونات المدينة الأثرية، وهذا لا يعني أن المدينة كانت مشتتة بين الصخور الكثيرة بقدر ما يدل على عوامل الزمن التي طوت معالم كثيرة كانت مشيدة في الأماكن الخالية من عمودان كانا يشكلان مدخل "كنيسة" أو مبنى إدرايالبناء.

    في دائرة آثار طرطوس التقينا الأستاذ "بسام وطفة" من الفريق الأثري في الدائرة فقال: «أخذت "مملكة القرشية" اسمها من المنطقة الواقعة فيها، والتي يمكن إعادتها لغوياً إلى عدة أصول قد تكون سبب في تسمية المنطقة "القرشية".

    تقسم "القرشية" إلى عدة أجزاء أولها البيوت السكنية التي كان يقطنها عموم الشعب، وهذه نجدها منتشرة على مساحة واسعة في المنطقة الأثرية، وتظهر منها بقايا قليلة من الجدران والأدوات المنزلية "جرون، طواحين، وبقايا فخارية"، وفي مكان آخر نجد "قصر المملكة" الذي يعود للفترة "الرومانية"، والذي مازال محافظاً على قواعده وأساساته حتى 2،5م ارتفاعاً، وذلك بسبب ضخامة الأحجار المكونة لبناء القصر وقساوتها، ويبلغ طوله 26م وعرضه 9م، أما سماكة الجدران فتبلغ 120سم، أما بقية أجزاء القصر فهي مدمرة ومتراكمة بعضها فوق بعض، كما نجد بقرب القصر عمودين حجريين يجاوزان 3 أمتار يعتقد بأنهما كانا مدخلاً لمعبد أو بناء إداري.

    تحتوي المنطقة الأثرية على بقايا من معبدين "رومانيين" وكنيسة "بيزنطية" تبلغ أبعادها 10×15م شرق القصر الملكي، ويظهر فيها المذبح الكنسي بوضوح، كما عثر في موقعها على لوح حجري نقش عليه الصليب في الزوايا الأربع».

    وتابع: «يلاحظ وجود بقايا قليلة من سور كان يحيط بالمملكة، ويعود هذا السور في بنائه إلى الأسلوب والعهد "اليوناني"، كما أن الدلائل تؤكد وجود العديد من الأبنية لقى فخارية متعددة الأحجام والأنواع في الموقعالخدمية "مطاحن، معاصر، آبار.." في عدة مواقع، ويضاف إليها الأرضيات الحجرية الطبيعية والمحاطة بسور قليل الارتفاع والتي ربما كانت تستخدم في احتفالات المملكة.

    يتبع للمدينة الأثرية مدفن قريب منها في وادي "جمال" تحت المنطقة الأثرية مباشرة، ولاتزال معالم هذا المدفن واضحة ومحافظة على بنيتها الأساسية، كما يتبع للمدينة الأثرية موقع أثري في منطقة "جبّ الهوايا" خرب بمعظمه ولاتزال أكوام الحجارة والبقايا الفخارية شاهداً على الموقع».

    يقول الأستاذ "سليم علي" موظف حكومي من قرية "النواطيف"، ومن العارفين بالمنطقة الأثرية: «يشكل "نبع القرشية" مورداً أساسياً لسكان هذه المنطقة قديماً وربما سبب من أسباب وجودها، حيث المنطقة عموماً تعاني من ندرة الينابيع بسبب صخورها "الكلسية" الضعيفة والنافذة للماء، ولايزال بناء النبع محافظاً على بعض أجزائه المكونة من بناء دائري على شكل بركة ماء حول النبع، ودرج جحري للاقتراب من المياه، و"جرون" حجرية لسقي المواشي، ولابد أن غزارة مياه النبع تأثرت عبر الأزمنة المتتالية حيث وصلت هذه الأيام إلى مستوى منخفض.

    تُظهر البقايا الأثرية اهتماماً ملحوظاً للسكان الأوائل ببناء المدافن، حيث نجد بعضها اتخذ الشكل التقليدي في نحت "النواغيص" داخل الصخور ودفن عدة موتى داخلها، والبعض الآخر جرى نحته أعلى الصخور البارزة مع اهتمام واضح بتفاصيل النحت، كما أن أغطية القبور بلغت أحجاماً وأوزاناً كبيرة تقارب 1 طن للغطاء، وقد دليلنا السيد "رامي علي" مشيرا الى المدافن الصخريةتميز أحد هذه القبور بصغره مع عناية واضحة ببنائه نسميه نحن "قبر الطفل"».

    يطرح السيد "سليم علي" سؤالاً حول سبب وجود معاصر الزيتون وأحواض تخزين حجرية فيقول: «يقترن وجود المعاصر عادة بزراعة الزيتون، كذلك فإن صناعة خمور العنب تحتاج لأوعية تخزين ومعالجة، وهذا يعني أن المنطقة كانت مزروعة في عهد تلك الشعوب "فينيقيين أو رومان أو غيرهم" التي سكنتها بالعنب والزيتون، رغم عدم وجود أثر لهما حالياً في المنطقة، ماعدا العديد من المعاصر وأحواض التخزين».
يعمل...
X