إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الروائي ( خليل النعيمي )دكتور سوري مقيم وجراح في باريس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الروائي ( خليل النعيمي )دكتور سوري مقيم وجراح في باريس



    "جمعية الكتاب" تستضيف د.خليل النعيمي ...
    عبدالرزاق الربيعي


    تستضيف الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء الروائي السوري خليل النعيمي يوم الأحد المقبل في قاعة النادي الثقافي , للحديث عن تجربته الروائية

    والنعيمي طبيب جراح، وروائي عربي سوري، ورَحّالة نشأ في «بادية الشام»، في القسم الشمالي من الصحراء العربية الكبرى. عائلته من البدو الرُحل. معها عاش طفولته وصباه مُتَرَحِّلاً في سهوب البادية، ومتنَقِّلاً في سهول «الجزيرة السورية » الممتدة حتى حدود الأناضول , درس الطب والفلسفة في «دمشق». حاز على «الدكتوراه» في الطب، وعلى «ليسانس» في الفلسفة من جامعتها العريقة (حيث الدراسة في جميع الفروع باللغة العربية، بما في ذلك الطب، والهندسة، والعلوم الأخرى. وهو ما يعتبر اليوم كنزاًً ثقافياًً ولغوياًً هائلاًً).

    في «باريس» تخصص في الجراحة، وتابع، في الوقت نفسه، دراسته في الفلسفة، حيث حاز على «ماجستير» في الفلسفة المقارنة، وعلى «شهادة الإختصاص» في الجراحة، من جامعتها. وهو «عضو الجمعية الجراحية الفرنسية»، و« جراح المستشفيات» في فرنسا. يقيم في «باريس»، ويعمل جراحاً متخصصاً في جراحة الكبد وجهاز الهضم.


    إضافة إلى ذلك، هو رَحّالَة متمرّس. زار بلداناً عديدة في القارات الأربع، وكتب عنها. ومن البلدان التي زارها: الهند، الصين، التشيلي، الأرجنتين، البرازيل، كوبا، مالي، السينيغال، موريتانيا، المكسيك. وفي آسيا الصغرى، زار مدن«طريق الحرير» وعلى رأسها: سمرقند، وبخارى، وخيوا (مدينة الخوارزمي، مؤسس علم اللوغاريتم). وكذلك السهوب الآسيوية الصحراوية العظمى الممتدة بين نهرَيْ «سيحون»، و«جيحون»، التاريخيين، في «أوزبكستان» الحالية. هذا عدا عن العالم العربي، وأوربا، والأناضول.

    صدرت له الأعمال التالية "روايات" :الرجل الذي يأكل نفسه والشـــــــــــــيء والقطيعة والخُــلَــعاء وتَفْريغ الكائن ودمشــق ٦٧ ومديح الهـرب ولو وضعتم الشمس بين يديّ, في أدب الرحلةـ: مخيّلة الأمكنة وكتاب الهند وقراءة العالم حاز هذا الكتاب على ‘‘جائزة الرحلة المعاصرة’’ التي يمنحها المركز العربي للأدب الجغرافي .

    وعبّر النعيمي عن سعادته بهذه الدعوة التي تأتي بعد سنوات من زيارته الأولى التي قام بها لمسقط والتقى خلالها عددا من الأدباء العمانيين وتمكن خلالها من زيارة عدد من الأماكن التي كتب عنها "مشيرا " اهمية المكان الواقعي تكمن في تمايزه عن الذات لافي تماهي الذات معه إن هذا التمايز هو الذي ينضج وعي الكائن وعيه بالعالم وبالتاريخ بتاريخه الشخصي وبالتاريخ العام فالتاريخ مكان لكن وعي الكائن باهمية المكان ليس في الحقيقة الا شكلا من من اشكال وعيه بذاته وهذا الوعي لايمكن ان ينضج ويثمر الا عبر مجابهة الكائن لمحيطه الخاص وبالتالي لمكونات ذاته فمواجهة الذات هي المواجهة الحاسمة في حياة الكائن وبخاصة عندما يكون مبدعا"وأضاف النعيمي " خصوصية هذه الزيارة إنها ستوفر لي فرصة لقاء الجمهور العماني في أمسية سأتحدث خلالها عن تجربتي في الكتابة , وأمورا أخرى "وحول أحدث أعماله قال النعيمي الحائز على جائزة أدب الرحلة المعاصرة 2007 ، روايتي " لو وضعتم الشمس بين يدي"، التي صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر وبها يواكب أحداث الربيع العربي وماتمر به بلده سوريا من أحداث ,رغم إنها كتبت قبل ذلك فعندما يكتب الكاتب يجب أن يتخلص , حسب رأيه , "من كل أشكال الرقابة الداخلية والخارجية فنحن مع الأسف نمارس رقابة ذاتية قبل رقابة السلطة, فالقمع في العالم العربي ولد منذ القرن الأول وأول قمع وأخطره هو قمع الذات للذات وحيث دخلت في عالم الكتابة كنت أحاول أن أتخلص من قمع نفسي لنفسي"

    وقلم النعيمي لم ينفصل عن الأحداث التي تمر بها المنطقة فقد سبق له أن كتب رواية «دمشق 67»، مناقشا الأسباب التي أدت إلى هزيمة العرب الكبرى في 5أغسطس 1967وينطبق الحال على روايته "الرجل الذي يأكل نفسه" التي طبعت في السبعينيات بدار العودة ومنعت من دخول دمشق و"تفريغ الكائن" وفي كل ذلك يحاول الروائي السوري خليل النعيمي تأسيس عالمه الروائي المتفرد القائم على "التخلي عن بنية السرد او القص وتحطيم الاشكال الشائدة حيث الغى في روايته الخلعاء علامات الترقيم ليؤلف مجموعة من المفاهيم من خلال الحكم الصغيرة المأخوذة من التراث عبر انهدامات لغوية متخليا عن كل اعراف الكتابة" كما يقول محمود امين العالم عنه فيقدم عبر "تفريغ الكائن" بطلا اشكاليا تحاصرة قوى تعمل على تفريغه فيفعل ما ليس داخل القفص ما يصف حريته في الغرب الذي سحبه بلمعانه وحصوله على المرأة التي يريد وضجره منها وحوارها الاخرس كل هذه الازمات تجعل من تفريغ الكائن رواية عذابات متعددة كما يرى الدكتور حاتم الصكر فالازمة الذاتية تتسع دائرتها لتصبح عامة لتفريغ متعدد المستويات يعكس من خلالها موقفه من الغربة الفلسفية وخليل النعيمي والرواية والفلسفة والطب

    في زيارته تلك التقيت به وحدثني عن علاقته بالكتابة التي بدأت خلال دراسته الثانوية حيث كتب الشعر متجها في دراسته نحو الادب والفلسفة مشيرا أن دخوله للمدرسة كان بمحض صدفه فهو من قبائل رحل لا تقيم وزنا للمعرفة.

    وجاء تخصصه بالطب بشكل عابر عندما قرأ كتاب "مدخل الى الطب التجريبي" وكان حينها مولعا بقراءة الكتب الفلسفية فقررأن يدرس الطب من اجل فهم الفلسفة وحاز على قرار خاص بالسماح له بدراسة الفلسفة والطب بنفس الوقت وخلال دراسته كتب اول ديوان شعر وكان عنوانه "صور من ردود الفعل" وقد منع في سوريا حينها لاسباب كثيرة فاتجه للرواية وكان ذلك الحدث كأنه مصادرة للفعل الشعري في حياته , عن ذلك يقول "اكتشفت أن هناك مستويات للقراءة.. مستويات للفهم ومستويات للادراك قد تسمح الرواية بمقاربتها فبدأت بالرواية وكتبت روايتي الاولى التي كانت تحمل عنوان "الرجل الذي يأكل نفسه" وكان مصيرها المنع ايضا من دخول دمشق واثناء دراستي للطب اكتشفت الجراحة فقلت اما امارس الطب كجراح او اتركه وعندما ذهبت الى باريس واصلت دراستي في الطب والفلسفة وكنت اتابع كتابة اول رواية في باريس "الشيء" وهي محاولة للانفلات من قيود يحس بها الروائي وفيها الكثير من الجنس وقد طبعت في بيروت.

    مضيفا "وفي باريس اكتشفت لاول مرة انني عربي واكتشفت انني جاهل بالتراث العربي الاسلامي لانني كنت مشدودا نحو الفلسفة الغربية "ديكارت سارتر" "سيمون ذي بوفار" فاعدت قراءة التراث من منظور جديد باحثا عن اسلافي النقديين فوجدت تراثا انسانيا متنورا وكتبت روايتي "الخلعاء" ومن ثم "القطيعة" التي طبعت في القاهرة و"تفريغ الكائن".

    و رغم انه يعيش في باريس منذ أكثر من ثلاثين عاما الا أنه يرفض في كتاباته مقولة "المنفى" عن ذلك يقول "في روايتي "تفريغ الكائن" يقول البطل "ان المرء حيث يكون" .. حيث تتحقق كنونته بالمعنى الفلسفي وعندما نقول "منفى" فان الامر يستلزم أن ينفي شخصا آخر لكن حينما يخرج المرء من بلدهبمحض ارادته فهذه رغبة ,ولا يمكن أن نصفها بالمنفى ومن هذا الباب فلا يقول عن باريس انها منفى ما دامت كنونته قد تحققت فيها.

    أما عن الشكل ففي رواياته خلط في الأزمنة وتحطم لسياقات السرد التقليدي وبذلك يغيب الترتيب المنطقي فتبدأ (تفريغ الكائني) من نهايتها لكن البطل في البداية يقول (أريد أن أحكي) عن هذا يقول"في رواياتي يتكسر القص لذا لا توجد حكاية تتحقق الكتابة من خلال هذا الهرم اذ لم يعد المشروع الروائي تصويريا ورصفا او نصا اخلاقيا بمعنى الفهم السكوني للعالم لانجاز شكل روائي ضمن رؤيا ابداعية لقد كنت أحاول ان أعطي لمضمون الكتابة شكلا يناسبها وغالبا ما تنفلت ملكة الكتابة لأن الكاتب لا يمكن ان يكون متحددا برسم مسار بقية المعمار وتصبح الكتابة كحالة شخص يمر في حقل كبير فالمشروع الفلسفي يتطلب امكانية لغوية مختلفة.

    بمعنى ان اللغة تحاول ان تبحث عن مميزات لوصولها للقارئ باعتبارها (بيت الكائن) كما يرى (هيجل) فخلخلتها تقتضي ان نكتب قصا مغايرا من حيث ان اللغة عامل اساسي في عملية الخلق.

    ويرى أن اللغة هوية ففي روايته "الخلفاء"يقول "ان من يقبل اي تنازل في اللغة يقبل اي تنازل في الحياة" ويوضح هذه المسالة قائلا "أعني بالضبط تزييف اللغة في مواجهة السلطة الثقافية السائدة اي تفريغها من محتواها بمعنى الأ تحمل اللغة الابداعية الاقل تجربة المبدع فتصبح متنازلة منصاعة مطيعة لغة الابداع يجب ان تكون دائما لغة العصيان عبر الاثر المكتوب الذي لا يشفع له شيء فالتنازل في اللغة تنازل عن الوعي الذي يجب ان تحمله.

    وبذلك يتطرق الى موضوع تناول اللغة للمحضورات بالطريقة التي تسمح لها مخيلة المبدع لا مخيلة السلطة أو مدجنيها او المحيطين بها ,كما يقول ,يجب ان نؤكد هنا ان اللجوء الى المفاهيم المؤدلجة هو ايضا تدجين لها فالتنازل باللغة هو نوع من عملية الحفر في الذاكرة الجمعية للعثور على البؤر المضيئة او نقاط الاختلاف بين الفرد المبدع وبين الكتلة ومن هنا وحتى يريد ان يتنازل بغير سلاح فعليه ان يسكت او يحمل سلاحا من الخشب مثل كتبة السلطة لأنهم يكتبون ضمن محضورات السلطة.

    ـ في هذه الحالة يمارس القمع على اللغة فتصبح مقموعة.. ما اللغة المقموعة؟

    اللغة المقموعة هي لغة الوصف لغة الحب غير المقدس الذي يقدسه العرب ولا يعرفونه.

    في رواياته تصوير لأماكن حية عاشها في طفولته بدمشق يقول"الكتابة ليست مطابقة للواقع لذا تصبح الذاكرة هي الاساس في ملاحظة الحدث اليومي من منظور فلسفي وهي مصدر من مصادر المخيلة عند الملامسة اليومية للواقع لأن الكاتب كائن انتقل من سن الرشد الى سن الوعي وعندما يكون واعيا يجب أن يتمكن من تجديد ذاكرته فليس مهمة الذاكرة استحضار المشاهد السطحية والبعد عن البؤر الأولى التي ينشأ فيها الانسان ليعطي مسافة للرؤيا والاحاطة بكثير من القضايا التي قد لا يلاحظها , وحتى لو لاحظها لا يستطيع التعبير عن الرؤى الجديدة اننا نقترب من العالم الذي ولدنا فيه كلما ابتعدنا عنه , فالبعد الجغرافي يعطي الكاتب حرية أكبر.

    لقد استفاد النعيمي من التطورات الفنية في الرواية الفرنسية الجديدة ويحدد ملامح هذه الاستفادة بقوله "استفدت من طريقة القص لكن مشكلة الكاتب العربي المغترب ليست مشكلة التكنيك وانما مشكلة المحتوي اذ كيف يعالج هذا الموضوع من خلال مفهومات جديدة تدخل أثناء كتابة فلسفية جديدة باللغة العربية"

    د. خليل النعيمي ، روائي سوري مقيم في باريس. مدهش في نفسه الشعري.

    قرأت له في " نزوى " ، وهي مجلة فصلية ثقافية ، أكثر من رائعة ، وتجد فيها مواد شهية ، وذات نفس عال. العدد التاسع والأربعون منها ، " باماكو " على ضفاف نهر النيجر ، عاصمة " مالي " امبراطورية الصحراء.
يعمل...
X