إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

للتسلية وردع الأشقياء ... حكايات الأطفال..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • للتسلية وردع الأشقياء ... حكايات الأطفال..


    حكايات الأطفال.. للتسلية وردع الأشقياء

    ضياء الصحناوي

    لكل مجتمع حكاياته التي استوحاها من البيئة المحلية أو من الخيال الجامح للأشخاص.. وفي مجتمع جبلي قاس كبيئة الجبل تبرز الحكايات المحلية ذات الطابع الخاص بالمنطقة لتساعد الآباء في تربية أبنائهم.
    ولعل الحكايات الخاصة بالأطفال قبل النوم هي إحدى تلك الإبداعات التي ابتكرها الإنسان قديماً من أجل جعل الأولاد يدخلون في الحلم أو من باب التسلية التي كانت قليلة جداً في زمن لا وجود فيه للكهرباء أو الحاسوب أو الألعاب.

    مدونة وطن eSyria التقت الشيخ "سلمان قسام" يوم الجمعة الواقع في 16/8/2013 وهو المقيم في


    قرية "رساس"، والمولود في العام 1936 حيث تحدث عن تلك الحكايات، وأدواتها، وطرق روايتها، فقال: «كانت الحكايات من اختصاص الجدات على الأغلب، وذلك مترافق مع طبيعة السكن أو البيت، حيث لا وجود للغرف المخصصة للأطفال. فكل العائلة مقيمة غالباً في غرفة واحدة، ولذلك حرصت الجدات على سرد الحكايات التي تتصف بالحكمة والمواعظ والمآثر البطولية.. وكانت في أغلبيتها تشتمل على الإنسان والحيوان والجن، وغير معروف في الأصل من أدخلها أو ألفها أو تحدث عنها بداية! فهي متوارثة من جيل إلى آخر. أدواتها الأشياء الموجودة في البيوت والأرض مثل البئر، والعكوب، والدبس، والحصيني والثعلب، والفئران، والعصافير، والمارد والبيضة والدجاجة، وأدوات اللعب القديمة مثل (المازاط) أي الدحل، و(الكعاب)، وحتماً هناك العجوز والطفلة الصغيرة الفقيرة، والأمير الطيب، وكل ما يمكن أن يخدم الحكاية. وهي تحكى باللهجة المحلية البسيطة المفهومة للأطفال مع بعض الألفاظ الصعبة التي تتطلب شرحاً من الراوي».

    وتحدثت السيدة "منيرة قرقوط" المولودة في قرية "البثينة" عن المغزى من هذه الحكايات، فقالت: «لعل الحكايات التي كانت تروى قديماً كانت تركز على النكتة أكثر من المعاني التي
    من رسوم الشابة يارة جربوع في الكتاب تركز عليها الحكايات الحديثة مثل الخير والشر والإيثار والكرم... فقد انتشرت حكايات (أبو علي الحصيني) الداهية الذي كان يحتال على العجائز لتأمين غذائه. وكان الفقر الشديد لأبطال الحكايات واضحاً من أجل ترك انطباع لدى الأطفال أن الله لا يمكن أن يترك عباده الصالحين حين يرسل إليهم المارد الذي يحقق الأحلام، أو يرزقهم بالذهب البراق من تحت الشجرة، أو يرسل إليهم الدجاجة التي تبيض ذهباً دون أن يدرون لأنهم فقط أدوا عملاً خيراً يستحقون عليه المكافأة. لكن بعض الجدات كن يستخدمن خيالهن الواسع لكي يخيفوا الأطفال الأشقياء غير الراغبين بالنوم الباكر من أجل ردعهم وعقابهم! فقد انتشرت حكايات الغول و(الشيبة) و(اللي راسو بين كتافو) وكل ما يتعلق بالضباع في أيام الثلج القارصة التي تغلق فيها الطرق والبيوت لأيام عديدة، فتلجأ الجدات لجعل الأطفال يخافون من الليل فينامون باكراً، غير أن ذلك ينعكس على شخصياتهم وحياتهم عندما يكبرون».

    ونالت تجربة الكتابة لمجموعة من الشباب التي تتحدث عن حكايات محلية من "السويداء" الكثير من الاستحسان، وخاصة أنها تنطلق من المحلية القديمة على الرغم من العدد القليل لهذه
    الناقد "حمد عرنوس" في ثقافي "شهبا". القصص، يقول الأستاذ "حمد سلامة عرنوس" الناقد الأدبي عن محتوى هذه التجربة: «إن كتاب حكايات من "السويداء" الذي قامت بنشره جمعية "المكان"، وتم إنتاجه من خلال مشروع شباب وتراث، ممول من قبل الاتحاد الأوروبي. هو مشروع يعبر فيه الشباب عن رؤيتهم الخاصة لثقافتهم المحلية. وهو يضم قصصاً تروى للأطفال مما يزال محفوظاً في الذاكرة الشعبية لمنطقة "السويداء". وقد قاموا بجمع هذه القصص من أقربائهم ومعارفهم في العام 2010، حيث حاولوا جمع ما أمكن من قصص تخص سكان الجبل، أي رويت هنا في المنطقة، ويمكن أن تكون بعض القصص متشابهة مع مناطق أخرى في القطر أو في العالم، وإن كانت بقالب مختلف ولغة مغايرة. وقد قام بجمع هذه القصص كل من الشباب "بشرى المرود"، و"راما الشوفاني"، و"سليمان أبو سعدة" و"عمار اشتي". أما الرسوم فكانت للشابة " يارا جربوع". وقد قامت الجمعية بتوزيع الكتاب بشكل مجاني على المواطنين. ومن حيث المضمون فهي حكايات توعوية للأطفال بقالب لطيف وسلس، ودون تعقيد، وإن كان باللهجة المحلية البحتة التي تحتاج أحياناً لشرح المفردات حتى للقاطنين في الجبل بسبب ثقلها. ولكنه جهد مقدر ومشكور».
يعمل...
X